إلى القارئ الكريم

هشام عبدالملك يكتب : درس في السلوك الديني والوطني.. من أهل المسعودية والجديد الثورة

توفي خالي عبد القادر محمد عبدالله، عميد أسرة الفحل، رحمه الله، فالموت سبيل كل حي، ولكن السلوك الإنساني والأخلاقي والوطني، الذي صدر عن أهلي في المسعودية والجديد الثورة، يستحق الوقوف عنده، عسى ولعل أن يكون درسا لأكلة الدنيا باسم الدين، من الذين يقودون أبناء هذا البلد الأبرياء إلى التهلكة، مستغلين حب الناس للدين، وظروفهم المعيشية الضاغطة، طمعا في عودة ملك زال ولن يعود، ومن بعض علماء السوء والضلالة، الذين هربوا بأموال هذا الشعب إلى عرش إبليس، في المشيخة التي تحرسها الأساطيل الأمريكية، حتى يدركوا أن هذه الثورة منتصرة بإرادة الله، وبأمر الله، شاءوا أم أبوا..
كان القرار الحاسم من أسرة الراحل وأهله في المسعودية، هو الإعلان عن إنتهاء العزاء، بإنتهاء مراسم الدفن، وتبعوا ذلك بالبيان بالعمل، حيث تفرق الناس من المقابر إلى منازلهم مباشرة، بمن فيهم أشقاء المرحوم، بينما توجه أبناء عمومته من قرية الشقلة عوج الدرب القريبة، إلى قريتهم، دون المرور على منزل الفقيد..
هذا في الوقت الذي تم فيه تبليغ شقيقه فتح الرحمن أن يبقى في قرية السمير، حيث موطنه، وتبليغ أبناء العمومة في أمدرمان والخرطوم، وبتري، والدبيبة والعيلفون، بعدم التحرك من مواقعهم، والتواصل فقط عن طريق الهاتف، مع الدعاء للمرحوم بالرحمة والغفران..
وقبل ذلك، كان أهلنا في المسعودية والجديد الثورة، قد شرعوا عبر جهودهم الذاتية، بتشييد مراكز حجر في المدينتين، لاستيعاب كل الإصابات التي يتعرض لها أبناء البلدتين، حفظهم الله وعافاهم، ومن يحتاج إلى الخدمات الصحية، من القرى المجاورة، وقد أوشك العمل في المشفيين على الإكتمال.. وهذا العمل الكبير، يقوده أبناء المسعودية والجديد الثورة، داخل السودان وخارجه، من رجال أعمال وطنيين، ومهنيين ومثقفين وعمال وزراع، حتى يخففوا الضغط على العاصمة، ويقدموا الخدمة لمن يحتاجها من أهلهم..
وبهذه المناسبة، أتمنى من أهلي في السديرة الغربية والشرقية، وهم قادرون، العمل على تطوير مركز حجر صحي، في المستشفى الذي شيدوه بعرقهم وعرق أبنائهم في المهجر، حتى يساهموا في تخفيف المعاناة عن أهلهم.. واناشد بصفة خاصة أبناء عمومتي، حسن الشيخ بادي، وعبد الجليل الطيب، وغيرهم من قادة العمل الاجتماعي، لقيادة هذه الحملة، كجزء من جهدهم لتشكيل نظارة العسيلات، وقد رأيتهم على منصات التواصل الاجتماعي، وهم يرمون بياضهم، حتى لا يقتصر جهدهم على النشاط الاجتماعي وحده..
ناس جياد سلام!!
أرجو صادقا، أن نرى موقفا إنسانيا ووطنيا من شركات جياد، وهي قادرة عليه، بتشييد مركز عزل، يخفف الضغط على المستشفى، ويكفي الناس عناء الهرولة، ويجعلنا نشعر، ولو للحظة واحدة، أن الذين نهبوا أرضنا، وأحاطونا بالأسلاك الشائكة، ليسوا من بقايا الكيزان، أو الأفريكانا!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى