مقالات

هاني زين يكتب : الخوف هو الدٌ أعداء العداله ياجيمس


الخوف هو الدٌ أعداء العداله ياجيمس
الي اولئك الشهداء في عليائهم في ذكري فض الاعتصام (١) 

“عندما أعود للتاريخ وأتامل مافعله بنا البيض اري أنهم كانت لديهم اسباب اكبر من كونهم بيض فقط وكوننا سود فقط”
” إن الجهل المتحالف مع السلطه هو الد أعداء العداله”
James Arthur Baldwin

كلما افكر في دوافع من فضو الاعتصام، تلتصق المقولتين اعلاه بذهني ولاتكادا تغادرا تفكيري. جيمس الباحث الاجتماعي ايام الفصل العنصري في امريكا كان يبحث دائما عن اجابه لسؤال لماذا يفعل البيض مايفعلون؟ شهد جيمس مقتل قاده الحراك الاجتماعي السود،الثلاثي مارتن لوثر ،مادي أيفر ومالكوم اكس كتتويج لكل الفظاعات التي مورست منذ سن سنه الرق في امريكا. جيمس كان يعتقد أن سلوك البيض كان سيتغير لولا تأثير السلطه وسياده الجهل. نظريه الجهل الذي لايعلم أو يعادي العداله في أبسط درجاتها تبرر للجاهل فعله الذي لايعلم فعلا غيره. ولو اسقطتنا نظريه جيمس الجهل وافترضنا ان الجهل هو محرك من فكر في فض الاعتصام وهو محرك من نفذ ثم هو الآن محرك من يصارع أمر العدالة لضحايا فض الاعتصام. ولكن هل كان الجهل وحده من فض الاعتصام؟ هل كان من شارك من الاسلاميين أو الانقاذيين يتلبسه الجهل فقط؟ هل قتل المعتصمين لانه إسلامي أو انقاذي وهم غير ذلك فقط؟ الأمر كان أكبر من ذلك كما قال جميس. لنفهم ماتبقى من الدوافع دعونا نفهم الأمر كما طرحه جميس في أمر قمع البيض للسود الذي لم يكن دافعه الجهل فقط الذي يتحدث عن النقاء العرقي والتفوق الفطري وما الي ذلك من خطرفات علم الاجتماع البيضاء التي تسوق للجهلاء من البيض. يلفت جميس النظر الي الرفاهيه التي يعيشها البيض بسبب العماله السوداء المجانيه اولا ثم الرخيصة بعد زوال الرق. جيمس يدعونا الي تخيل حال تجار القطن وأصحاب السفن ومنجمي المعادن بدون هذه العمالة. مصالح هولاء تقول إن الفصل العنصري نعمه يجب ألا تزول بل يجب ألا يخفف فيسمح بالمواطنه والتنافس ويتمكن السود من الدراسه ويتحولون الي طبقه وسطي ذات مطالب ومن ثم يطمعون في الدخول الي عالم السياسة والمال. بمعني أن الأمر لا يتعلق باللون أو العرق أنها مجرد مصلحه ونمط حياه يبرر كل تلك الأفعال غير القانونية التي تمت بدعم السلطه التي تمثلها موسسات تدعم ذاك النوع من عدم العدالة. كذلك لعبت المصالح الدور الأبرز في فض الاعتصام رغم اختلاف المثاليين في النوع وتشابههم في قمع العداله بمعرفه وعلم موسسات الدوله القائمه والتي سعي الاعتصام الي دفنها تماما. أصحاب المصالح تأملوا أنفسهم لاحقا بدون تلك المنازل والسيارات الفخمه وآلاف الامتار من الارضي تلك التي صادرتها لاحقا لجنه ازاله التمكين. اذا لعب الخوف علي المصالح دورا بارزا كمحرك لكل فظاعات فض الاعتصام وماسبقها من فظاعات طيله عهد الانقاذ. الامر الاسواء والذي يجعل أصحاب المصلحة يتشبثون بمعارضه العداله هو الخوف من العداله نفسها وهو خوف جديد يضاف الي خوفهم السابق من ضياع مصالحهم. الخوف من التواجد في مكان الضحيه محفز ضخم يرتبط في ذهنيه الخائفين بغياب العداله والافعال الشنيعه التي مارسوها ضد ضحاياهم. في ذهن الخائفين العداله تساوي التجريد الانتقام ولاتعني العدالة كما يجب أن تكون.
هذا المقال يسلط الضوء في جزئه القادم علي فهم دور الخائفين في تعطيل العدالة. سنناقش كيف تحول الخوف من خوف فردي الي خوف مؤسسي تواطأت واصطفت فيه مؤسسات الدوله ضد الضحيه وضد العدالة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى