مقالات

ايمن كبوش يكتب : ظروف منها خوف

 

مازال امام الهلال، ادارة وجهاز فني، متسعا من الوقت للملمة الاوراق المبعثرة لانقاذ الفريق.. وذلك بتقوية عظمه وابعاد العناصر الخاملة التي لا تعرف شيئا عن الهلال… ولا عن جماهيره المحبة التي لا يمكن ان تقبل بمثل هذا التخاذل الذي يعسكر بالديار الزرقاء… هذه الايام.

في زمن مضى.. كان القادم الى هذه الديار الرحيبة.. وبعد التوشح بالشعار الازرق مباشرة، وقبل الدخول الى ارض الملعب لتمثيل النادي، يجلس على الارض تأدبا.. في حضرة بعض الكبار ليحدثونه عن هذا الارث التاريخي وعن ذلك القبس الوضئ، ليؤكدوا له بان الهلال اكبر واشمل واوسع من كونه فريق لكرة القدم، يركض بشعاره الراكضون.. ثم يذهبوا الى المجهول.. لا.. بطبيعة الحال.. الهلال مجتمع.. والهلال ثقافة.. والهلال سلوك ولُحمة واحدة يتبدى انصهارها في ترابط اللاعبين الذين يزأرون في المستطيل الاخضر.. مثل الاسود الجائعة عندما تجد فريستها… غير آبهين بالمخاطر.. ولا بالاصابات والايقافات لان الهدف هو رفعة الهلال.. والدفاع عن الشعار، قبل ان يأتينا هذا اليوم الذي نرى فيه لاعبي الهلال ف(تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى).. ساهمت الاجهزة الفنية المتعاقبة في السنوات القليلة الماضية على فرض هذا الواقع المعوج، لذلك نقولها جهيرة بان الهلال لن يعود كوحدة واحدة مثل حبات المسبحة… مالم تظهر (العين الحمراء) القادرة على استئصال الخلايا النائمة وسط اللاعبين… وابعاد (البيض الفاسد) الذي بدا في التمدد لزيادة رقعة الخسائر.

الهلال الكبير.. لن يمضي الى الامام بفئة دون الفئة الاخرى… ولن يعود ذلك المارد العملاق.. ما لم يغادر الاطار الفني محطة التطفيف.. والبقاء طويلا في محطة المجاملة.. واستلطاف بعض اللاعبين على حساب لاعبين اخرين يستحقون ذات الفرصة التي ينالها الان بعض الذين ما كانوا يحلمون يوما بالمرور بالقرب من ملعب الهلال.. ناهيكم عن ارتداء هذا الشعار.. والتمثيل بتاريخ الهلال.

لابد من لملمة الاوراق.. واعادة جميع المظلومين الى واجهة الفعل والتفاعل بنفض الغبار عنهم.. وحثهم على مساعدة انفسهم… بدلا عن الانسحاب والانطواء وممارسة الفرجة على اولئك العاطلين عن الموهبة.. الذين ضلوا الطريق الى ديار الهلال.

على الكابتن عبد اللطيف بوي كقائد للفريق.. ان يبدا في جمع شتات الفريق وان تكون الانطلاقة بجلسة تفاكر مع كبار اللاعبين.. كذلك لادارة النادي دور في الجلوس مع المدرب الذي وضح تماما ان وجوده سيكون خصما على استقرار المرحلة المقبلة.. واحسبه من المحظوظين، وكذلك لجنة التطبيع، لان الهلال مازال بعيدا عن هدير جماهيره التي لا ترضى بالخمج والحال المايل… ولا تجامل في حق الهلال.. ولا تعترف بتلك المسكنات التي تقول (نهواه في كل الظروف).. بل تريده قويا مهابا في كل الظروف.

الدوري امامنا.. ودولفين النيجيري خلفنا.. والوصول الى الشاطئ يحتاج لبحار وعزم ورجال.. هذا هو الهلال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى