سياسة محلية

حول فيديو حميدتي .. ليكن الفيديو تنبيهاً لكل من يركن إلى الأخبار الكاذبة

كتب مجاهد بشرى ✍️

من غير المجدي عندي الدخول في جدل حول صحة أو فبركة فيديو زعيم الجنجويد , لذلك سأتحدث من ناحية فنية بحتة , دون الخوض في أي امر جانبي .

منذ تسريب لقطات مبكرة قبل نشر الفيديو الأول على صفحة الدعم السريع, وهو فيديو منخفض الجودة “ربما ” بسبب مشاركته عبر احد التطبيقات و تحويله لمصدر آخر , او حتى عدم ضبط اعدادت التصدير بسبب التعجل, كانت كل عناصر الفيديو الملحوظة بالعين المجردة تدل على عدم وجود تلاعب فيه, ماعدا المونتاج السيئ , والذي يخلو من الإنتقالات بين المشاهد المبتورة.

لكن الفيديو احتوى على معلومات مهمة جدا للتحقق من صحته , فمنذ بدايته ظهر أحد الأشخاص يحمل كاميرا أمام حميدتي ,وحسب تقديري هو المصور الأساسي, ثم اصبح في يمين الكادر , ويمكن الملاحظة بوضوح , نقله للفيديو في نفس الوقت, من زاوية يستبعد فيها استعمال الـ BORIS MOCHA او ما شابهه من برمجيات مونتاج الفيديو , الكاميرا المستخدمة هي من طراز Canon EOS 5D 4.

و أهم ما احتوى عليه الفيديو الأول هو موقع التصوير , الذي قمت بتحديده بنمط اشجار النخيل , ومباني في الخلفية, حيث تمت مطابقة الصور مع موقع بمنطقة المجاهدين (الحي الراقي ) جنوب الخرطوم , غرب منزل السفير الإماراتي في “قصر الكاردينال”.

اما الفيديو الثاني , قمت بمزامنة المشاهد فيه مع الفيديو الأول , فكانت متطابقة تماما , مع اختلاف زوايا التصوير الطبيعي.

ومابين المنشغلين بأن الفيديو حقيقي , اومفبرك بالذكاء الإصطناعي, فإن الفشل في تحديد مكان حميدتي لأربعة أشهر داخل الخرطوم , هو فشل استخباراي و عسكري و أمني حقيقي, وأن مشاهد الموت , واستباحة الجنجويد للعاصمة الخرطوم , وانعدام الأمن , و اختفاء قادة الجيش و الشرطة , وعدم تواجد الجيش في عاصمة البلاد كلها حقيقية وليست ذكاءاً اصطناعيا.

و أن الحرب بكل ويلاتها , وموت السودانيين دون تمييز , و عجز الجميع عن كبت خطاب الكراهية و العنصرية , و اللجوء إلى العنف كبديل للحلول السلمية , كلها حقائق يرفض حتى الذكاء الإصطناعي أن يشارك في مثل هذا الانحطاط.

و ليكن الفيديو تنبيهاً لكل من يركن إلى الأخبار الكاذبة, والملفقة , التي تخاطب عاطفته أكثر من مخاطبتها لعقله الذي يُفترض به أن يتعامل مع واقع الحرب , فالحروب لا تواجه بالأكاذيب و التدليس , واختلاق الأمور و دغدغة العواطف , لأن الخسائر في الحرب ليست خسائر المواقع و العتاد العسكري , بل خسائر نفقد فيها خير جنودنا, الذين لم يترددوا في التضحية بأرواحهم من أجل الوطن .

و تضخيم مقدرات الدعم السريع بقصد أو غير قصد , يُعد أكبر خدمة مجانية تقدمونها له في هذه الحرب , حيث أصبح الإعلام سلاحا أقوى من الرصاص , ومن قذائف المدفعية, وصواريخ الطائرات, فلا تتحولوا فيه إلى ذخائر يوجهها الجنجويد إلى صدروكم.

رابط المقال: https://bit.ly/3rPF3hW

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى