بكل تواضع.. خطا الهلال خطوته الاولى في درب البطولة الافريقية الاولى.. بتأهله الضعيف الى الدور الاول.. على حساب فريق فاسيل الاثيوبي.. وذلك بافضلية اهداف خارج الارض.. بعد ان ركن الفريقان للتعادل الايجابي بثلاثة اهداف لكل بمجموع المباراتين.. تعادل لا يشبه الهلال ولا جماهيره المليونية التي وقفت على اطراف الاصابع امس، وكادت تفقد حاسة التنفس بسبب تواضع اللاعبين واستهتار المدرب البرتغالي.
بالعودة السريعة لمباراة الامس التي انتهت بالتعادل الايجابي بهدف لكل، نستطيع ان نؤكد بان امكانية المضي قدما الى الامام.. وبهذا الشكل الفني.. تحتاج لمعجزة في زمن لا يؤمن بالمعجزات امام العمل الجاد والاجتهاد والمثابرة وحشد القدرات.
واصل المدرب ريكاردو (الخرمجة) المعهودة… وادخل فريقه في نفق مظلم باختياراته العجيبة… وايمانه الغريب ببعض اللاعبين الذين يشكل وجودهم في التوليفة الاساسية… عبئا ثقيلا وكبيرا على المجموعة… لذلك نقول وبالفم المليان… ان مستقبل الفريق في البطولة الافريقية بات واضح المعالم.. مالم تحدث تغييرات شاملة وسريعة على مستوى اللاعبين باضافة مقاتلين يؤمنون بقيمة الشعار الازرق واجانب على درجة عالية من الكفاءة في جميع خطوط اللعب.. فقد وضح تماما ان الهلال يعاني بين الخشبات… ويعاني في الدفاع والوسط.. ولا يملك ما يُغطي به السوءات التي انكشفت في الدور التمهيدي… غير اللاعبين محمد عبد الرحمن وياسر مزمل، يفتقد البقية الباقية من اللاعبين، للاسف الشديد، تلك الروح الهلالية التي كان يمكن ان تغطي على ضعف الموهبة وقلة الحيلة والهوان حتى امام الاحباش… مازالت المسيرة طويلة… والمحكات الصعبة قادمة على اجنحة السرعة…
كاد المدرب المتواضع جدا ريكاردو ان يرقص صقرية… ويعرض وسط الدارة عقب صافرة الحكم.. لان فريقه صعد الى الدور الاول بالتعادل في قلب ام درمان… هذا ان دل انما يدل على ان (محلل الاداء) الذي تشرف بالعمل مع مورينهو او كما يقال… لم يعط اي فكرة عن الهلال، المارد الافريقي الكبير، الذي يتجاوز هذا الدور الابتدائي بالانتصار (رايح جاي) كما كان يحدث في المواسم السابقة وقد حدث ذلك عمليا في الموسم الماضي امام فايبرز اليوغندي في التمهيدي… ثم الاشانتي الغاني في الدور الاول، فما الذي حدث، ايها السادة، حتى يظهر الهلال بهذا المستوى البائس الذي ينم عن تقصير من المدرب واستهتار من اللاعبين الذين خضعوا لمحاضرة كروية راقية من الفريق الاثيوبي الذي علمّهم البند الاول في مهارات كرة القدم عندما برعوا في الاستلام والتمرير.. فيما بدا لاعبو الهلال مثل (الدراويش) وكأنهم يمارسون الكرة لاول مرة.
يا اخي الاكرم هشام السوباط، رئيس لجنة تطبيع نادي الهلال، ان فريق كرة القدم في نادي الهلال هو البرنامج الانتخابي الاعظم الذي تقرأه الجماهير بمختلف ميولاتها وتحفظه في القلب، لذلك عليك بالمراجعة والدراسة والنظر خارج الصندوق.. انا على يقين بانك سوف تصل لنتيجة وسترى حقيقة واحدة هي ان هذا المدرب سيكون عقبة كبيرة امام كل الطموحات الهلالية القادمة.
احتفل ريكاردو بطريقة بهلوانية عقب المباراة… وكأنه اراد ان يرد علينا بتلك الحركة القبيحة ولكننا نردها اليه بذات الطريقة التي عبرت بها الجماهير واعلنت بها عن عدم رضاها عن مردود الفريق، نتمنى ان يقوم (خالد امبدة) بمهمة الترجمة والتوصيل.. مستقبلك في الهلال موحش.. موحش.. موحش.. يا ريكاردو…
اخيرا… كانت ليلة ارتفاع ضغط الدم والسكري وسط الشعب الهلالي.. فكانت الالتراس هي الترياق الذي اعاد النبض الى مكانه.. شكرا التراس.
