سياسة محلية

فتنة أردول وشرائح مصلح نصار القزايزي


كتب : علي أحمد
عقب انقلاب 25 أكتوبر 2021 نشط مبارك اردول المَفصول من التحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية عبر صفتهِ هذه مضافاً إليها صفته مديراً للشركة السودانية للموارد المعدنية في زياراتٍ إلى شرق السودان تحت رعايةٍ من المجلس الأعلى لنظارات البجا والناظر ترك ، لم تكن هذه الزيارات بريئةً بأي حال فأردول كان جزءً من انقلاب 25 أكتوبر وكذلك الناظر ترك وتلك حقيقة وحقائق لا يملكان انكار دورهما فيها ولا الجهد الذي بذل منهما لأجل ذلك والغرض هو طبعاً الاستحواذ على الثروة المعدنية وأهمها الذهب الذي ظهر في مناطق عديدة بشرق السودان ، مع أن الناظر ترك يعلم تماماً تشابكات وتعقيداتِ المشهد السياسي والاجتماعي بشرق السودان بصفتهِ ناظراً لكنه آثر أن يكون أحد معاول تقسيم المجتمعات المحلية في الإقليم متناسياً دوره كناظرٍ مناط به ( أن يَلم الناس لا أن يفرتقهم ) ، في احدى زيارات اردول العنصرية إلى بورتسودان في بداية فبراير 2022 ظهر في مقطع فيديو مرتدياً الجلابية السواكنية مخاطباً جمعاً وبحضور الناظر ترك ، وكان يوجه خطاباً بائساً وعنصرياً تجاه أهل الشمال وواصفاً إياهم بإستغلال اخوتهم في الشرق سياسياً واقتصادياً رافعاً ومتحدثاً عن دولة 56 والذي تراجع عنه بعد أن رفعه الدعم السريع شاهد الناس لاحقاً تزلفه للبرهان أثناء الفيضانات التي اجتاحت مناطق نهر النيل في خريف 2022 وتم دعم المتضررين من أموال المسؤولية الاجتماعية بدون المرور عبر الإجراءات الرسمية ولكن خوفاً من قائد انقلابهم البرهان حتى أنه في سبيل ذلك كان يمسك بفروع شجر النيم حتى لا تقع على وجه البرهان ، وكما نعلم جيمعاً فقد وصف البرهان في احدى التسريبات بـ (الكلب) وهو ماجعل البرهان يرفض لقائه منذ وصوله إلى بورتسودان .
شرائح مصلح نصار القزايزي
الاستيلاء على الذهب في مناطق كسلا والبحر الأحمر ونهر النيل ، هو توجهٌ يعمل عليه كل من أردول ووزير المعادن بشير أبو نمو ، ويستخدمون في ذلك مجموعاتٍ من أصحاب المصالح الشخصية من أمثال مصلح نصار القزايزي ومختار حسين وآدم كلمبوي و عبدالحميد أصوصا بلابل .
لكن قد تغيب عن الجميع معلومة وهو أن مصلح نصار القزايزي من أكثر الناس تنازلاً عن تحالفات المصالح التي يعمل عليها مع الاخرين بمجرد أن يصل لما يريد ، حيث أن القزايزي في عامي 2011 – 2012 كان سبباً في قصف سيارتي أكبر مهربين للسلاح في السودان عبر الحدود مع مصر ، ويذكر الجميع حادث قصف سيارة ( ن ) في مدخل مدينة بورتسودان و سيارة ( ع) أثناء تحركه خارج المدينة ، وهي التهمة التي ألصقت بإسرائيل ولم تعرف السلطات السودانية وقتها كيف تم الأمر ، ولكن المعلومات المتوفرة من ملف مصلح نصار القزايزي لدى المخابرات العامة والذي رقمه (148) تؤكد أنه كان المسؤول عن وضع شرائح إلكترونية في سياراتِ تجار السلاح الذين تم اغتيالهم عبر صواريخ موجهة ، وأن مصلح نصار القزايزي بعدها تم اخطاره بالاختفاء فترةٍ والابتعاد عن الصلات المباشرة بتهريب السلاح وعدم التواجد في بورتسودان بشكلٍ مستمر .

فتنة الشرق ..يد أردول
اردول ظهر مجدداً في شرق السودان هذه المرة ولكن بعد ظهور نتائج بحثية عن وجود الذهب في مناطق ريفي كسلا ، وحتى يتمكن من النفاذ لابد من أن يحدث أزمةً تمكنه من فرض الأمر الواقع ، وفي ذلك هناك شراكةٌ تشكلت بينه والناظر ترك ووزير المعادن بشير أبو نمو ومصلح نصار القزايزي للإستيلاء على الذهب في الشريط الممتد من ولايةِ كسلا والبحر الأحمر وولاية نهر النيل ، ولأجل ذلك لابد من الدخول إلى المجتمعات المحلية وخلق أزماتٍ بينها وحشدها ثم وضعها أمام خياراتِ تسويةٍ بين مثيري الفتن والفتنة واستخدام نفوذهم الاجتماعي لتحقيق مصالحهم وتقاسم العائدات من الذهب الناتج وتقسيمه بينهم وكأنما هم شبكةٌ أو عصابة أو كارتيل وهي الحقيقة طبعاً .
اشعال النار
خطة أردول تركزت على عقد لقاءٍ مع تجمع شباب البني عامر وعلى رأسهم مختار حسين وهو الشخص المعروف بأدواره السيئة على الدوام في التحشيد العنصري والقبلي والجهوي وأيضاً آدم كلمبوي وهو أحد قياداتِ الطلاب الإسلاميين في فترة الجامعة وكلاهما من الكيزان في مناطق ريفي كسلا ومحاولاتِ اغرائهم عن ظهور الذهب بمنطقة ( شنقربييت ) ثم الذهاب إلى الناظر ترك بهداليا واخطاره بظهور الذهب ليظهر في مقطع فيديو يقدم فاصلاً من الاساءات البالغة لأهله البني عامر وتظهر ضحكات اردول ومدير الشركة السودانية للموارد المعدنية بولاية كسلا عبدالحميد أصوصا بلابل الساخرةِ ببلاهةٍ وقصد على حديث الناظر ترك ، ويقوم حشدٌ في كسلا يتولى التحشيد فيه كادر المؤتمر الوطني السابق والتحالف الوطني السوداني سابقاً المعروف بأدواره العنصرية علي أكد يُصعد فيه الخطاب تجاه الناظر ترك لتكون فتنةٌ أشعلها أردول وعبدالحميد أصوصا بلابل ومعهم مصلح نصار القزايزي .
أردول والقزايزي
علاقة مصلح نصار القزايزي بالأمر هي تأثيره على إبن ناظر الرشايدة مبارك أحمد حميد بركي والغرض هو خلق اصطفافٍ اثني في المنطقة ، وإن كان الغرض الحقيقي هو بناء منظومة فسادٍ للإستيلاء على الذهب وتأمين مناجمٍ للذهب تقع في الحدود الفاصلةِ بين ولايات كسلا والبحر الأحمر ونهر النيل ، يتشارك فيها كلٌ من مبارك أردول ومصلح نصار القزايزي ويريدان أن يجدا الحماية الاجتماعية من نظار القبائل أو المرتطبين بهم ومن ثم اطلاق الحديث الكاذب عن المسؤولية الاجتماعية للمجتمعات المحلية .
ولكن ماذا يربط بين مبارك أردول ومصلح نصار القزايزي للإجابة عن هذا السؤال لابد للعودةِ إلى العام 2021 قبل انقلاب 25 أكتوبر ، ومع مجهودات والي ولاية نهر النيل آمنة المكي في تقنين وضعيةِ التنقيب عن الذهب ومال المسؤولية الاجتماعية حاول أردول التذاكي على القوانين واللوائح وقرارات الوالي آمنة المكي القوية تجاه الصرامة مع المال العام ، وهنا نفذ مصلح نصار القزايزي عارضاً خدماتهِ بإعتبارهِ أحد مكونات قبيلةِ الرشايدة والحقيقة غير ذلك وسبق أن كشفنا ذلك ، وبتوجيهاتٍ من أشقاء قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان وبتسهيلاتٍ من وزير المعادن الفاسد بشير أبو نمو تم فتح المجال لتعاونٍ بين أردول ومصلح نصار القزايزي وعلى أساس ذلك تم منح أشقاء البرهان ومصلح نصار القزايزي عقوداً للتنقيب عن الذهب في المنطقة وقام مصلح نصار القزايزي بتولي دفع رشاوي عن بعض المنقبين وأشقاء البرهان إلى وزير المعادن بشير أبو نمو وأردول قيمة كل ما دفع لكلٍ منهما 4 كيلو ذهب .
دور القزايزي
أحد المهام التي أوكلت إلى مصلح نصار القزايزي من قبل أردول وأبو نمو هي ترتيب لقاء بين البرهان ومبارك أحمد حيمد بركي إبن ناظر الرشايدة والدخول عبر دعم القوات المسلحة والاستنفار والتعبئة العامة وإرسال المستنفرين ثم فتح ملفاتِ الذهب في شرق السودان ومناطق تحرك قبيلةِ الرشايدة والغرض بالطبع إدخالها في صدامٍ مع المكونات الأخرى كما خطط أردول ،وهو ماحدث بالفعل حيث فتح مصلح نصار القزايزي ملف الذهب للبرهان الذي زجره من فورهِ أن الزمن والوقت غير ملائم ولكنه تراجع تحت اغراءات أن يجد الدعم بصفته قائداً للجيش ودعم خطاباتهِ المؤيدةِ للحرب وأخذوا الضوء الأخضر منه للتحرك وهو ماتم بزيارةِ مبارك أردول إلى ولاية كسلا .
إطلاق سراح محكومين
زيارة أردول وإن كانت لمدة أيامٍ في منتصف شهر سبتمبر الماضي لكنه التقى فيها رؤوس الفتنةِ بين المكونات الاجتماعية في الولاية ، من قبيلتي البني عامر والنوبة ، وتجاوز اردول الخطوط الحمراء والقانونية وقابل والي ولاية كسلا لإطلاق سراح عددٍ من أبناء هذه المكوناتِ مَحكوم عليهم بعقوباتٍ قانونية بسجن كسلا وثبوت تهم جنائيةٍ عليهم نتيجة مشاركتهم في الأحداث القبلية في 2020 -2021 ،وهو ما تم رفضه من والي ولاية كسلا تماماً ، أحد شباب حي كادقلي المعروفين بأدوارهم الإيجابية في التعايش السلمي والاجتماعي وموافقه تجاه الثورة والانتقال الديمقراطي اسمه ( خير الله ) تعرض للاعتقال من قبل الاستخبارات العسكرية لتصديه إلى تحركات مبارك أردول وسعيه إلى احداث فتنة جديدة ووفقاً للمعلومات المتوفرة فإن اعتقاله جاء بتوجيهٍ مباشر من مبارك أردول .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى