إلى القارئ الكريم

هشام عبدالملك يكتب : حلايب سودانية!!

نشرت وسائل الإعلام الإسفيرية، تصريحا قيل إنه لقيادي في الحزب الشيوعي السوداني، هاجم فيه الجهات التي إنتقدت اللقاء الذي تم بين كبار قادة الحزب العريق، والسفير المصري، وأرجو ألا يكون ذلك التصريح المنسوب إلى القيادي الشيوعي صحيحا!! لأنه لو صح، فتلك مصيبة، أخطر وأجل من الجلوس إلى قاتل لعبت بلاده دورا محوريا في جريمة فض الإعتصام، ولا أعتقد أن الشيوعيين يجهلون هذه الحقيقة، التي غضوا عنها الطرف لأسباب تكتيكية..
نحن ندرك القواسم المشتركة التي تجمع بين الشيوعيين ونظام العدوان المصري، وليس أقلها إبادة الكيزان، أو قيام نظام شمولي يرث ثورة الشباب، ولو إدعى أي شيوعي أنه يؤمن بالديمقراطية، يكون كافرا بالماركسية.. ولكن ليس ذلك هو المهم، وإنما ما يعنينا هي تلك الوصاية، التي تجعل من تهمة موالاة النظام البائد سيفا مسلطا على رقبة كل من أراد أن يقول الحقيقة!!
أولا، إن ثورة شباب ديسمبر ذاهبة لتحقيق أهدافها بأمر الحق سبحانه وتعالى، وليس بعمل على الأرض يقوده المناضل صديق يوسف، مع تقديرنا وإحترامنا له.. فالنضال الحقيقي ليس هو إسقاط الحكومات والهتاف ضدها، أو دخول السجون والمعتقلات، وإنما هو إدارة المعركة الصعبة والمعقدة ضد المرض والجوع والجهل والتخلف.. فالذي يفشل مشروعا إنمائيا بحجة إسقاط النظام مخرب وليس مناضلا، والذي يتآمر مع جهات خارجية لمحاربة النظام عميل ومرتزق وليس مناضلا، وهذه الأوصاف تنطبق بكل تفاصيلها على الكيزان والشيوعيين كما تنطبق على الإتحاديين والأمة وحركات التمرد، التي لا نعرف من أين جاءت تسميتها بحركات الكفاح المسلح؟
كل الشواهد تؤكد أن جميع أحزابنا السياسية مارست العمالة في أبشع صورها، ولعل فشلها حتى الآن في أن تدير حوارا وطنيا منتجا، وإختزال كل مبادئ النضال في ذلك السباق المهين لإقتسام الغنائم، يكفي وحده لوضعها في خانة العدو للشعب السوداني، مما يستوجب محاكمتها بتهمة الخيانة العظمى..
الكيزان سقطوا، ولن يعودوا، وأن جلوس السيد صديق يوسف إلى سفير النظام المصري لن تبرره حجة واهية مثل التي ساقوها.. ولو كان من ضمن أجندة الحزب الشيوعي تحرير مثلث حلايب، لما صمتوا صمت الخرفان وهم يجيبون على أسئلة السيد المصري، والذي لم يطلب اللقاء لأنه عبقري زمانه، أو لأنه أراد أن يعد تقريرا موثوقا عن موكب 30 يونيو، وإنما لأن المخابرات التي تحكمه هي التي طلبت ذلك، وعيب أن تكون تلك الحقيقة قد فاتت على أبناء مدرسة الكيه جي بي!!
آخر الكلام..
ياخي طعموها شوية، لا يمكن كلما سألنا أحدهم من كبار المسؤولين أو السياسيين عن موضوع حلايب، يقول لك لم نناقش هذا الأمر مع المصريين!! وحتى عندما لفت دكتور حمدوك إنتباه صحفي حاوره على الفضائية السودانية لهذا الأمر أثناء حواره معه، أصلح المذيع ربطة عنقه وضرب الطناش.. إيه الحكاية بالظبط؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى