مقالات

محمد الأقرع يكتب تجمع المهنيين السودانيين

تجمع المهنيين بشكله القديم، استنزف أغراضه وكان الأجدى أن يتحرك نحو القواعد لاكتساب الشرعية وبناء النقابات التي ستقوم بمهامها في حراسة الثورة، لكن للأسف ذلك لم يتم، وإنما حاولت بعض الأجسام المنضوية تحته مثل “شبكة الصحفيين” شينطة تحركات القواعد لبناء نقابتها بحجج واهية .
التجمع في معركة الثورة كان يدار عبر جهد مقدر لأشخاص محددين، أكثر من كونه كان عمل مؤسسي حقيقي، وبشكل عام كذلك لم يكن التجمع تحالف نقابي وانما كان تكتل لواجهات حزبية .
أمام التجمع كان في فرصة حقيقية ليصبح رقم في المعادلة السياسية ومن خلاله ننفذ من منزلقات الأحزاب الكيسحة وتناحراتها التاريخية، لكن لم يكن الأعضاء فيه على قدر المسؤولية وبل وبغباء غريب اتخذه مطيه للصعود في أحزابهم التي كان التجمع حينها يفوقها سنداً وقاعده .
في اعتقادي أن الأحداث الأخيرة في ارباك المشهد بدأت حين قرر الحزب الشيوعي المشاركة في السلطة، بالتالي حاول تفعيل واجهاته التي من خلالها سيحقق أكبر تمدد ، هذا الاتجاه أحدث ربكة في تحالف الحرية والتغيير ككل وليس التجمع وحده، لان هناك قوى سياسية أخرى تدرك محاولات السيطرة ولعل هذا الأمر دفعها بعضها لطرح عقد إجتماعي جديد .
الحزب الشيوعي سيطر على التجمع وكذلك لديه أيادي نافذة في تحالف القوى المدنية فضلاً عن تواجده بالشكل الصريح في قوى الإجماع، والآن ينشط بشدة في لجان المقاومة، بالتالي سيكون صاحب الصوت الأعلى في اي عملية ديمقراطية لتحالف الحرية والتغيير .
عموماً خطوة المجموعة الجديدة في التجمع اليوم قد تكون المحاولة الأخيرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وذلك بالسير في طريق بناء النقابات والتحرر من السيطرة الحزبية الفجة، هناك من يقول أن رفاق “الأصم” هم واجهة ايضا للأحزاب السياسية أخرى وذلك صحيح لكن الرغبة في استمداد الشرعية عبر القواعد وإعلان بداية التحرك نحوها، وإنضمام أجسام مهنية جديدة يضعهم في درجة أعلاه من الأخرين الذين يسعون لإختطاف المشهد بصورة ديمقراطية مركزية مزيفة .
والثورة أكبر منهم جميعاً، وكل ما في الأمر أن عملية الانتخاب الطبيعة لم تتوقف وازدادت سرعة غربال المتأخرين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى