مقالات

محمد محمد صالح يكتب : احداث كسلا في ونسة عصرية

في حينا في الحلنقة يجتمع بعض الشباب من خريجي الجامعات الذين لم تتح لهم الفرصة للحصول على وظيفة في مقهى صغير أميل بصورة راتبة لتجاذب أطراف الهموم معهم ، هم البلد، و هم المجتمع الذي بدأ يفقد القيم و الأخلاق ، و هم الحكومة التي عينت والي كسلا و رمت عبء الدفاع عن اختيارها الوالي لحاضنته الاجتماعية و فتحت باب الفتنة التي شاهدنا مثيريها في مقاطع فيديو متداولة يظهر فيها موسى محمد أحمد و مبروك مبارك سليم و طائفة من أتباع المؤتمر الوطني يقفون و يهللون لترك الناظر الذي أصبح ( شايل وش القباحة) حتى مع أهله الرافضين لسلوكه المشين و أحاديث تطول عن الوضع الراهن

قهوة العصرية اليوم كان الحديث فيها ساخرا نوعا ما رغم أنه حديث ما بعد الأحداث التي شهدتها المدينة و كان أحد الشباب ساخطا على من أشعل الفتنة و ذكرهم بأسمائهم و أضاف ( هم طبعا معروفين للجميع ماعدا السلطات الأمنية ) و هنا تحضرني صورة منتشرة لأحد الجنود يوثق بهاتفه الجوال بشاعة ما يحدث كيف لهذا الجندي تحول في تلك اللحظة من جندي لحماية الأمن القومي للوطن لمجرد ناشط يملك موبايل أحب أن يصور به الأحداث ؟ و طبعا هذا مؤشر خطير يدل على غياب الوعي العام و قبل ذلك الانسانية التي ذبحت يوم الخميس على أيدي ترك و أعوانه

هذا لا يؤلم بقدر عدم محاسبة من خرقوا مسار المسيرة لو جاز تسميتها بذلك – بحسب بيان الشرطة – أو محاسبة من دعا إليها بغرض إحداث الفوضى و تسبب في إزهاق أرواح مواطنين من كسلا من منطلق رفضه الوالي الجديد على أساس عنصري و استعلائي و طبعا القانون غائب رد الله غربته

تختلف وجهات نظر معارضي الوالي الجديد بحسب شباب الحي في المقهى و هنا تحضرني سخرية أحدهم الذي يقول إن ترك أصيب بجنون العظمة و ( ركب شارع القذافي- ملك ملوك افريقيا ) و هو يشير إلى مجلسه البائس المسمى بالمجلس الأعلى لنظارات البجا الذي لا تعترف به اي نظارة في الشرق كله و لكن للأمانة يعترف به شخص آخر على قدر من الأهمية على الأقل بالنسبة لترك و هو احيمر ( الذي يكن احقادا كفيلة بدراسة حالته من منظور سايكلوجي من باب حماية المجتمعات من هذا المرض ) و هنا يقول صديقي الساخر ( تختلف وجهات النظر بين ترك و احيمر في نقطة واحدة فهم يتفقون الآن على المنطلقات القبلية و الكراهية المطلقة لكن احيمر يعلم ان صالح عمار – لونه ما فاتح و ما عنده شنب – و بالتالي ما عنده مؤهلات عشان يكون سكرتير احيمر خلي يكون والي لكن مين كده أبو آمنه لونه فاتح و ما عنده شنب ده ممكن يمشي قدام ) طبعا الكلام يحمل إشارة لتسجيل مكالمة هاتفية منسوبة لأحيمر و يفسر معاييره

هؤلاء هم من يعبثون بالمشهد في كسلا و أهل كسلا أبرياء منهم و من أفعالهم ما ظهر منها و ما بطن و على العموم حمدوك وصله تقرير وزراءه الذين ابتعثهم إلينا في كسلا و عليه الآن أن يرسل الوالي أو يقيله و يخنع لهذه القلة الضالة و يتحمل نتائج التصعيد الذي سيحدث بعدها في الولاية التي ستكون ساحة حرب بين الجميع بلا استثناء و ستدخل لجان المقاومة و شباب الثورة في هذه الحرب بسلاح الوعي من أجل كسلا آمنة و مطمئنة بينما ستدخل فلول النظام البائد من بوابة الشرق بموافقة حزب الأمة عديم القواعد على أمل أن يجد من يؤيده و يمتدح مذهبه الوصولي و الأهم في كل ذلك أن هذا سيحدث في عهد الحكومة المدنية و عهد حمدوك الذي وثقنا فيه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى