سياسة محلية

بعد ثلاث سنوات .. العقوبات الامريكية على عبد الباسط حمزة ..اعتراف دولي بقدرات لجنة التفكيك

بورتسودان : علي أحمد

أصدرت وزارة الخزانة الأمريكية قرارات بعقوباتٍ على قياداتِ الإسلاميين من ذوي الإرتباطات الوثيقة بمجموعاتٍ وحركات إسلامية متطرفة في الشرق الأوسط وافريقيا ، ووقعت العقوبات الأخيرة على رجل الأعمال التابع لنظام المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية وأحد واجهاتهِ الاقتصادية المسؤول عن إدارة الحركة الإسلامية في السودان ودولٍ أخرى ( عبدالباسط حمزة محمد ) ، وسبقت لجنة تفكيك نظام 30 يونيو 1989 واسترداد الأموال العامة في أبريل 2020 وزارة الخزانة الأمريكية بإسترداد ملايين الدولارات والأصول والأسهم العامة من قبل عبدالباسط حمزة وشركاتٍ تم انشائها بأموالٍ عامة مملوكةٍ للدولة .
وأصدرت وزارة الخزانة الامريكية عقوبات وقيودٍ قانونية ومالية واقتصادية على شركات مجموعة الزوايا التي تعمل في مجال الأنشطة العقارية والاستثمار في الأصول العقارية بالبيع والإيجار وشركة لاري كوم للإستثمارات المحدودة ،وتملك شركة الزوايا سجلاً تجارياً في اسبانيا .
أسامة بن لادن
وارتبط عبدالباسط حمزة عبر عمله في جهاز الأمن في بداية عهد الإنقاذ والإسلاميين بالسودان بزعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن حيث تم تكليفه من قبل قيادات التنظيم الإسلامي بإدارة جميع الأعمال والمهام والتفاصيل الخاصة بأسامة بن لادن في السودان والدول الإفريقية والعربية والتحرك لإدارة استثماراته وتم تقديم تسهيلاتٍ عالية لعبد الباسط حمزة من قبل التنظيم الإسلامي بصورةٍ كبيرة لإدارة الاعمال الاقتصادية والتجارية الخاصة بالتنظيم .
ضابط إسلامي
ويعد عبدالباسط حمزة أحد الضباط الإسلاميين بدأ صغيراً في عمله وأصبح جزءً من تنظيم العمل الخاص للحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني ،وأصبح يتحكم في أموالٍ وأصول تقدر بأكثر من 2.5 مليار دولار وامتلاك عقاراتٍ وأراضي ، وأصدرت لجنة التفكيك القرار رقم 173 بإسترداد شركة لاري كوم التابعة له و القرار رقم 354 في 7 أكتوبر 2020والذي قضى بجميع أصول وأملاك وأموال عبدالباسط حمزة الحسن محمد خير ، إضافة إلى شركة الزوايا كما استردت اللجنة من عبدالباسط حمزة عقاراتٍ في العاصمة الخرطوم تحصل عليها بطرقٍ غير مشروعة وأموالٍ تعود مصادرها للمال العام ،و75 ألف مترٍ مربع تشمل قطعتي أرض استولى عليها وشيد عليها فندق السلام روتانا ومول عفراء و5 قطع أراضي تخص شركة طريق دنقلا مملوكة له وأراضي مساحتها مليون فدان في الولاية الشمالية .
اعتراف بقدرات لجنة التفكيك
وتمثل هذه القرارات من قبل وزارة الخزانة الأمريكية اعترافاً منها بقدراتِ لجنة تفكيك نظام 30 يونيو 1989 واسترداد الأموال العامة التي سبقتها في أبريل 2020 بإسترداد هذه الشركات وأصولها ، واستردت اللجنة أكثر من 30 مليون سهم لشركة لاري كوم التابعة لعبد الباسط حمزة في شركة أم تي إن للإتصالات فرع السودان ، وحولتها لملكية وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي ووجهت وقتها المراجع العام لجمهورية السودان بمراجعة حسابات شركة أم تي إن للإتصالات ،ووفقاً لما توصلت إليه اللجنة عبر تحقيقاتها وتحرياتها القانونية وتتبع الملفات والمستندات فقد سيطر عبدالباسط حمزة وعبدالعزيز عثمان – رجل أعمال من الإسلاميين – قد سيطرا على قطاع الاتصالات وتلاعبا ببيع شركة ( موبيتل سابقاً ) إلى مجموعة شركة زين والحصول على مبالغ بإعتبارهم وسطاء كنسبةٍ من صفقة البيع ، وكشفت لجنة تفكيك نظام 30 يونيو في 2020 أن عبدالباسط حمزة كان من أكبر المساهمين في شركة ام تي ان للإتصالات .
استرداد أصول عقارية
واستطاعات اللجنة أن تسترد 31% من أسهم مجموعة زوايا المستقبل المحدودة التابعة لعبد الباسط حمزة وتسجيلها باسم وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي ، وهذه الإسم كانت جزءً من ملكيته لفندق السلام روتانا ،وتم استرداد الأرض التي شيد عليها مول عفراء والتي خصصت له من قبل مسؤولي نظام الإنقاذ ، ومجموعة عقاراتٍ مساحتها تتجاوز 13.7 مليون متر مربع بالقرب من فندق قصر الصداقة بالخرطوم ، كما استردت منه مصنع الزوايا للطوب الحراري .
الحكم بالسجن
وكانت المحاكم السودانية في أبريل 2021 قد قضت بحبس عبدالباسط حمزة لمدة عشر سنوات لإدانته في قضايا فساد ونهب أموال ، حيث أصدرت عليه الحكم محكمة جنايات الخرطوم وسط ، وأدانته بغسل الأموال ومخالفة قانون النقد الأجنبي وتمويل الإرهاب والثراء الحرام ، وكانت ذلك نتيجةً لتحقيقاتٍ لجنة تفكيك نظام 30 يونيو واسترداد الأموال العامة .
أعمال لجنة التفكيك
القرارات التي اتخذتها وزارة الخزانة الامريكية تعد تعضيداً وتأكيداً على نجاح عمل لجنة تفكيك نظام 30 يونيو والتي كانت أكثر دقةً وتدقيقاً وعملاً قانونياً منظماً ، وتعرضت لجنة تفكيك نظام 30 يونيو 1989واسترداد الأموال العامة إلى هجومٍ اعلامي خلال الفترة الانتقالية من قبل فلول نظام الإنقاذ وحملات تشكيكٍ في أعمالها وقراراتها ووقع العديد من الثوار السلميين ومؤيدي الانتقال الديمقراطي إلى الوقوع في فخ هذه الحملات الإعلامية ومع تطاول الأيام وتسارع الأحداث المرتبطة بأنشطة الإسلاميين أصبحت الحقائق تتكشف عن المصداقية العالية للجنة وقدراتها القانونية والفحص الدقيق والتحريات المنضبطة لإسترداد الأموال العامة ومكافحة الفساد وتفكيك نظام الإسلاميين وهو ماسيتم اكتشافه تباعاً ، الفترة المقبلة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى