إلى القارئ الكريم

هشام عبدالملك يكتب : 30 يونيو.. ديربي أم كلاسيكو؟

الشيوعيون والكيزان، وجهان دميمان لعملة رديئة واحدة.. فكلاهما يتمتعان بنفس القدر من السوء، والكذب والضلال، ولا يمكن أن تفضل أحدهما على الآخر.. ولكل منهما مساهمته المقدرة في التخلف والدمار الذي ضرب البلاد والعباد، نتيجة عمالتهما للخارج وكراهيتهما لبعضهما البعض.. الشيوعيون رهنوا السودان للمعسكر الشرقي، والكيزان سبحوا بحمد المعسكر الغربي، ولم يدر بخلد أيا منهما، أن يوظف الحرب الباردة لمصلحة الوطن، بينما هم لا يكفون عن الحديث عنه، وتساؤل الطيب صالح ينطبق عليهما مجتمعين، شبرا بشبر وذراعا بذارع.. فهم حقا، يحبون السودان وكأنهم يكرهونه، ويسعون إلى إعماره وكأنهم مسخرون لخرابه؟
الآن، فقد تحدد الموعد النهائي للديربي المنتظر.. وسيشهد العالم لأول مرة مواجهة، يخسر فيها الفريقان المتباريان!! خاصة وأنهما يدخلان المعركة بفرص متساوية.. فالشيوعيون يعودون إلى الواجهة بعد تسعة وأربعين عاما من تصرفهم الأحمق الذي دفعوا
بسببه ثمنا غاليا، والكيزان يلعبون وسط ظروف مختلفة، تفوح منها روائح فسادهم وجرائمهم الكريهة.. وكلاهما يراهنان على العسكر، فقد صدق الكباشي حين قال، إن الأحزاب تأتي إليهم عندما تنوي الإنقلاب على السلطة.. وفي 30 يونيو ينوي الشيوعيون والكيزان الإنقلاب على السلطة، ويخطبون ود الجيش!!
أحد الأصدقاء المنغمسين في العمل السياسي، قدم لي تنويرا عما سوف يكون عليه المشهد في الثلاثين من يونيو العظيم، وفق تصوره، على النحو التالي:
الشيوعيون لديهم تفاهمات مع العسكر وسوف يخرجون ليثبتوا لهم أنهم في أعقاب سيطرتهم على تجمع المهنيين، فإنهم أيضا يسيطرون على الشارع، ويستطيعون أن يوفروا حاضنة سياسية جيدة للحكومة الجديدة بأفضل مما وفرته قوى الحرية والتغيير المتشاكسة.. والكيزان لديهم أيضا تفاهمات مع العسكر، ويريدون أن يؤكدوا قدرتهم على توجيه بوصلة (العارف بالله البرهان) نحو الإنتصار لشرع الله!! ولكل من الشيوعيين والكيزان رعاية كاملة من حلفاء إقليميين!!
قلت له، ماذا عن أحزاب الفكة؟ أجاب بأن خيارهم الوحيد أن ينحازوا لأحد الفريقين المتنافسين.. أما السيد الإمام، فسيكون مضطرا لأول مرة لأن يعترف بالخروج من المركزين الأول والثاني، وينضم إلى الكيزان دون شروط مسبقة.. وكذلك الأمر بالنسبة لجماعة صدام وحزب المؤتمر، الذين لديهم أيضا تحالفاتهم وتفاهماتهم مع العسكر..
أخيرا، قلت له ماذا عن حركات التمرد، فأجابني بكل هدوء قائلا، “هؤلاء سوف يشاهدون المباراة من على شاشات التلفزيون، وسوف يقررون موقفهم بعد إنجلاء غبار المعركة، وفقا لرؤية الكفيل الإقليمي..”
آخر الكلام
ينطلق اليوم مهرجان أسكوت الملكي (رويال أسكوت)، إبتداءا من الثالثة والنصف عصرا بتوقيت السودان، ويستمر لخمسة أيام، وتتنافس فيه أفضل خيول العالم على الإطلاق، ويمكن مشاهدته على قناة دبي ريسينغ أو قناة ياس.. أنصح بمتابعته رغم غياب الجماهير عنه، وربما تغيب أيضا عنه الملكة.. ولكن عشاق سباقات الخيل سوف يجدون فيه متعة كبيرة، أفضل مليون مرة من برامجنا التلفزيونية..
خليكم بالبيت..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى