مقالات

عمر الدقير يكتب : بيان الشرطة البائس

من أسوأ ما يمكن أن يفعله فردٌ، أو مؤسسة، هو أن يتمادى ويقتحم مشاعر الحزن والأسى – التي تَسبّب فيها – بخطاب كوميدي بائس يتجافى عن الحقائق ويفتقر إلى التماسك .. وذلك بالضبط ما فعلته قيادة الشرطة عبر بيانها، الصادر مساء الأمس، الذي لم تُبْدِ فيه اكتراثاً لموت الفتى الشهيد قاسم أسامة – رحمه الله – الذي قضى نَحْبه دهساً بإحدى سيارات “الكَجَر”، ولم تَكْتَرِثْ للدّم الذي تدفّق من شرايين العديد من الجرحى جرّاء القمع المفرط الذي مارسته ومعها بقية الأجهزة الأمنية، ولكنها مع كلِّ هذا الدّم المسفوح طلبتْ “فَرْض إجراءات استثائية” تتيح لها ممارسة المزيد من القمع الدموي!

في زمنٍ غابر لم تتوقف سادية نيرون عند التلذُّذ بحريق روما، بل الأنكى أنه مع اشتداد الحريق طلب من أهل روما أن يصغوا إليه ويرقصوا على وَقْعِ غنائه بصوتٍ أجَشٍّ قبيح .. وكذلك كان بيان قيادة الشرطة المُعَبِّر عن سلطة الانقلاب.

لكنّ هذه السلطة نَسِيَتْ أنّ نيرون مات ولم تمت روما
بعينيها تقاتلْ
وحبوب سنبلةٍ تجفُّ
ستملأُ الوادي سنابلْ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى