مقالات

ايمن كبوش يكتب : الى الشغيل واخوته: (الله لا جاب عقابكم)

استغرب جدا.. لاولئك الذين ينفعلون مع خيبات المنتخب الوطني لدرجة الصراخ و(شق الجيوب ولطم الخدود والهتاف بدعوى الجاهلية).. ولا ادري على ماذا اسندوا (عشمهم) الكذوب، في ان يروا منتخبا مختلفا.. يلعب الكرة الجميلة.. ويحقق الانتصارات وهو بكل هذا (العوار) الذي يفترض ان نحمد الله جميعا لان نتيجتي لقاء الجزائر ومصر.. لم تُسجلا في موسوعة (غينيس) للارقام القياسية.

الحارس الاسطوري، حسب زعم اخرق مني، استطاع التقاط كل الكرات التي صُوبت بين يديه، اما تلك التي ابتعدت بسنتمترات قليلة فشباكه كانت اولى بها.. وهو معذور فقد وقف امامه مدافع متواضع القدرات مثل امير كمال وهو لو كان في بلد تحترم هذه اللعبة، لكان الان مثلنا تماما يتابع المباراة من شاشة منزله.. وهناك فارس وسمؤال واطهر ووضاح الذين يمثل وجودهم في المنتخب، الوجود الحرفي لامراض الكرة السودانية المستعصية… اما بقية الجيش الجرار من ارباع الموهوبين الذين ابتلي بهم شعار صقور الجديان، فلا يستحقون التوقف كثيرا في محطة التعليق على (البرطعة) التي كانوا يقومون بها بقيادة نصر الدين الشغيل وابو عاقلة وصلاح عادل وياسر مزمل.. كلهم كانوا عنوانا عريضا للخيبة ولكن.. نحن (الغلطانين) لاننا نحاول دائما ايجاد المعادلة المستحيلة في كيفية ان (ننفخ روحاً في اموات) وان نصنع كذلك (شرباتاً) من (فسيخ) الاقدام الكسيحة..

استبشرت الجماهير السودانية خيراً منذ قدوم المنتخب للعاصمة القطرية الدوحة ولكنها كانت “بشرى” من، من “يُشكّرون الراكوبة في الخريف”.

نحن نظلم “نصر الدين شغيل واخوته” كثيراً ونحمّلهم مسئولية اكبر من قدراتهم ومستوى استيعابهم على خلفية الخسارة” امام منتخب مصر بخماسية.. وما ينبغي لنا ان نفعل ذلك لان هذا “الشغيل واخوته”… لن يكونوا استثناءً عن كل الاجيال الماضية التي لم تحقق انجازات كبيرة.. ولكن قبل الذهاب الى سجلات التاريخ الخالية.. يجب علينا ان نسأل انفسنا.. في اي اكاديمية لكرة القدم تخرج “فارس” لكي يتعلم مطلوبات وظيفته ؟ بل من اي مدرسة سنية جاء “صلاح عادل” و”ابو عاقلة عبد الله” و”محمد ادم بيبو” .. بل من اين جاء كل ارباع الموهوبين الذين اصابونا بالضغط والسكري والمصران العصبي… سنظل طويلاً في محطة “الحال من بعضه” لان السودان الذي يعاني من مشاكل اقتصادية كبيرة وعدم استقرار سياسي.. يكفيه جداً وجود المنتخب في هذا المحفل العربي الكبير.. نحن اصلا لم نطالب اللاعبين بسوى، حفظ ماء الوجه والمحافظة على سجلنا النظيف بين دول الخليج ولكن..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى