إلى القارئ الكريم

هشام عبدالملك يكتب : كبير يا بلد فمن هو بشاير حتى يتطاول عليك؟؟

في عام 1985، وبعد أن أسقطت الإنتفاضة نظام مايو، أصدر التجمع الوطني الديمقراطي الذي قاد الثورة بيانا، إستهجن فيه قرار مجلس سوار الدهب، بتعيين مدير عام شرطة مايو، المدعو عباس مدني وزيرا للداخلية.. واليوم، أصبح إبنه مدني عباس مدني، وزيرا في أضعف حكومة لأقوى ثورة عبر التاريخ!! بينما أقال البرهان نحو أربعين فريق ولواء وعميد، ليعين بشاير مديرا للشرطة، نقاوة، قبل أن يتم تعيين نائبه الطريفي وزيرا للداخلية، بدون صلاحيات، فما أشبه الليلة بالبارحة؟ شوفتو إزاي؟؟؟؟
لم يقف إحتقار لجنة أمن عمر حسن للشعب السوداني، عند فرض بقايا شرطة الإنقاذ وصية عليهم، بل تجاوزوه إلى حد التحريض على الإعتداء على أسرة الشهيد كشة، بكل وقاحة وسوء أدب.. فلو كان السيد برهان لديه أدنى إحساس بواجبه تجاه حماية المواطن، لما حدث ذلك.. وإذا كانت ثمة مطالبة بعزل أحد، فليكن هو رئيس مجلس السيادة، سعادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان!!
قلت قبل ذلك، وأكرر اليوم، إن البرهان لم ينحاز إلى الثورة، وإنما الثورة هي التي إنحازت إليه، حين ظنت به خيرا، وكان ظنا آثما من أية جهة أتيته!! فبالأمس عندما قتل الكيزان، كشة وإخوانه، أمام باب مكتبه، سارع البرهان إلى التنصل من كافة تعهداته التي قطعها على نفسه مع الثوار، إعتقادا منه أن التجربة المصرية مع رابعة العدوية قد كررت نفسها، ونسي أنه إبن المك نمر، وصاحب تجربة رابعة العدوية، من أتباع الدفتردار!! واليوم، يتم الإعتداء على المواطنين الآمنين وترويعهم داخل منازلهم، في قلب العاصمة، وسعادة البرهان يتفرج على المشهد المؤلم، من على شرفة القصر، الذي دخله بدماء كشة وإخوانه.. فالمعركة يا سيدي القاضي مع الفيل.. أما الظل فلا!!
سألت أحد العارفين بتفاصيل الوثيقة الدستورية، عن السبب الذي يمنع حمدوك من إقالة مدير عام الشرطة، فقال لي إن ذلك يجب أن يتم بتوصية من وزير الداخلية، وهو ما لن يحدث، لأن وزير الداخلية نفسه، جزء من المؤامرة على الثورة.. إذن فما هو الحل؟ قال لي محدثي، أن يقيل حمدوك وزير الداخلية، وفي هذه الحالة أيضا لن يضمن أن يرشح له البرهان وزيرا لا يجرؤ أيضا على التوصية بعزل بشاير، وكأنك يا أبوزيد ما غزيت!!
هل الأمر معقد إلى هذه الدرجة؟؟ نعم، وزيادة.. فلجنة أمن عمر حسن تشعر بتلك التعقيدات، وبشدة الضغوط المتزايدة عليها (من الذي يضغط عليها؟).. لذلك، فهي لن تتوقف عن محاولة الكيد للثورة والثوار، إلى أن تجد منفذا يخرجها من المأزق الذي تورطت فيه.. بعد أن نسوا تعهداتهم للثوار بحماية ثورتهم، فأنساهم الله أنفسهم، وظنوا أن البارود الذي يمسكون به، ويضغطون بأصابعهم على زناده، أقوى من إرادة الله الغلابة!! ولم يدركوا أن هذه الثورة فعل الله، ونجاحها وعد الله..
آخر الكلام..
لا أستطيع أن أجزم بقدرة والي الخرطوم المكلف على تنفيذ تهديده بالاقتصاص لأسرة الشهيد كشة.. فالذين فعلوا فعلتهم القبيحة تلك، يجدون الحماية من فوق… فوق أوي!!
خليكم بالبيت..
30 يونيو لن يتأخر عن موعده..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى