مقالات

ايمن كبوش يكتب : جسر العبور.. حكاية للتاريخ الازرق

كلما كتبت عنهم قبل ساعات قليلة من اطلاق صافرة انطلاق المباراة.. احسست بتلك الراحة النفسية العظيمة.. فأدركت انهم الفأل الحسن لانتصار آت.. لم يخذلن حدسي في كل المناسبات الماضية.. لم تتحرك ثقتي فيهم عند المواعيد الكبيرة مكانها ابدا.. وهاهي الظروف تتجدد والتحدي قائم على ابواب المدينة الحلم.. ام درمان.. الظروف جد صعبة والتحدي اصعب.. ولكنه الشغف.. تحركنا تلك الكلمات.. تحضنا على الاستعداد وتحرضنا الى مرافئ الانتصار.. جاءوا اليوم مثل قبس البشارات وبوح النهارات ليوقعوا على دفتر الحضور المتجاوز دائما لاعراف العادي والمألوف.. ففضلوا ان يكونوا في الجوار حراسا للهلال وهجوما ضاريا عند النزال.. فقد كتبوا على مدرجهم الخالي (دخلة) وجودهم الافتراضي.. وغازلوا شمس مارس بهذا البوست الجميل: (إعتاد الهلال على خوض الصعاب والقتال في أفضل المستويات لتشريف البلاد، وتماشيا مع الدور الكبير الذي يقدمه لاعبو الفريق في مختلف المنافسات قررنا التواجد يوم غداً (اليوم) خارج الأسوار رغم المنع دعماً ومؤازرةً لهم من أجل الفوز والتأهل لدور الثمانية وإسعاد غالب الأمة السودانية).. هؤلاء هم.. التراس الهلال.. صناع الجمال في يوم الشعار.. لا لكلمة محال.

و… في بلد الشوارع المغلقة والحركات المزعجة والسياسات المقلقة واللا مستقبل ولا ازدهار ولا عمار ولا شيء يدعو للفخار.. هناك حقيقة واحدة هي ان الهلال بمقدوره ان يحول كل هذا البؤس الى فرح استثنائي يمكن ان يملأ المدينة و(البيوتات) الحزينة ثم يفيض على الدول المجاورة.. الحبشة وليبيا وتشاد وجنوب السودان وارتريا.. ولنا مليون حق في ان نحلم بذلك وان ننتظر اليوم حدثا مختلفا من ركاب المستحيل، ربما تأتي البشارات الندية من تلك البروق التي تملأ الآفاق ثم تمطر.. اليوم نشتهي أن تهطل السماء ماءً لتغسل تلك الوجوه السمراء الكالحة التي “هداّها الحزن” و”عسكر في روابيها البكاء”.. اللعب تحت ضغط المباريات الكبيرة، يختلف عن ذلك اللعب الذي يتمرغ في نعمة الاسترخاء.. لذلك ننتظر أن يقدم لاعبو الهلال كل الممكن الذي يتماشى مع روح الفانلة الزرقاء.. نحن لا نصنع هالة كبيرة حول خصومنا.. ولا نصنع منهم اساطير بحجم الاستحالة.. لان الواقع الذي أمامنا يؤكد بأن الهلال يلاعب اليوم فرقة محترمة.. ولكن الحسابات مختلفة والظروف مهيأة لكي يكون الهلال هو (الطائر المحكي والآخرين صدى).

تستحق جماهير الهلال ان تعيش حالة الفرح الذي عاد اخيرا الى الديار الزرقاء.. تستحق ذلك دون ان تنسى بأن الهلال مازال في مربع الوضع الاستثنائي الذي باعد بينه وبين جماهيره خاصة شباب الالتراس.. هذا الوضع لم يحدث تاريخياً للهلال ولا يليق به ان يحدث حاضراً ومستقبلاً طالما اننا متفقون بانه “مارد افريقيا الصعب وجرية الدم في العروق”.. الوقت للعمل وعلى لاعبي الهلال ان يتمسكوا بالفرصة لكي يصنعوا من مواجهة صنداونز ملحمة بطولية تُحكى للأجيال عن جسر العبور الذي شيده اخوان الغربال بروح الهلال والجمال والاكتمال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى