إلى القارئ الكريممقالات

هشام عبدالملك يكتب : الجزولي.. لقد أخطأت زجاجة العطر!!

مثله مثل الخال الرئاسي، توجه المدعو محمد علي الجزولي نحو البرهان وحميدتي والكباشي وآخرين، بنداء ظاهره الصدق، وباطنه الخبث، لإطلاق سراح قتلة الشباب، ولا نعرف على وجه الدقة الثمن الذي قبضه أو الذي وعدوه به، مقابل إطلاق دعوته التعيسة، وهل تمت بمعزل عن المؤامرة التي يحيك خيوطها الصادق المهدي وآخرون أم أنها جزء من ذات المخطط الشيطاني الذي يعدون له؟؟
كنت قد حمدت للسيد الجزولي موقفه من قرارات حكومة حمدوك من قضية سد النهضة، عند ما إستضافته قناة الشرق المصرية، وقد كان بحق موقفا سودانيا مشرفا، وظننت أنه سوف يبني عليه مواقفه التالية من ثورة الشباب، ولكن، وبكل أسف فإن الطبع قد غلب التطبع، وعادت العرجاء إلى مراحها!!
ما الذي يجعل الجزولي يعتقد أن العسكر يستطيعون أن يتجاوزوا شباب المتاريس في هذه المرحلة الدقيقة من عمر الثورة، لمجرد أنهم يحملون السلاح؟؟ إن القابعين في السجن، قتلة محترفون، ولصوص وخونة، قتلوا الشباب بدم بارد، وباعوا الوطن بثمن بخس، وخانوا الأمانة، وحنثوا بالقسم، فما الذي يجعلك تعتقد يا جزولي، أن من ذكرتهم في إستجدائك الرخيص هم أصحاب العقد والحل، لمجرد أن أياديهم تقبض على الزناد؟؟
لعلمك، أيها الداعشي المسكون بالهوس الديني، إن هذه الثورة أكبر من جميع عساكرك وزبانيتك بما لا يقبل القياس، وأن أمرها في يد الله بالأصالة، وفي أيدي هؤلاء الشباب بالحوالة، ومن بينهم القصر والرضع والذين ما يزالون في الأرحام، وجميعهم يحملون أرواحهم على أكفهم، ولا يخشون إبن أنثى، كائنا من كان.. ولو كان لديك القليل من الذكاء الفطري، الذي وهيه الله لعباده، لما أسأت الفهم بتصريحات حميدتي، ولما أخطأت التقدير بتلك الطريقة المخجلة، ولكن، ولأن الله يريد أن يفضحكم في كل حركة من حركاتكم، ويكشفكم في كل سكنة من سكناتكم، فقد جرى على لسانك ذلك القول، الذي أعتقد أنه أفرغك تماما من أي محتوى ثوري كنت تدعيه زورا وبهتانا..
ليتك توجهت بصدق نحو شباب الثورة، والتمست منهم العفو عمن قتل إخوانهم أمام أعينهم، وباع أرضهم وعرضهم للأجنبي والغريب، وسرق خيرات بلادهم.. فعسى ولعل أن يستمعوا إليك، لا أن تسعى للإلتفاف على ثورتهم، وتستعدي حملة البنادق عليهم..
تبقت كلمة أخيرة بالبلدي الفصيح كده.. عاوز العساكر يطلعوا القتلة، خليهم يجربوا؟؟؟
آخر الكلام..
نشر ناشطون فيديوهات للسيدة إنصاف مدني، والسيدة داليا إلياس، والسيدة هدى عربي، قلن فيهن كلاما يجعل الواحد يعتقد أن ثلاثتهن لو وضعن في كفة واحدة، لرجحت بهن الكفة الأخرى الفارغة من الميزان، ولو أضفت إليهن جميع شيوخ ونجوم إسطنبول!!
خليكم بالبيت..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى