مقالات

مصعب مضوي يكتب : حمدوك حتى لاتكون هدف للتغيير

حمدوك حتى لاتكون هدف للتغيير…

أعلن رئيس الوزراء د. عبدالله حمدوك في بيان قبول إستقالة ستة وزراء وإقالة وزير الصحة، وشملت الإستقالات وزراء الخارجية والزراعة والصناعة والثروة الحيوانية والبنية التحتية والمالية والتخطيط الاقتصادي. وقال رئيس الوزراء أن التعديل الوزاري يأتي بعد تقييم شامل ودقيق للجهاز التنفيذي والسعي نحو تجويد وتطوير الأداء للحكومة الإنتقالية، تعرض رئيس الوزراء إلى ضغط كبير في الفترة السابقة بعد الأداء الباهت لمعظم وزراء الحكومة الإنتقالية الشئ الذي شكل عليه ضغط كبير من الثوار ومطالبات دائمة بضرورة تعديل وزاري يلبي طموحات الثورة في العيش الكريم، ليشعر الشعب بالتغيير الحقيقي الذي أحدثته ثورة ديسمبر، وفي تقديري أن السبب المباشر في فشل معظم وزراء حكومة الثورة هو مايسمى بالحاضنة السياسية للحكومة (قحت) الذين شكلوا ضغط آخر على حمدوك لترشيحات أحزابهم الحقائب الوزارية المختلفة وما يعاب على رئيس الوزارء خضوعه لهذه الترشيحات والقبول بها مع ذلك لم ينجح تحالف الحرية والتغيير في توحيد رؤيتهم وظهرت الإنتماءات الحزبية وأصبحت تؤثر بشكل مباشر في أداء الحكومة الأنتقالية…
وبالنظر إلى أداء الوزراء خاصة الأقتصادية منها ك وزراة الزراعة كان الأداء ضعيف جداً، فهذه الوزارة كان الشعب يأمل فيها الكثير لإحداث النقلة الاقتصادية الكبيرة للسودان الزراعي ولم يحدث أي شئ فيها، لم تظهر مشاريع زراعية ضخمة، لم يتم تأهيل المشاريع القائمة أصلاً وليس هنالك اي سياسات تطوير زراعية واضحة للمستقبل القريب. وقد لمع نجم وزير الدولة في وزارة البنية التحتية أكثر من الوزير الاتحادي المستقيل فقد ظل الرجل يعمل بجد في كل الأتجاهات حتى ظننا انه الوزير الاتحادي لكثرة عمله وظهوره في الميدان، كذلك وزير الدولة بالخارجية كان كثير العمل والملفات أكثر من وزيرة الخارجية الإتحادية المستقيلة، وقد يستمر عمر قمر الدين كوزير اتحادي في التشكيل القادم…
توقيع اتفاق السلام الوشيك أحد أسباب التعديل الوزاري المنتظر فقد يتم منح الجبهة الثورية حقائب وزارية منصوص عليها في إتفاق السلام الذي سيوقع الأسبوع القادم، كنت أتمنى أن يكون الأداء والنتائج هي وحدها الأسباب التي من أجلها قد يذهب وزير أو يأتي آخر لكن المحاصصات السياسية واللهث وراء الإستوزار مرض يصعب الشفاء منه، على الوزارء القادمين إن كانوا من الحركات أو غيرها أن يعلموا جيداً أن وجودهم ضمن اتفاقية السلام لن يشفع لهم للبقاء حال فشلهم في الوزارات التي سيجلسون عليها، وهذا مايجب أن يعلمه رئيس الوزارء فلم يعد المنصب الوزاري للوجاهة الاجتماعية والسياسية والترضيات التي كانت تحدث سابقاً وتحدث الان ايصاً…
أتمنى أن يستغل السيد رئيس الوزارء التأييد الكبير الذي يحظى به ويتخطي الحاضنة السياسية التي تكبل عمله لإحداث تغيير حقيقي جاد يقوده ويحميه الثوار قبل أن يصبح هو هدف للتغيير…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى