إلى القارئ الكريم

هشام عبد الملك يكتب : ماذا ربى الأزهري والمحجوب؟؟

قال الكوز محمد محي الدين الجميعابي، إنه حذر مرشده الدكتور حسن الترابي، من أنه قد ربى أفاعي، ولا ندري إن كان حديثه يحمل تناقضا في داخله، أم أنه يتسق مع القول المنسوب إلى السيد المسيح لتلاميذه، بأن يحذروا الأنبياء الكذبة، فقالوا له ولكن كيف نعرفهم؟ قال، فبثمارهم تعرفونهم!! فهل كانت تلك الأفاعي، هي في حقيقتها ثمار الدكتور الراحل، وهديته إلى الشعب السوداني؟
إن تأكيد رئيس الوزراء الأثيوبي، السيد أبي أحمد، بأن تفلتات الشفتة، هي نتاج طبيعي لغياب الدولة السودانية عن تلك المنطقة، ليس بشقها العسكري وحده، وإنما في كافة مظاهرها الأخرى، بما فيها غياب مشاريع التنمية والخدمات!! هو قول صحيح، فهل توحد تلك التهديدات الحقيقية جهود السلطة الإنتقالية للخروج بالبلاد من المأزق الذي نعيشه، أم نظل أسرى للغة الكراهية التي تحكم العلاقة بين العسكريين والمدنيين، بل وبين العسكريين والعسكريين، والمدنيين والمدنيين؟؟ وأرجوا أن لا يخرج علينا أحدهم، ليقول إنهم يعملون في تناسق تام، لأنهم لا يستطيعون أن يخدعوا الشعب، بعد أن إنكشف المستور، وأصبحت تتناهشه كلاب السكك..
وإذا كانت الأفاعي التي رباها الدكتور الترابي، قد فعلت بشيخهم قبل وطنهم كل هذا الهوان الذي نراه ماثلا أمام أعيننا، فماذا عن الكوبرا التي رباها إسماعيل الأزهري ومحمد أحمد محجوب؟
لقد سعى الديكتاتور المصري جمال عبد الناصر، إلى إحتلال حلايب بالقوة، وفرض أمر واقع فيها عام 1958، لكن الوقفة الصلبة التي وقفتها حكومة السيد عبدالله خليل، جعلته يجرجر أذيال الهزيمة والعار، ويسحب قواته حقيرا ذليلا أمام الجيش السوداني، والمجتمع الدولي، الذي دعم بقوة حق السودان في الدفاع عن حدوده!!
ونتيجة للخطأ القاتل الذي إرتكبه نفس العبد الله خليل، وذبح به مستقبل السودان من الوريد إلى الوريد، بتسليمه السلطة للقائد العام للقوات المسلحة وقتها، الفريق إبراهيم عبود، بزعم أن الجيش وحده هو الذي يستطيع أن يقف أمام المطامع المصرية، فقد دفعنا ثمنا باهظا، ما نزال نتجشأ رائحته الكريهة إلى يومنا هذا، في إتفاقية مياه النيل، والسد العالي…
وفي عام 1967، قام اليهود بعمل جبار، سيسجله لهم التاريخ، لدرجة أنهم جعلوا المواطن المصري البسيط، يسخر علنا من ضعف وهوان جيشه، وكان المواطن العادي، يتحدث مع الضباط والجنود الذين يقابلهم في الشارع بلغة الإشارة، فيغطي عينه بكفه، في إشارة إلى موشي ديان، ويؤمي بإيماءات غير لائقة بيده الأخرى، فماذا فعل الثنائي المدهش الأزهري والمحجوب، لإحياء العظام وهي رميم؟ وماذا كان جزاؤهما؟ لقد لدغهما عبد الناصر لدغة مميتة، أودت بحياتهما وليس حكمهما فقط، وحكاها المحجوب بالتفصيل في كتابه الديمقراطية في الميزان!!
آخر الكلام..
قالت لزوجة أخيها قبل أيام من موعد زفافها، أعملي حسابك.. لو كنت عقربة، فأنا ثعبان.. فطمأنتها الأخرى بقولها، لو أنت ثعبان فأنا كوبرا!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى