إلى القارئ الكريم

هشام عبدالملك يكتب : مش كدة يا تاور؟

تابعت حديثا لأحد مقدمي برنامج الشارع المصري، في قناة الشروق المصرية المعارضة، التي يملكها الدكتور أيمن نور، وتبث إرسالها من تركيا، قال فيه تعليقا على إقتراح قدمه صحفي مؤيد للرئيس السيسي، بتغيير إسم الشارع الذي توجد فيه السفارة التركية في القاهرة، من شارع محمود الفلكي، ليحمل إسم زعيم حزب العمال الكردستاني المعتقل في إسطنبول عبد الله أوجلان، قال إن تلك الخطوة بأنها لو تمت ستكون نوعا من كيد النساء!!
الشاهد هنا، هو أن مقدم البرنامج، حاول أن يذكر المصريين، بأن محمد علي باشا، مؤسس مصر الحديثة، هو تركي الجنسية، وأنه لم يتحدث اللغة العربية ولا لمرة واحدة في حياته، بل أن 90% من اللهجة العامية المصرية، التي تتحدث بها فيفي عبده، تعود أصولها إلى اللغة التركية!! وأن كافة الشوارع في القاهرة تحمل أسماء لشخصيات تركية، إبتداءا من محمد عليه نفسه، وليس إنتهاءا بطلعت حرب ولاظوغلي وأبو الزغاليل، وغيرهم من الأجانب الذين حكموا مصر خلال 500 عام من الإستعمار التركي العلوي!!
أما الحقيقة التي لا يهتم بها المصريون كثيرا، فإن محمد علي لم يكن تركيا ولا ألبانيا، وإنما ينحدر من مدينة قلوة المقدونية، التي تتبع حاليا لليونان، وكانت جزء من الإمبراطورية العثمانية، وأن الباشا الكبير، كان ظابطا في وحدة ألبانية أرسلها الباب العالي إلى مصر، وأستنجد به المصريون لحمايتهم من المماليك، وكانت تلك هي بداية الحكاية والرواية التي جعلت منه أكبر أكذوبة عرفها التاريخ!!
لذلك، فإن المصريين هم الشعب الوحيد في شمال أفريقيا الذي لا تعود أصوله إلى القارة السوداء، فهم إما أنهم ينحدرون من أصول شركسية (حسين فهمي) أو كردية (أحمد شوقي) أوتركية (سعد زغلول)، وكذلك الأمر بالنسبة للتركمان (تركمانستان) والأقباط (اليونان) والأرناوؤط والأرمن وغيرهم من أقاليم شرق المتوسط، بينما تجد قلة قليلة تدعي أنها تنحدر من أصول عربية، لذلك، عندما يقول لهم الأقباط أنتم ضيوف عندنا، لا يجدون ردا على ذلك، ويقرون أن كلمة إيجيبت معناها قبطي، وهم لا يدركون أن أصل الكلمة بربرية ومعناها مصر، لأنها ليست بلدهم ويجهلون تاريخها، كما يجهلون تاريخ الباشا الكبير.. هذا، في الوقت الذي يفخر فيه أهل ليبيا والجزائر وتونس والمغرب وموريتانيا بجذورهم البربرية والأمازيغية الإفريقية.. فهل آن الأوان لنا كسودانيين أن ننتزع أصولنا الفرعونية التي سطوا عليها بعد أن باعوا إلينا عروبة مضروبة، ونستعيدها حتى نستعيد بلاد النوبة، التي هي كل أرض مصر، وليست مثلث حلايب وحده؟
آخر الكلام
المصريون خرجوا إلى العالم بوجه فرعوني، ثم توجهوا نحو العرب بلسان عربي، فأصبحوا زعماءا للعرب، وملوكا للحضارة الإنسانية، بينما نحن ذهبنا إلى العرب ببشرة سوداء فأنكروا علينا العروبة، وعندما توجهنا إلى العالم لم يتعرف علينا أحد!!
الجماعة لعبوها صاح.. مش كده يا بروفيسور تاور!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى