إلى القارئ الكريم

هشام عبدالملك يكتب : إلى حمدوك وآخرين.. المصريون جيراننا، وليسوا أشقاءنا!!


ذكرت الأخبار، أن رئيس وزراء مصر، يزور حاليا السودان (بتاعتهم)، بصحبة مجموعة من كبار المسؤولين، لمناقشة جملة أشياء، ليس من بينها الاحتلال المصري لمثلث حلايب الحدودي.. فذاك خط أحمر، رسمه الجيش المصري (القوي)، ورضخ له رئيس السودان السابق، عمر حسن أحمد، وهو حقير ذليل!!
نحن ندرك أن جيراننا يعرفون جيدا أن الدولة السودانية في أضعف حالاتها، منذ أن حولها إخوان الشيطان إلى دولة مارقة، أفقدوها تعاطف وإحترام العالم، ونهبوا خيراتها، ودمروا مؤسساتها، وداسوا على كرامة شعبها، قبل أن يبيعوا أرضها للعابر وإبن السبيل، ويقبضوا ثمن خيانتهم.. ولكنهم لا يعلمون أن شباب هذه البلاد، أبناء البواب النوبي، هم في أقوى حالاتهم، يعبدون الله في سمائه، ولا يخشون أحدا من عباده على أرضه مهما إستبد به الجبروت وأخذته العزة بالإثم، وهي رسالة هامة، نرجو من الذين نصبوا أنفسهم أسيادا علينا أن يقرأوها حرفا حرفا، ويستوعبوا مدلولاتها كلمة كلمة..
إن تلقين المخابرات المصرية للسفيه رامز جلال، بأن يستفز الشعب السوداني في أول أيام الشهر الكريم، بتحية الشعب السعودي من على قناة إم بي سي، نيابة عن الشعب المصري من الإسكندرية إلى حلايب وشلاتين، لن تعطي شرعية للإحتلال، فرامز جلال وغيره، لا تمتد ثقافتهم بحدود مصر إلى أبعد من زينهم والمدبح، ولا جلد أبناء وبنات شعبنا في الأرض المحتلة بالسياط، لإرغامهم على الوقوف تحت الهجير للتصويت في انتخابات محلية، يمكن أن يجعلنا نشعر بالإحباط أو الندم على ما قدمناه من تضحيات (كلها خيأنة وغباء)، أغرقنا بها تاريخنا ومساجدنا ومدارسنا وأحلام أطفالنا في بلاد النوبة، أو عندما أعدنا الروح للجيش المهزوم في معركة الهرولة الشهيرة عام67، ولكنها تزيدنا غضبا وتصميما على أن نرد الصاع مليون صاع.. فالذين سوف تتحدث إليهم اليوم يا سيادة رئيس الوزراء المصري، نحن نفهم أنكم تعرفون ديتهم جيدا، ولا ننتظر منهم أكثر مما تقولونه في مثلكم المعروف، (إيش جاب الغراب لأمه؟؟)
في الثقافة الشعبية المصرية، يقوم (المعلم) بتعيين طفل صغير في الورشة مثلا، من أجل أن يفش فيه غله، بضربه، وشتيمته باقذع الألفاظ، وبعد أن يشبعه ألما حسيا ومعنويا، يعطيه قطعة حلوى، أوسندويتش فول، ثمنا لقبوله الذل والمهانة، فهكذا تتم تربيتهم في الشارع المصري، وهو ما يمارسونه علينا حاليا، بأن إستبقوا الزيارة بطائرتي إغاثة، ما كان ينبغي لأحد أن يسمح لهما بالهبوط في مطاراتنا..
أخشى ما أخشاه، أن يكون الدكتور معاذ تنقو أحد ضحايا هذه الزيارة، التي لا نعتقد أنها سوف تجلب لنا خيرا.. فالحداية ما بتحدفش كتاكيت.. فيا حمدوك أنظر يمينك، وتعلم من أبي أحمد كيف يتعامل الثوار الأحرار مع أعدائهم وأعداء أوطانهم، من أجل حفظ حقوقهم، ومن أجل عزة وكرامة شعوبهم.. فأرجو ألا تخرج علينا ببيان مكرر، فالشعب ينتظر قولا واحدا، هل تحدثتم عن إحتلال حلايب أم لا؟ فمصر لا هي أخت بلادي ولا شقيقة…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى