إلى القارئ الكريم

هشام عبدالملك يكتب : حتى أنتِ يا لينا يعقوب؟؟

نشرت جهات محسوبة على الكيزان، فيديو قالوا إنه يتضمن تسجيلا لحوار مع دسيس مان، الذي وصفوه بأنه أيقونة الثورة، تحدث فيه عن إستعداداته لقيادة موكب الثلاثين من يونيو لإسقاط حكومة حمدوك، وتشكيل وزارة كفاءات، يتم إختيارها من داخل ميدان الإعتصام المفترض أن يكون أمام مبنى القيادة العامة للقوات المسلحة!!
كان البطل القومي دسيس مان يتحدث، بينما هم يضعون الكلمات في فمه، عن دور الكنداكات في الحراك القادم، وقد بدأ مطمئنا إلى الإستجابة الكبيرة التي ستجدها دعوته للإطاحة بالحكومة التي جعلتهم (يركبون العجلة بدون بدال)،
أنا واحد من الناس، الذين أيدوا الثورة ولكنني لم أشارك فيها، وكنت أتابع إلتفاف الثوار حول أشعار دسيس مان التي وجدت رواجا كبيرا، تجاوز حدود ميدان الإعتصام إلى شوارع دول مجاورة، واهتمت به بعض وسائل الإعلام الرصينة مثل البي بي سي، ولا غضاضة في أن نذكر للرجل بعض مساهماته في ثورة الشباب..
لكنه كان يتعين عليه أن يتعظ مما فعله الكثيرون الذين نسبوا أنفسهم للثورة، ثم عرضوا بضاعتهم للبيع في سوق الله أكبر، وكيف كانت النهاية التي إنتهوا إليها، ليدرك أن مصيره، سوف لن يكون مختلفا عمن سبقوه.. فهؤلاء الشباب الذين أسقطوا أعتى النظم الديكتاتورية عبر التاريخ، يجب ألا يستهين بهم أحد.. فهم أشداء يستمدون قوتهم وعنفوانهم من إيمانهم بثورتهم، وقدرتهم على الدفاع عنها، وحمايتها رغم أنف كل من أراد بها شرا..
الغريب في الأمر، أن دسيس مان، كان قد نشر فيديو قبل أيام، حذر فيه من الخروج في موكب 30 يونيو، لأن الثورة المضادة تتربص بهم، وذلك قبل أن يختطفه الكيزان، ويقدموه في تلك المسرحية الهزيلة، وتلقينه بعض العبارات التي تبرر دعوته للثوار، للخروج معه، لإسقاط الحكومة!! نعم، هكذا وبكل بساطة!!
من ذو النون وأولاد الضي، مرورا بإبراهيم شوتايم، وليس إنتهاءا بدسيس مان ولينا يعقوب، لماذا يتعمد الكيزان إستقطاب عناصر فاسدة لمحاربة ثورة يدركون جيدا أنها منتصرة؟؟
آخر الكلام!!
الذين يظنون أن الزخم الثوري سوف يمكنهم من الإنفراد بالسلطة، والذين يعتقدون أنهم بتلك الأساليب الدنيئة يستطيعون إستعادة فردوسهم المفقود، سوف يخسرون الرهان، فالمعركة دينية بحتة، فالحذر كل الحذر من تكرار تجربة الثورة التصحيحية..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى