إلى القارئ الكريم

هشام عبد الملك يكتب : دكتور الشفيع خضر والتوقيع نيابة عن الشعب!!


عرفت الدكتور الشفيع خضر من خلال فريق (الكفاح)، في رابطة إمتداد الدرجة الثالثة، في أوائل سبعينات القرن الماضي.. فقد جاءني مع الأخ محمد خير، ليخبراني بأنهما قادمان لتوهما من هيئة رعاية الشباب، وأنهما وقعا نيابة عني في كشوفات الفريق، وأصبح بإمكاني أن أشارك في مباراة اليوم، بعد أن إكتملت عملية التسجيل!!

صحيح أنهما أخذا موافقتي على الإلتحاق بالفريق، وكان الاتفاق أن أصاحبهما إلى مكتب الوزارة لأوقع بنفسي، ولكنهما ذكرا أنهما كانا قريبين من المكان، فآثرا إنهاء الموضوع، لألحق بالمباراة، بدلا من العودة إلى الإمتداد والذهاب والعودة مرة أخرى، وذلك كسبا للوقت والجهد، ولم يصدر مني أي إعتراض على ما حدث!! ولعبت في عصر اليوم أول مباراة لي مع فريقي الجديد ضد فريق الجزائر، وفزنا عليهم بهدفين، أحرزتهما أنا، واحتفلنا بالنصر العظيم بشرب الشاي الصاموتي في كشك أبوشنب..
الغريبة، أن إبني محمد، كان يلتقي دكتور الشفيع كثيرا أثناء وجودهما في التنظيم، وأظنه قد تم فصله أيضا من الحزب، بعد فترة وجيزة من مغادرة الشفيع له، وقد نفي دكتور الشفيع لمحمد أية معرفة سابقة بشخصي، وأنا أقدر ذلك تماما. فقد مضى على العلاقة أكثر من خمسين عاما، جرت خلالها مياه كثيرة تحت الجسور.. فالدكتور أصبح سياسيا محترفا، ومعارضا شرسا لنظامي مايو والإنقاذ، والتقى الكثير من كبار السياسيين، داخل السجون وخارجها، ولا يمكن أن تتسع ذاكرته المكتظة بهموم الوطن، لكل صغيرة وكبيرة في حياته..
حكيت كل هذه القصة الطويلة، لأذكر الدكتور الجليل، بأن الذين تحدث عنهم في مقاله الأخير بصحيفة القدس أثناء تهديده بكارثية إنهيار الفترة الإنتقالية على مستقبل الوطن، إنما هم نفسهم الذين كان هو جزءا منهم، ووقعوا مليون مرة، نيابة عن الشعب، مفترضين رضاه وقبوله، دون أن يستصحبوه معهم في أي من مغامراتهم الكثيرة التي أوردت الوطن موارد التهلكة، وأضاعت الكثير من الجهد والمال.. خاصة في عام 1976، عندما قادوا عملية المرتزقة من ليبيا القذافي، ولا أدري إلى ماذا كان سوف ينتهي الأمر لو قدر لهم هزيمة الجيش السوداني؟؟ فمن الذي أعطاهم تفويضا بممارسة تلك الرعونة؟؟ ألم يوقعوا فعلا نيابة عن الشعب؟؟ ولعل أخف الأضرار لتلك الحملة الغبية، هو هزيمة مشروع الحزام الأخضر الذي أطلقه الفريق إبراهيم عبود بسبب تصرفهم الأحمق!!
إن عدد الكوارث التي أدخلت الأحزاب البلاد فيها لا تحصى ولا تعد، وكان الدكتور الشفيع لاعبا رئيسيا في تلك المصائب، وهي التي فتحت البلاد مشرعة أمام القوى الإقليمية والدولية، ونشاطاتها الإستخباراتية التي لم تغب عن بلادنا حتى هذه اللحظة، ودكتور الشفيع يعرفها جيدا!! بل، ربما كانت تلك النشاطات تمشي على رجلين إثنين فيما بين سطور مقاله!!
الثورة لن تنهار، ولكن التي سوف تنهار هي هذه الأحزاب التعيسة، وأولها الحزب الشيوعي السوداني، الذي ظن أنه (ظبط أموره!!) أما هلال مريخ السياسة، الأمة والإتحادي، فقد لحقا بهلال مريخ الكورة، ولسنا بحاجة لأن نتحدث عن جماعة صدام وعبد الناصر، لأنهم ليس لديهم ما يستحق الذكر!! هؤلاء سوف يذهبون، والكيزان سوفيقتلعون، وسينهض السودان يا دكتور..
أم وضاح مع كباشي
قال سعادة شمس الدين الكباشي، إن أولاده كانوا في القيادة، ولا يوجد سبب يجعلني لا أصدقه، فالشعب السوداني كله كان هناك، لكنني وددت لو أن أم وضاح سألته، وهو قد أخبرنا، بمن الذي كان في حلايب، عندما إحتلتها سرية مظلات مصرية؟؟
تجيير المقابلات التلفزيونية لخدمة أجندة شخصية وحزبية ما بتجيب ثمنها.. الثورة ماضية، وكلهم ذاهبون..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى