إلى القارئ الكريم

هشام عبد الملك يكتب : الطيب مصطفى زعلان ليه؟؟

بعد إنقلاب 30 يونيو 1989 المشؤوم، بقيادة إبن أخت فني الاتصالات الطيب مصطفى، نشط اليساريون السودانيون، في الإعلام الخليجي، فغضب الخال الرئاسي غضبا شديدا، وأرسل مقالا شديد اللهجة إلى صحيفة الخليج الإماراتية، مدبجا بعبارات (السودان ليس الحيطة القصيرة) وغيرها من لغة (نحن يانا نحن) الأدبية، ففرح المحررون بالذبح السمين، وتم نشر مقالته كاملة غير منقوصة، ووقتها أدرك كثيرون أن أخينا قد دخل الكيس، في وجود شفاتة الصحافة العربية من القوميين العرب الذين كانوا يديرون الصحيفة، وفي مقدمتهم الفلسطيني فؤاد زيدان، واللبناني سعد محيو.. ووالله أخذوا الراجل (لفة)، جعلونا نحن خصومه، نتوارى خجلا، أن نكون ننتمي إلى ذلك المستوى الركيك من الفكر الإعلامي، هذا إذا كان هناك فكر إبتداءا!!
حتى السيد المسلمي الكباشي، الذي كان يكتب مقالات مؤيدة للإنقاذ ويرسلها إلى الصحيفة، شعر بالخجل من مستوى المقال، وقال لي ما معناه، إن الطيب مصطفى قد ورط نفسه، وورطنا معه، بمقاله الضعيف، فكرا وتكوينا، فبماذا كافأه إبن أخته بعد إبعاده من الإمارات؟ أعطاه منصبا بعد منصب، إلى أن تم تعيينه مديرا للتلفزيون القومي، فانظروا كيف يتطور الإنسان في بلادنا، وكيف أضاع الكيزان الأمانة، وذبحوها على محراب المحسوبية والفساد!!
وبعد ثلاثين عاما، مازال الطيب مصطفى يتهجم على الصحافة(بفلوسه).. فكتابة العمود الصحفي عند فني الاتصالات، أن توصل عددا من الكلمات ببعضها البعض، وتربطها جيدا بسلك هوائي، وتصرها في بقجة، لتأخذ شكل الخطبة، والشتائم المنتقاة من بيت كلاوي الأدب الجاهلي، ثم تدفع بها إلى المطبعة، دون أن تخضع لآية رقابة أو تنقيح، ولا يهم طول العمود حتى لو إمتد من حوش بانقا فرع كافوري، إلى حوش بانقا جنوب شندي، فهو ليس لديه وقت ليكتب عمودا قصيرا، وإنما إلتقط عبارات لم يهضمها جيدا، ويريد أن يطرشها.. وكله بفلوسه طبعا..
لو أن السيد الطيب مصطفى تعامل بعقلية الصحفي، وهو الذي راهن على عدم إمكانية سقوط الإنقاذ، وتحدى المهندس عمر الدقير أن يفعل ذلك إن إستطاع إليه سبيلا، كان من الممكن أن يتحرك في مساحة واسعة من حرية المناورة، ويقدم نفسه للقارئ بالصورة التي تؤهله لأن يكون حكما عدلا، بين فساد الإنقاذ وجرائمها الماثلة للعيان، والتجربة الجديدة، من أجل توسيع مواعين الديمقراطية، ولعب دور الموجه الحادب على المصلحة العامة، من أجل تحقيق أهداف الثورة..
ولكن، ولآن السيد الطيب مصطفى لم يأت إلى المهنة من خلفية فنية أو علمية، ولم يستفد من تجربة العمل الصحفي الذي تهجم عليه لثلاثين عاما، فما يزال يدبج الخطب الحماسية، التي ظن أنها يمكن أن تنتج عمودا صحفيا، ولكنها لم تنتج سوى مزيد من الخراب والدمار..
آخر الكلام..
من أقوال الطيب مصطفى، في علاقته مع إبن أخته رئيس الجمهورية، أنه نتيجة لخلاف ما، قدم له إستقالته، وحلف عليه بالطلاق أن يقبلها.. أقرأوا مرة أخرى، حلف عليه بالطلاق أن يقبلها، فقبلها.. كانت تلك هي العقلية التي تدار بها شؤون الدولة.. فمن هو الرئيس الفعلي؟ الذي حلف يمين الطلاق، أم الذي عز له حلفه؟؟ يا أبو الطب.. ما تروق المنقا..
خليكم بالبيت..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى