إلى القارئ الكريممقالات

هشام عبد الملك يكتب : حلفا دغيم ولا بيروت (2)

لا شك أن الشعب السوداني الذي ذهل من التحية العسكرية التي أداها سعادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان، أمام رئيس مصر عبد الفتاح السيسي، ما يزال يريد أن يعرف السبب الحقيقي الذي يجعل رئيس دولة، يضرب تعظيم سلام لرئيس دولة أخرى، أيا كانت كمية الدبابير التي يحملها كل واحد منهما على كتفه؟؟ فلم يفعلها من سبقوه… غير أنه إذا عرف السبب بطل العجب!! وهذه قصة أخرى ستكون لنا معها وقفة.. لكن المهم، هو أن المصريين حاولوا تسويق الأمر على نطاق واسع، على أنه اعتراف من النظام الجديد بسيادة مصر على السودان باعتبار أن السودان (دي بتاعتهم!!) وقد أنقذ بعض الشباب الموقف، بنشر صورة أرشيفية لرئيس مصر النوبي محمد نجيب، وهو أول رئيس مصري لمصر منذ عهود الفراعنة، وهو يؤدي التحية العسكرية للسيد عبد الرحمن المهدي..
غير أن ما تتداوله الأسافير هذه الأيام، عن احتلال الجيش المصري للولاية الشمالية، وحظر دخول المواطنين السودانيين إليها، لهو أمر خطير وجلل..
فهم يزعمون، أن الخمسة ملايين فدان التي إستولى عليها كيزان السجم والرماد، تقع على الطريق الذي تم منه نهب آثار السودان، طريق دنقلا أرقين، وقد قام ذلك المعتوه المدعو عبد الباسط حمزة، بتأجيرها للجيش المصري، وتتم فيها زراعة العنب والتفاح والبصل!! وتلك الأراضي الزراعية، حسب تقرير جامعة حلوان، تصلح لزراعة جميع المنتجات!! لأنه يوجد بها أكثر من 44 مكون غذائي نادر!!
وقد أكد الخبراء القانونيون، أن لجنة التفكيك ستدخل في مواجهة مباشرة مع الجيش المصري!! تخيلوا حجم المأزق الذي ورطنا فيه أولئك الكفرة الفجرة!! وكله باسم الدين، فما لدنيا قد عملوا!!
غير أن بعض خبراء القانون الدولي، قالوا إن كل شيء قابل للمعالجة، خاصة الشروط المجحفة المتعلقة بالقيم والمدة في الاتفاقيات الدولية، إذ من السهل جدا أن تتم صيانتها مع كفالة حق الدولة في السيادة على الأرض وحقها في إلغاء الاتفاقيات التي تمت في هذا الصدد، لأنها بنيت على باطل، وما بني على باطل فهو باطل!! خاصة وأن المبادئ التي تتعلق بالاتفاقيات الدولية، هي مبادئ سيادية تعلو على غيرها.. كما أن مثل تلك الاتفاقيات، التي منحت بموجبها عقود الأراضي فهي باطلة ابتداء لأنها لم تمر عبر البرلمان مما يجعل أمر إلغائها أو تعديلها يحتاج فقط لإرادة سياسية، فإما أن يتم إلغاء تلك الاتفاقيات أو تعديلها!! فهل تملك حكومة السودان الإرادة السياسية، التي تجعلها قادرة على صيانة حقوق المواطن السوداني من توغل الأجنبي؟؟ أشك في ذلك!!
آخر الكلام..
ناشط خليجي، نشر تغريدة قال فيها إن أخيه سعى لتشييد مسلخ في السودان، فلم يترك الكيزان عقبة، إلا وقد وضعوها في طريقه، فاضطر لإقامته في أسوان، وسوف يتم إفتتاحه قريبا، ليقوم بذبح وتصدير الحيوانات الحية التي يتم إستيرادها من السودان!! (ورقصني يا جدع)..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى