مقالات

مصعب مضوي يكتب : موسم التطبيع

لوقت قريب كانت إسرائيل لا تفكر في إقامة علاقات رسمية مع الدول العربية وتستبعد أن يحدث هذا لثبات معظم الدول العربية في موقفهم المعروف تجاه الكيان الصهيوني في المقاطعة الكاملة لأي علاقات دبلوماسية مع هذا البلد…
ومع تغيير المعطيات الدولية وقيام الثورات العربية أو مايعرف بـ(الربيع العربي) ووصول (ترامب) إلى سدت الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية أصبحت إسرائيل تسعى بجدية في كسب كل ماهو ممكن لصالح الانفتاح الإسرائيلي على دول المنطقة وإقامت علاقات كانت مستحيلة إلى حد كبير….
الابتزاز الذي يمارسه الرئيس الأمريكي تجاه دول الخليج بكل وضوح في دفع المال مقابل الحماية وقد صرح بذلك في أكثر من مناسبة وقال أنَّ الولايات المتحدة لن تحمي دول الخليج الغنية بالنفط بالمجان ويجب عليهم أن يدفعوا أكثر، ذات الطريقة ظل يستخدمها ترامب في محاولاته لإنهاء القطيعة بين الدول العربية وأسرائيل وقد تدخل مباشرة في ذلك بعد إعلانه الأعتراف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إلى هناك وكان هذا القرار من ضمن ما وعد به إسرائيل في حملته الأنتخابية
كل هذه العوامل جعلت التقارب يحدث بين دول عربية خاصة تلك التي تنتمي إلى محور الإمارات والسعودية ومصر والمعروف أن هذا المحور لا يرفض طلب للحليف الأمريكي..

اللقاء الذي تم بين البرهان ونتنياهو في العاصمة اليوغندية كان بتنسيق أمريكي إماراتي أرادت به أمريكا قياس ردود أفعال الشارع العربي في حال التطبيع مع دول عربية أخرى أكثر نفوذاً في المنطقة ونتيجة لذلك أعلنت الإمارات رسمياً التطبيع مع إسرائيل برعاية أمريكية هذا الأسبوع وقالت الإمارات أن نتيجة اتفاق السلام مع إسرائيل كان وقف سيطرت إسرائيل على أراضي الضفة الغربية مع ان ذلك لم يكن واضحاً على الأرض ولم تعلن أسرائيل اي تنازل على أي أرض أحتلتها حتى الآن، الاتفاق وجد ترحيب من معظم الدول الحليفة للإمارات ومهد الطريق إلى دخول دول أخرى في ذات الاتجاه وإشارات الترحيب أكدت ذلك ولم ينقضي اسبوع على الاتفاق الإماراتي الأسرائيلي حتى صرح الناطق الرسمي باسم الخارجية السودانية أمس أن السودان في تواصل مع أسرائيل لتعزيز. علاقات البلدين وأنه لم يعد مايدعوا أو يمنع ذلك وقد سارع وزير الخارجية السوداني المكلف في نفى تصريح الناطق الرسمي باسم الوزارة وأبدا اندهاشه لذلك وقال إن الخارجية لم تناقش أمر التطبيع مع إسرائيل على أي مستويات وقبل أن يمضي على تصريح الخارجية السودانية ساعة واحدة ردت إسرائيل بالترحيب بالتصريح في أعلى مستويات الدولة الرئيس نتنياهو وقال أنه يتطلع إلى توقيع اتفاق سلام مع السودان قريباً، في تقديري أن مايهمنا في كل ذلك الإجابة على سؤال كبير وهو ماذا سيستفيد السودان من التطبيع مع أسرائيل؟
وللأجابة على هذا السؤال لابد من معرفة ما الذي تملكه أسرائيل لتقدمه للسودان في حالة التطبيع الرسمي بين البلدين، المعروف أن إسرائيل تتفوق في المجال العسكري الحديث وتملك كل التقنيات الأمريكية المتطورة إضافة إلى نفوز إسرائيل داخل الدوائر الأمريكية ومراكز أتخاد القرار هناك وقد يعجّل ذلك في رفع اسم السودان من القائمة الأمريكية السوداء لرعاية الإرهاب لكن للاستفادة من كل ذلك لابد من وضع هذه الفوائد كشروط لتطبيع العلاقات بين البلدين وتحقيق أكبر فائدة ممكنة لمصلحة السودان وان لا يكون التطبيع فقط لإرضاء الولايات المتحدة الأمريكية ومحور الإمارات دون النظر إلى مصالح السودان العليا والتغيير الذي قد يحدث في حالة الاستفادة من هذه الفرص…

على الحكومة السودانية أن توضح بشكل مباشر للشعب السوداني عن سبب التطبيع والفوائد المرجوة منه بشكل محدد وواضح وستجد كل التأيد لو كانت الفوائد مقنعة ومضمنة ضمن الاتفاق الذي سيوقع بين البلدين في وقت أظنه قريب حسب مجريات الأحداث الان وستنضم دول كثيرة إلى سباق التطبيع وقد تعلن الجامعة العربية رسمياً أنتهاء القطيعة التاريخية بين الدول العربية وأسرائيل وماذلك حسب مايجر الان ببعيد…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى