إلى القارئ الكريم

هشام عبد الملك يكتب : وسوف يقتلعون من أرض السودان.. كذلك!!

سبق أن قلت، وأعود لأكرر، إن الشيوعيين، هم صورة المرآة للكيزان، فهما وجهان دميمان لعملة رديئة واحدة، وقد ثبت بالدليل القاطع، أن البلاشفة، كما وصفهم أبناء حزب المؤتمر السوداني، كيزان وزيادة، ولو ظنوا للحظة واحدة، أنهم سيرثون ثورة شباب ديسمبر، فإنهم سوف يعيدون نفس القراءة الخاطئة لخريطة السودان السياسية، التي قادت إلى الإنتحار الجماعي في 19 يوليو 1971.
لقد تابع الشعب السوداني كله، المرحوم هاشم العطا، أثناء تلاوته للبيان الذي قيل إنه هام، في نهار ذلك اليوم العصيب، من شهر يوليو ولاحظوا كيف أنه كان مضطربا، وفاقدا للسيطرة على كل شيء من حوله، حتى على كوب الماء الذي وضعوه إلى جانبه..
رافقت صباح اليوم التالي، الموكب الضعيف الذي خرج ليحتفي بثورة التصحيح، حتى مشارف القيادة العامة، ورأيت الراحل هاشم العطا داخل سيارة صالون، وقد عبر مسرعا من أمام الجميع، حتى دون أن يتوقف لتحية الجماهير، كما هي عادة الثوار، فقد كان على عجلة من أمره..
الطائرة العراقية، التي إختفت فوق الأجواء السعودية، لم يحدثنا عنها أحد، ثم القرصنة الجوية التي مارسها القذافي على طائرة الخطوط الجوية البريطانية، بإيعاز من الإستخبارات البريطانية، والمواكب العفوية الهادرة التي خرجت من داخل الأحياء الشعبية، وضعت أكثر من رسالة في بريد الإنتحاريين، ولكنهم لم يقرأوها جيدا، أو قل لم يستوعبوا معانيها الحقيقية.. فقد كان الشيوعيون يجدون قبولا في الشارع السياسي، كمبدعين في مجالات الفنون والآداب، لأن جميع عناصر التنظيم تكونت من خيرة الشباب المثقف الذكي، ولكنهم لم يدركوا أن السودان يختلف عن غيره من دول المنطقة، فهو من الدول القلائل التي لم يدخلها الإسلام بالسيف، ومن باب أولى ألا يحقق الشيوعيون فيها ما فشل فيه المسلمون الأوائل!!
والآن، وبعد لقائهم المريب مع سفير العدو المصري، بدأ الشيوعيون حربهم غير المقدسة ضد قادة ثورة ديسمبر، فحاربوا دكتور الأصم، الشاب الإتحادي الذي وحد الشعب السوداني خلفه، وكذلك مولانا إسماعيل التاج، الصوفي الذي تعامل معه الناس بارتياح شديد، قبل أن ينفثوا سمومهم في وجه حزب المؤتمر السوداني، الحزب الذي شكله المثقفون من داخل جامعة الخرطوم، كحل وسط، ومقبول لدى الشارع السياسي، ثم حقق إنتشارا سريعا على إمتداد الوطن القارة، وحقق نجاحا مذهلا في تشكيل هياكله، والاقتراب من الناس، وقاد حوارا مجتمعيا واسعا، الشيء الذي أثار ذعر عبدة رأس المال والديالكتيك من بقايا البلاشفة، فحاولوا إغتيال الدقير، واليوم يستهدفون إبراهيم الشيخ.. لكن، في النهاية لا يصح إلا الصحيح، وسوف تنتصر السنبلة على أسراب الجراد، وسوف يقتلعون هم أيضا من أرض السودان..
الشيوعيون لن يحكموا السودان!!
هكذا لخص أحدهم الموقف.. فاقتلاع الكيزان لا يعني أن نغرس الشيوعيين بدلا عنهم، لأن تربة السودان غير صالحة لأن ينموا فيها.. السودان أرض (الهبروا ملو جابوهو سليب من مكان علو!!) لن يحكمه الشيوعيون!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى