إلى القارئ الكريم

هشام عبدالملك يكتب : بين ريان الساتة وبدرية سليمان!!

إستمعت إلى مقطع فيديو، أرسله لي صديق، من مقابلة تلفزيونية مع مغنية إسمها ريان الساتة، وطلب مني في الرسالة التي أرفقه بها، أن أستمع إليه جيدا، لأن دموعه كادت أن تنهمر، عندما قالت الفتاة إنها رفضت أن تغني في مدينة الرسول عليه الصلاة والسلام، أثناء جولة لها في الجزيرة العربية، وكان الغناء في المدينة المنورة ضمن العقد الذي وقعته، ولكنها ركبت رأس أمام هيبة المكان..
لم يهتم صديقي كثيرا أو قليلا، بطريقة قصة الشعر التي تخرج بها البنت إلى الشارع، ولا البناطلين الجينز المحذقة والفساتين الضيقة التي قالت إنها ترتديها، والتي دافعت عنها بأنها حرية شخصية، نتفق أو نختلف معها حولها، ولكنه إستوقفته الرهبة التي تملكتها في مدينة الرسول الكريم عليه صلوات الله وسلامه، فرأي فيها قمة الخشوع الروحي الذي عبرت عنه تلك الفتاة البريئة بصدق، لم يغشى قلوب الكثيرات ممن يمتشقن سيف الإسلام، وهن مفارقات للإسلام!! فلها مني ألف تحية، وألف سلام.. فالسودانيون مسلمون بفطرتهم، ومؤمنون بقلوبهم..
السيدة بدرية سليمان، قانونية ومثقفة سودانية، لم يرتد لها طرف، وهي تشرع لجعفر نميري قوانين سبتمبر 1983 التي طبختها بليل بهيم، ليقتل بها معارضيه، ويبتر بها أعضاء مواطنيه، ليرهب شعبه بإعترافه هو، حين قال: “إن قوانين الإسلام سمحة، ولكننا لن نعطيها لهم، يقصد معارضيه، بل سوف نعطيهم قوانين الطوارئ الكعبة دي”.. نعم، هذا ما قاله، ونفذه، بمشاركة بدرية سليمان، التي خالفت أمر الله، وهي محجبة، وذاك ما فعلته ريان الساتة، التي تدافع عن حقها في إرتداء ما تراه مناسبا، حتى لو إختلف معها الناس حوله!!
بدرية سليمان ساعدت جعفر نميري على إذلال الشعب وتشويه الدين، فقتل من قتل، وصلب من صلب، وبتر من بتر، من أجل حفنة دراهم، وسلطة كرسي هزاز، بينما ريان الساتة تملكتها رهبة جعلتها ترفض أن تغني في مدينة أكرم خلق الله، حيث أسجي جسده الطاهر!! وقررت إنتهاك بنود العقد، وليكن ما يكن، ورغم ذلك، فإن بدرية سليمان هي التي ترفع لواء الدين، وريان الساتة هي التي تخفضه…. سبحان الله!!
كنت أقف، عن طريق الصدفة إلى جانب السيد مهدي إبراهيم، وهو يتحدث إلى بعض شباب الجبهة القومية الإسلامية، خلال مؤتمرها العام الذي أعقب إنتفاضة أبريل 1985، وسمعته يقول لهم، إن الصادق المهدي قال، إن قوانين الشريعة الإسلامية، لا تساوي ثمن الحبر الذي كتبت به.. نعم هكذا، بينما أن الصادق المهدي كان قد قال بالحرف الواحد، إن قوانين سبتمبر لا تساوي ثمن الحبر الذي كتبت به، لكن السيد مهدي لم يكن أمينا في النقل، وهو بالرغم من ذلك حامي حمى الإسلام، وريان الساتة مخالفة لتعاليم الإسلام!!
السيد محمد الحسن الأمين، محامي المخلوع، قال في لقاء تلفزيوني، في أعقاب قرار قاضي المحكمة بإخلائهم من القاعة بعد الشغب الذي أثاروه، إنهم قاطعوا الجلسة، دون أن يرتد له طرف، والنبي الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام يقول، المؤمن لا يكذب.. وبالرغم من ذلك هو في مقعد صدق، وريان الساتة في أسفل السافلين..
آخر الكلام!!
دافعت السيدة هدى عربي عن نفسها، في مواجهة إتهامها بالغناء للرئيس المخلوع بقولها، طيب ما فيصل محمد صالح كان موجود في القعدة؟؟
خليكم بالبيت..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى