مقالات

هل تصدق أن صديق يوسف تؤام علي عثمان؟

هشام عبدالملك الجزولي يكتب :

لو أنك جعلت السيد صديق يوسف يقف أمام المرآة، فإنه سوف يعكس لك صورة المتهم علي عثمان محمد طه، والعكس بالعكس، فكلاهما نبتا من نفس الشجرة الملعونة، التي طرحت كارل ماركس، كما طرحت حسن البنا، وهي هي رؤوس الشياطين، التي إن إختلفت في أشكالها وأحجامها، فإنما تتفق في مذاقها المر، وحقيقتها المدمرة. فالشيوعيون أصلهم كيزان، يكفرون بالحرية والديمقراطية، ولكنهم يكذبون، والكيزان شيوعيون، قتلة ودميون، ولكنهم أيضا يكذبون!!
صحيح، أن جرائم الكيزان ما تزال ماثلة للعيان، فالناس قد شهدوا فسادا يستعيذ منه إبليس بالله، وورثوا وطنا مدمرا، وعاصمة مظلمة، لا يوجد فيها شارع واحد يصلح بالكاد للسير عليه، وزرعوا فتنة تمشي على رجلين اثنين من مدينة إلى مدينة، ومن شارع إلى شارع، ثم بعد ذلك يحلم بعضهم بأن يكرر نفس التجربة، لا لشيء إلا خوفا من عذاب الدنيا، أما عذاب الآخرة، فهو في ظنهم مقدور عليه، هذا، إذا وجد أصلا!!
الشيوعيون ظنوا أن الناس أو على الأقل، هذا الجيل الذي قاد ثورة ديسمبر، لم يعد يعرف شيئا عن جرائم ودنوباوي، والجزيرة أبا، وشهداء بيت الضيافة، وصورة الخاتم عدلان، أثناء قيادته لموكب مارس 1971، أمام بوابة الجامعة، عند ما كان الشيوعيون يطالبون أبوالقاسم محمد إبراهيم أن يقتحم الجامعة بدباباته، ويهتفون له، “العنف الحاسم يا أبو القاسم، وأضرب دمر يا أبو القاسم”، حتى لا تظل الجامعة جزيرة رجعية، وسط محيط ثوري هادر، حسب قولهم!!
واليوم، ما أشبه الليلة بالبارحة.. فكما سار الشيوعيون مكرهين في جيش واحد قاده الكيزان في حركة شعبان، قبل أن يغنموا منهم مكبر الصوت الذي سقط أثناء الهرولة، بعد أن شتت النميري شملهم، فقد عادوا ليتجمعوا مرة أخرى في إئتلاف غير معلن، لضرب ثورة شباب ديسمبر، حتى لا تذهب إلى تحقيق أهدافها، التي تنادي بالحرية والسلام والعدالة، وهي بيئة لا يستطيع الكيزان والشيوعيون أن يعيشوا فيها، ويدركون جيدا أنهم سوف ينقرضون لو تمكن الشباب من إستلهام أهداف ثورتهم وإنزالها على الأرض، وسوف يفعلون!!
إن ما يحدث في غرب السودان وشرقه، يتم بتدبير خبيث من الكيزان والشيوعيين، فهم يعرفون جيدا مواطن الضعف الهيكلي في النسيج الاجتماعي السوداني، ويعلمون أن الثوار لو قدر لهم أن يصلوا إلى السلطة، فإن جميع آلهة الفساد في صندوق إعمار الشرق، وطريق الإنقاذ الغربي، سوف يتساقطون، وأنهم سوف يخرجون من معادلة السلطة.. فالشيوعيون ليس لديهم رصيد حقيقي في الشارع، ولا يوجد من يعطيهم صوتا واحدا، لذلك لا يجب أن يصدقهم أحد، والكيزان فقدوا كل سند من الشباب الذين كانوا يدغدغون عواطفه بالهوس الديني الذي برعوا فيه.. لذلك لم يكن مستغربا من الشيوعيين أن يتحالفوا مع الشيطان (الكيزان)، من أجل ضرب ثورة الشباب في مقتل، وليس بعيدا عن الأذهان حربهم الشعواء ضد قادة الثورة الحقيقيين في تجمع المهنيين، ثم إعلان خروجهم من هياكل سلطة الحرية والتغيير بعد إنقلابهم المشئوم، وتزوير الإنتخابات، لإضعافها بأكثر مما تعانيه من ضعف، وذلك تمهيدا لموكب يخططون له، لتمزيق الوثيقة الدستورية، في منتصف الشهر القادم!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى