إلى القارئ الكريم

هشام عبدالملك يكتب : يا حبيبتي.. يا مصر!!

شكل موظفو الري المصري، والبعثة التعليمية المصرية، ثم أئمة المساجد والوعاظ الذين يبعثهم الأزهر إلى السودان، شكلوا البذرة الأولى لشجرة المخابرات المصرية الملعونة، والتي تغلغت داخل الجسد السوداني المنهك، بدعم قوي من بعض أدعياء العروبة، وما تسمى بوحدة وادي النيل، قبل أن تتسع دائرتها لتشمل مثقفين وصحافيين، من بينهم كيزان وغير كيزان..
وكان الفريق أول محمد حمدان دقلو حميدتي، قد أشار إلى أن مخابرات الدنيا والآخرة موجودة داخل ساحة الإعتصام، وأن السودان مقسم (كيمان)، وما قاله حميدتي لم يكن شعرا جاهليا، وإنما حقائق ومعلومات حصل عليها من مصادره، بحكم منصبه، وبحكم علاقات العمل التي تربطه مع تلك الأجهزة، أو على الأقل مع بعض منها..
الأمر الغريب هو أن كبار قادة الإخوان الجمهوريين، كانوا قد دخلوا في مواجهة حادة مع الأستاذة أسماء محمود محمد طه، صاحبة ومؤسسة الحزب الجمهوري، وأتهموها على رؤوس الأشهاد بأنها تتلقى أموالا من مؤسسة أمريكية، سموها، وقالوا إنها مرتبطة بدوائر المخابرات الأمريكية، ولم تنكر الأستاذة أسماء ذلك الإتهام، أو يصدر حزبها بيانا يفند فيه ذلك الادعاء الذي حملته الأسافير وهو ممهور بتوقيع الأستاذ خالد الحاج، الرجل الثاني في الجماعة، بعد الأستاذ إبراهيم يوسف..
في تلك الأثناء، كان الدكتور النور محمد حمد قد فرض حضورا قويا على الساحتين، السياسية والثقافية، بالإضافة إلى ظهور خجول، لم يكن موفقا بحال من الأحوال على الساحة الفنية.. والدكتور النور محمد حمد هو زوج الأستاذة أسماء محمود محمد طه، وقد عاد إلى السودان من الولايات المتحدة الأمريكية عبر الدوحة، التي مكث بها لفترة لا بأس بها، وكون ثروة أيضا لا بأس بها، وتلك أرزاق لا نتدخل فيها، ولسنا معنيين بالطبع بالروايات والحكايات التي دارت حولها!!
خلاصة الأمر، أن النور الجمهوري، أصبح واحدا من أهم عشاق مصر في السودان، وأعلن عن حبه لها بالصوت والصورة، وأعطاها فضل إستعمار السودان، وطالب الشعب السوداني بأن (يسمع الكلام!!).. وقد إلتقى في محراب أم الدنيا، بالكوز عثمان ميرغني، حبيب مصر والمصريين.. وقد عبر (عثمان ميرغني) عن مشاعره الفياضة تلك، خلال مباراة الهرولة بين الفريق المصري والجزائري، فأنجبت علاقته مع النور محمد حمد ثنائية مدهشة، جمعت بين (الجمهوري والكوز) في بوتقة واحدة، لأول مرة في التاريخ، وتجاوزت جميع الخلافات المبدئية، وتسامت فوق كل الجراح والأحزان.. مش قلت ليكم المصريين سرهم باتع، وأن جحا أولى بلحم توره؟؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى