مقالات

مصعب مضوي يكتب : تناقضات الإعلام

بات من الصعب أن نطلق على قناة إخبارية انها مهنية ومحايدة فلو نظرنا مثلاً إلى محيطنا الإقليمي العربي والذي أصبح ينقسم إلى محوريين محور الإمارات ومصر والسعودية ودول تتبع لهم ومحور آخر يضم قطر ودول تحكمها جماعة الإسلام السياسي مثل تركيا هذا الأنقسام جعل الإعلام كله موجه ومنحاز لطرف دون آخر بل أن توجه المؤسسات الإعلامية في تلك الدول أصبح يبنى على ضرر الآخر إعلامياً قدر المستطاع

مثلاً المملكة العربية السعودية أعلن الحرب على الحوثيين في اليمين باعتبار أن الحوثيين انقلبوا على الحكومة الشرعية هناك وحشدت تحالف كبير للحرب على الحوثيين والقناة التي تدير الجانب الإعلامي للحرب وتتبع للمملكة تستخدم مسميات معينة على الحوثيين وتصفهم بالانقلابيين الذين أنقلبوا على الحكومة الشرعية وذات القناة في ليبيا تصف جيش الحكومة الشرعية بالجماعات الأرهابية التابعة لحكومة الوفاق وتسمى جيش المتمرد على الحكومة الشرعية اللواء خليفة حفتر بالجيش الليبي، إن السقوط الإعلامي المريع الذي نعيشه الان يجعل من الصعب على المتلقي تصديق اي من المؤسسات الإعلامية التي تخدم أجندة دولة معينة وترفض كل المواثيق المهنية والأخلاقية في تناول المادة الإعلامية وتحليلها وقدسية الخبر وحرية الرأي…

لست من دعاة الاقتداء بالغرب لكن نظل بعيدين كل البعد عن الممارسات الرشيدة في العمل الإعلامي مقارنة بهم إذا نظرنا إلى استقلالية المؤسسات الإعلامية في الولايات المتحدة التي ليس بها مايسمى الإعلام الحكومي وأعرق المؤسسات الإعلامية مثل الـCNN دائماً في خلاف مع الرئيس بسبب عدم التنازل عن المبادئ التي تحكم تلك المؤسسة العريقة في المصداقية في نشر الأخبار وحرية الرأي وعدم الخضوع لقرارات السلطة الحاكمة أيًّ كانت..

لأ يمكننا أن نتحدث عن السقوط الإعلامي دون الحديث عن التلفزيون إلقومي السوداني وبثه لوثائقي بأسم (خفافيش الظلام) صور فيه إعتصام القيادة العامة بأبشع الصور تمهيداً لتبرير فضه المريع الذي حدث واستخدام الإعلام هنا كان ضمن خطة متكاملة لايمكن تنفيذها دون إعلام وهذا ما يجعل الحكومات في الدول النامية تجعل لنفسها إعلام رسمي يتبع لها ويأتمر بامرها لتمرير اي رسالة أراد الحاكم إيصالها قبيحة كانت أو حميدة، من الضرورة بمكان أن تكون المؤسسات الإعلامية مستقلة لا تخضع للحكومات حتي تؤدي دورها في التبصير وإيصال المعلومات الحقيقية للمتلقي دون تأثير وإملاء وقتها فقط نستطيع أن ننعم بإعلام حقيقي لا يُباع ولا يُشترى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى