إلى القارئ الكريم

هشام عبد الملك يكتب : هل هم الكيزان الذين ولوا الأدبار أمام المصريين!!

الإخوة في الشرطة السودانية ناقمون على شباب الثورة، لأنهم سبوهم، بدلا عن أن يشكروهم على قسوتهم في التعامل مع مواكبهم السلمية!! كانوا يضربونهم بحقد، ويدوسون على وجوههم بأحذيتهم الغليظة بكراهية.. لم يصدقوا إخوانهم وأبناءهم عندما كانوا يقولون لهم، لقد خرجنا من أجلكم.. ولكن عندما ظهر أحدهم ليقول شفاتي جاء بوليس جرى، صدقوه!!
نحن نعرف أن بعض أفراد الشرطة يتمنون عودة الكيزان، ليس لأنهم ينفذون أوامر بشاير، ولكن لأن بعضهم يتمنى عودة (الصفارة!!) وكأنهم غير معنيين بأمر بلدهم وأهلهم وناسهم، فهي ثقافة الإنقاذ، (بلاد أبوك كان خربت، شيل ليك منها شلية!!)..
في اليمن القديم، أيام الإمام، كانوا يقولون للعسكري، لقد تم تعيينك براتب قدره ريالين، ثم يعطونه ريالا واحدا، ويتركوه يتصرف في الباقي.. وعلى أبنائنا وإخواننا في الشرطة، أن ينظروا إلى رواتبهم أيام الإنقاذ، ليدركوا الفارق بين البحبوحة التي كان يعيش فيها الكيزان، وشظف العيش الذي كانوا يعانونه، ليتيقنوا تماما أن الثورة قد جاءت فعلا من أجلهم ومن أجل البقية!!
نعم، الوضع الآن في غاية السيولة، وهذه حقيقة.. فلجنة أمن عمر حسن كانت، وما تزال تضمر مليون شر للثورة، ولن تتركها تمضي بالسلاسة المطلوبة.. فقد إستطاعت أن تعرقلها، ولكنها لن توقفها.. أما مجلس الوزراء، الذي يكفيه سوءا أنه ضم فيصل محمد صالح، ومدني عباس مدني، فالثوار صابرون عليه بسبب وجود حمدوك على رأسه، وهم يعرفون أن الرجل يعمل، وأن المرحلة تقتضي بقاءه، ولكنهم حتى الآن لم يعرفوا حكاية (السيدة أسماء)، وتصميمه على أن تقود الدبلوماسية السودانية في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة!!
نحن الآن مقبلون على الخريف، وسوف يحمل الكيزان جميع سوءاتهم لحكومة الثورة، التي وعدوا بأنهم لن يتركوها تعمل لفتح قنوات المصارف، وإعادة تأهيل الطرق والجسور، فهمهم الأول والأخير ألا تقوم لهذا الوطن قائمة، ويظل كسيحا ومدمرا حتى يسرقوه وينهبوا خيراته!! وهم مثلهم مثل كفار قريش إن لم يكونوا أشد كفرا وضلالا، الذين كانوا يدعون أنهم يدافعون عن دين الآباء والأجداد، وعندما يختلون إلى أنفسهم، يقولون لبعضهم، إن محمدا يفسد علينا غلماننا!! فهم يريدونهم عبيدا وخداما لهم إلى الأبد، تماما كما يريدنا الكيزان أن نكون عبيدا للفلسطينيين، فيسرقوا باسم أطفال غزة، كما سرقوا بترول الجنوب مع حرامية حماس، بينما يموت أطفالنا جوعا ومرضا، ويموت أهلنا قهرا، وهم يرونهم يولون الأدبار أمام سرية مظلات مصرية..
نحن على يقين بأن أصحاب الضمير الحي، من أبنائنا في قوات الشرطة، لن يسكتوا كثيرا، وسوف يتحدثون قريبا، بالصوت العالي، وسوف يسمعهم جيدا البرهان وبشاير!!
آخر الكلام..
قال لي أحد المصريين، إن السودانيين يعيشون معنا في سلام، فلماذا تنشرون بيننا خطاب الكراهية، وهو للأمانة، إنسان محترم، أعرفه جيدا، لدرجة أنك لن تصدق أنه مصري من شدة أدبه.. قلت له، ربما يكون المصريون الذين يعيشون في السودان أقل عددا، ولكنهم أكثر نفوذا من أهل البلد.. قال لي مثل من؟ قلت له رجاء نيكولا، عضو مجلس سيادة، ونبيل أديب رئيس لجنة التحقيق في مجزرة القيادة.. فصمت..
خليكم بالبيت..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى