إلى القارئ الكريم

هشام عبدالملك يكتب : ماذا يريد العدو المصري من الشيوعيين؟

قال بيان للحزب الشيوعي، إنهم إلتقوا السفير المصري في الخرطوم، بناءا على طلبه، أي أنه وجه إليهم الدعوة، ولم يستدعهم، حسب قولهم، وأنهم ناقشوا معه كل شيء، إلا الاحتلال المصري لحلايب!! لأن مسألة حلايب ليست من اهتماماتهم، ولأنه بصريح العبارة، لن يجرؤ أحدهم على أن يفتح فمه أمام السيد المصري، الذي يؤمن بأن السودان (دي بتاعتهم)، ولا مجال هنا لإثارة قضية قطعة أرض، في بلد، هي كلها جزء من أملاكهم التي ورثوها عن السيد التركي، وكل ما كان مطلوبا من أعضاء الوفد الماركسي، أن يقفوا مطأطئ الرؤوس كما رأينا في الصورة، ثم يستمعوا إلى التعليمات، برسم التنفيذ!!
الحقيقة التي يجب ألا تزعجنا، هي أن أحزابنا السياسية جميعها مخترقة أمنيا، ما شاء الله عليها.. قال لي أحد ضباط أمن نميري، نقلا عن عضو في مجلس الأمن القومي، في أعقاب إنتفاضة أبريل 85، أن جميع قراراتهم ترسل صور مصدقة عنها إلى الدول المجاورة.. الكيزان يرسلونها إلى السعودية، والشيوعيون يرسلونها إلى منغستو إثيوبيا، وحزب الأمة يرسلها إلى قذافي ليبيا، والإتحاديون يرسلونها إلى مصر، والمتمردون الجنوبيون يوزعونها إلى كينيا ويوغندا، وأحزاب الشرق ترسلها إلى أريتيريا.. نعم هكذا.. لدرجة أن أحد أعضاء جهاز الأمن كان يقول لهم، من هو العدو الذي يجب أن نجمع معلومات عنه؟؟ وسبحان الله، حتى الحزب الجديد الذي يتحدثون عن تكوينه، ليحمل مباديء الثورة، يتم الإعداد له في مصر.. مش كده يا……؟
أنا أتفهم تماما أن يكون هنالك حوار بين السفراء والمؤسسات الحزبية في البلد المعين، ولكن ليس إلى درجة تجاهل إحتلال الأرض، ومناقشة موكب سياسي يخص الشأن الداخلي!!
حدثني أحد العالقين القادمين من مصر، عن كيف يتعامل معهم المصريون في الشارع بسبب سد النهضة، وكم الإساءات والإهانات التي يوجهونها لهم، إبتداءا من سائق التاكسي، وبائع الخضار، وحتى عامل المصعد.. فهم يمارسون نوعا من الضغوط النفسية على المواطنين، الذين لا أدرى متى يتوقفون عن الذهاب إلى ذلك المكان غير المحبب إلى النفس؟؟
أما من ناحية السفارة، أوالسفالة، فحدث ولا حرج.. قال لي، يصرفون للشخص أو مجموعة الأشخاص ألف جنيه مثلا، ويجعلونه يوقع على إستلام 2500جنيه أو تزيد! ونحن بحكم تجربتنا مع الغربة، نعرف كل ممارسات (سفالاتنا) في الخارج.. فقد سألت القنصل العام في دبي، وإسمه (متولي)، وهو كوز يحمل كل صفات الكيزان، عن سبب تعيين سائقين هنود، بينما السائقون السودانيون لا يجدون عملا، فرفض أن يرد.. ولكن أحد الخبراء قال لي، لآنهم يعينونهم برواتب معينة، ويسلمونهم مبالغ أقل منها، ويختلقون لهم مشاوير إلى السفالة في أبو ظبي وغيرها، ويجعلونهم يوقعون على بياض، ويستلمون هم المبالغ المخصصة لبدل السفر، هذا بالإضافة إلى أنهم يجعلونهم يعملون في منازلهم، وغير ذلك كثير.. فهذه نبذة عن السفالات السودانية في الخارج، والسفلاء الذين كانوا وما يزالون يعملون بها.. وبعد كده يا دكتور حمدوك تجيب لينا الحاجة أسماء لإدارة وزارة بهذه الخطورة؟؟
الغزو الصليبي للسودان..
تخيلوا مصر التي تفخر بأنها تضم (الأزهر)، لايعرف شعبها حتى الآن، أن الجيوش التي حاربت المهدية، هي جيوش نصرانية، بقيادة كتشنر الذي كان يحمل الصليب على صدره، وأن كل قادتها ومقاتلوها صليبيون أبا عن جد.. قال الأزهر.. والشريف كمان!!
خليكم بالبيت..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى