القصة ومافيها

النور عادل يكتب : التلفزيون حق لقمان ومقر المعاقين للفكي

هذه البلاد تحتاج اكثر ما تحتاجه للسلام والاستقرار وليست بحاجة لنسخ مكرر من حقب ادمنت الفشل والظلم والجور بلافتات الحرية والديمقراطية. وما نراه الآن لا يبشر بخير.

يلاحظ كل فترة من عمر الإنتقالية أن يخرج علينا أحد الدهاقنة بطامة تعيد الشارع لمربعات (ازيلوا القراي) و(القراي امل التعليم). وهذا لعمري شيء عجاب، لماذا يصر بعض المنتسبين للوظيفة العامة على إثارة الشارع وزيادة انقسامه بين مؤيد ومعارض؟!

قريبا دخل عضو مجلس السيادة وعضو لجنة إزالة التمكين الاستاذ محمد الفكي في خلاف مخجل مع شريحة المعاقين بالاستيلاء على مقر اتحادهم، دون أن يتذكر الرجل أن الدولة لا تدعم هذه الشريحة ولو بكيس أرز واحد!
رجل دستوري يفترض به القومية والاخلاقية وأن يتوفر له حس المراعاة واللياقة الأخلاقية تجاه عامة الناس فضلا عن المعاقين، ولم يتوفر له ولا يحزنون. ولا اعرف كيف سينام واهله قريري الأعين في مقر يلعنه أصحابه بعد أن شتت جمعهم.

وليس أخيرا، فقد تحول تلفزيون السودان القومي بقدرة قادر إلى تلفزيون لقمان وحده، فجريمة ايقاف الآذان للصلوات الخمس وهو النداء الذي صدح منذ العام ١٩٦٤م لا يوازيها أي فشل اخر في هذه الحقبة المنهكة، ومن قبل اوقف الرجل عدة برامج دون مكتوب منشور جبنا منه وخبثا وخوفا من المواجهة، ولقمان ليس بأي حال الرجل المناسب في جهاز حساس كالتلفزيون، لكنه كما يقال (تمومة الجرتق) في هذه الحكومة الفرانكشتاين الهزيلة.

أسفي على رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك، فالرجل كلما أطفأ نارا للاغبياء من طاقمه أشعل آخرون النار في مؤخرة السفينة ارضاءا لجهلهم العظيم بثقافة وقيم هذا الشعب. كيف يعقل أن تعبر هذه الفترة بسلام وفيها صبية بشعور علاها البياض لا زالوا يمارسون المراهقة الفكرية ليس في أركان النقاش الطلابية إنما في مراكز القرار العامة.

أسفي على رئيس وزراء أسلم من وثقوا فيه إلى رشتة البنك الدولي وصندرق النقد الدولي فباتت الحياة جحيما يوميا في بشكل ممعن في اليأس والأسى ووأد الأحلام يافعة. وصدقا لا نرى أي ضوء يلوح ولو ضعيفا آخر هذه الحقبة.

وحتى لا يظن ظان أننا ندعوا الرجل لتبني خط الرفاق الاشتراكي في حشد الموارد الداخلية وتلك السرديات الإنشائية الرنانة، لكننا ندعوا الرجل لأن يسدد ويقارب ويرأف بحال شعبه ويعطيه هنيهة من وقت ليتسوعب التغيير وسرعته وليس تركه للتحطم وإلقاءه أمام القرارات وحيدا يدفع الثمن من قوته وقوت أهله.

إن هذه البلاد مسلمة، وستظل مسلمة، وهي مسلمة قبل الكيزان وبعدهم، لن يغيرها لقمان لكنها ستغير لقمان وتعيده إلى ازقة لندن الخلفية مذيعا على باب الملكة يرجو العطايا والرضا والفتات.

إن هذه البلاد ليست حكرا على أبناء اتجاه جغرافي ايا كان، لكنها للجميع، وللجميع حق القرار والتقرير، فلن يفرض جنرال عسكري كان شريكا للعهد البائد آراءه عليها كيف تحكم.

لسنا في عجلة من أمرنا للتغيير، ولن نترك الشوارع، ولن نسكت على تقويم المعوج، ولن نتابع زحفا اسود يدعي الأخضرار، ولن يخدعنا الاحمر ولو لبس قوس قزح المجتمع المدني وتخفى تحت عباءة القائد المؤسس ومستشاريه.

لن يكون ثمن استقرارنا وامننا مساومة محورية، اقليمية رخيصة. ولن يكون رهنا لفكرة الامن مقابل الصمت، والقمح مقابل النسيان.
لن نسلم للميري ولن نصرخ (عسكرياو) كما يصرخ بها المرجفون. لقد وعينا دروس الربيع العربي من حولنا، ولسنا بسذج حتى ننخدع لأحد مهما كان.

اننا شعب ولد حر وسيعيش حر وسنلقى الله أحرار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى