مقالات

مصعب مضوي يكتب : الثورة مستمرة

نعم الثورة مستمرة بحق وقد برهن الشارع ذلك من خلال مليونية اليوم الثلاثين من يونيو فخروج الملايين في كل ولايات السودان بهذا الشكل وكل تلك الدوافع والاعداد المليونية ارسل عدت رسائل في كل الأتجاهات هذا الشعب الثائر تجاوز الجميع فهو قائد ثورته وحاميها ولا ولاء له لأحد إلى تلك الثورة التي صنعوها بكل حنكة واقتدار وتضحيات جسام..
مليونية اليوم تجاوز فيها الشعب أولاً قوي الحرية والتغيير التي لم تكن أهل لما هي عليه الآن وأثبتت الايام أنهم مجرد أنتهازيين تدثروا خلف تجمع المهنيين حتى تمكنوا وظهرت نواياهم في المحاصصات ومحاولات التسوية السياسية التي سقطت فوق رؤسهم بالفعل الثوري لهذا الشعب المعلم فتلك النخب لا تنظر ابعد من أقدامها واضاعوا على السودان وأنفسهم فرصة تاريخية لا تتكرر في أن يكونوا قدر هذه المسؤلية…
تجاوز الشعب اليوم تجمع المهنيين السودانيين بشقيه وأنا حزين أن أقول شقيه هذه فهذا التجمع كنت أظنه في معزل من التشاكسات السياسية والميول الحزبية المريضة فلم يعد التجمع هو المحرك للشارع ولم يلتزم أحد بمساراته المعلنة فقد خلف هذا الشارع لنفسه مسارات إلى المستقبل لا يستطيع تغييرها أو تعديلها أحد وأنشغل التجمع بخلافاته الداخلية وبيان وبيان آخر مضاد وسرقة صفحة الفيس بوك الموثقة وتجمع شرعي واخر غير معترف به، تجاوز الشارع كل ذلك لأن المستقبل لا ينتظر ولم يخرجوا ويموت الشباب لأجل ذلك…
تجاوز الثوار اليوم العسكر واجهزتهم القمعية فلم يخيفهم ولم يوقفهم قفل الجسور والطرق ومحاولة تشتيت المواكب في عدت مناطق حتى لا يكون هنالك تجمع مركزي لكن أي من المواكب كان مليونية قائمة لوحدها ظهرفي تلك المواكب دفار شرطة يدهس دون رحمة شباب امام المجلس الوطني (البرلمان) أستشهد أحدهم بمستشفى أمدرمان لاحقاً مع ذلك تجاوز الثوار كل ذلك فهم بعيدي النظر عكس ما تظن النخب السياسية الأنتهازية بأن هذا الشعب قد يلين أو يتعب في المطالبة بدولة العدالة والمواطنة التي يريدون..
تجاوز الثوار حزب المؤتمر الوطني المخلوع وجميع الجماعات الأسلامية التي ظلت تنخر في عظم هذا الشعب لسنوات ورغم محاولاتهم في أستقلال هذه المليونية لتمرير أجندتهم كان وعي الثوار لهم بالمرصاد فهم أضعف من أن يواجهوا هذا الشعب من جديد بأي وجه كان عليهم أن يخجلوا من أنفسهم أولاً قبل أن يفكروا في العودة مرة أخرى للمشهد السياسي السوداني…

مليونية الثلاثين من يونيو فيها تحذير شديد اللهجة للحكومة الانتقالية بأننا مازلنا ندعمكم وانا زمام الأمور في أيدي الثوار وهم يستطيعوا أن يقتلعوكم مثل ما فعلوا مع المؤتمر الوطني المخلوع سابقاً إن لم تكونوا أهل لهذه المسؤلية التاريخية العظيمة على الحكومة أن تكون جادة في تنفيذ مطالب الشارع المشروعة والمنطقية وتبدأ في إعلان نتائج تحقيق لجان التحقيق الكثيرة التي كونتها ولم تنجز اي منها مهمة واحدة مازلنا نثق في رئيس الوزراء وحديثة الذي قال فيه أن هنالك قرارات حاسمة ستصدر خلال أيام وأن مطالب المليونية سيبدأ تنفيذها مذ الغد وغداً لناظره قريب والثورة مستمرة…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى