إلى القارئ الكريم

هشام عبدالملك يكتب : الأستاذ محمود محمد طه، يضيء ظلام 30 عاما

ربما شكل قرار عرض برنامج خاص عن الفكرة الجمهورية، أو صاحبها الأستاذ محمود محمد طه، من على شاشة تلفزيون السودان، إختراقا تاريخيا، يسجل لشباب الثورة، والقيادة السياسية في البلاد من ناحية عامة، وإدارة التلفزيون القومي من ناحية خاصة، على الرغم من الملاحظات الكثيرة التي صاحبت التجربة، وكشفت عن حاجة مؤسساتنا الإعلامية الماسة إلى وجود خبرات فنية، في مجالات الإعداد والإخراج، حتى نتمكن من تقديم أعمال متميزة، تخدم أغراضها، وتحقق الفائدة المنشودة من خوض مثل تلك التحديات الهامة..
تم تقديم أعمال كثيرة من قبل عن الأستاذ محمود محمد طه، منها على سبيل المثال، الحلقات التي أنتجتها قناة عربية باسم، أفكار على حبل المشنقة.. وبالرغم من أن الشخص الذي أعد ذلك العمل، وهو أجنبي، قد إستفاد كثيرا من التسهيلات التي قدمت له، إلا أنه تمكن من توظيفها مهنيا، لتوصيل الفكرة، من خلال رؤية شديدة الوضح، وبتقنية فنية عالية الجودة، إبتداءا من التسلسل المنطقي للأحداث (السيناريو)، وليس إنتهاءا بالتوثيق العلمي الصارم لها..
حاولت من خلال متابعتي للعمل الذي تم عرضه، ثم إعادته بعد أربع ساعات ونصف، أن أتعرف على الغرض الذي تم إنتاجه من أجله، وهل هو توثيقي أم تسجيلي، لشخص الأستاذ محمود محمد طه، أو الفكرة الجمهورية؟؟ ثم ماذا كان الهدف من الطواف على عدة مدن عالمية لأخذ إفادات بعض الأكاديميين والسياسيين؟ وهل قصد منتج البرنامج أن يحشد إشادات بشخص الرجل، أم أنه أراد أن يقدم إضاءات من بعض المفكرين العرب والعجم، تثري الحوار، وتكشف عن بعض الجوانب غير المرئية من التفاصيل التي قدمتها الفكرة الجمهورية؟
إذا كان الهدف هو إستعراض مظاهر الإحترام والتقدير، الذي وجده الأستاذ محمود محمد طه وسط دوائر المثقفين العالميين، فإن البرنامج يكون قد صادف نجاحا ولو كان محدودا، أما بخلاف ذلك، فقد كانت النتيجة عكسية، بل وكارثية في بعض المرات!!
الفنان الذي كان يتحدث من باريس مثلا، وصف موقف الأستاذ محمود محمد طه من قضية الخفاض الفرعوني، بأنه كان دفاعا عن حرية الإختيار، وكأنه ألصق بالرجل تهمة الدفاع عن حرية وحق والدة فتاة رفاعة في ختان إبنتها!!
وقد ذكرني ذلك، بحديث البروفيسور حسن مكي، في وثائقي الجزيرة، حين حاول أن يبريء الحركة الإسلامية من جريمة إغتيال الأستاذ محمود محمد طه، فورط نفسه فيما هو أسوأ من ذلك!! الشعور بالإرتياح لإغتيال مفكر، لمجرد أنه كان يقض مضاجعهم، ولا يقدرون على الوقوف أمامه!!
أما الجوانب الفنية التي كانت بحاجة إلى مراجعة، فهي المقاطع التي كان فيها الصوت ضعيفا ومشوشا، وهو خطأ شنيع، يعيب أي عمل تلفزيوني!!
إن نقد مثل هذا العمل من جوانبه المختلفة، يحتاج إلى أكثر من 450 كلمة، ولكننا سعداء بتوجه القناة القومية نحو فتح أبواب الحوار واسعة أمام كافة الأفكار والمفكرين، بمن فيهم عبد الجبار والرشيد!!
آخر الكلام..
أضاف التلفزيون إلى فرحتنا بالمطر، فرحة عودة المؤتمرات الصحفية للجنة التفكيك، خاصة بعد أن إكتشفوا صواميل الخال الرئاسي، التي أنكر المسلمي الكباشي وجودها، في واحدة من رسائله إلى جروب كيزاني.. مع رجاء أن تأخذ لجنة التمكين في الإعتبار، دفاع حسين خوجلي بأن عمر حسن كان محمولا، لأنه راجل مرتين!!
خليكم بالبيت..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى