سياسة محلية

تاجر الأواني المنزلية ..هل هو قائد كتائب الإسلاميين ؟

أنس عبدالوهاب / Sudan2day

ينخدع كثيرٌ من الناس بالبروغاندا المنسوجة حول شابٍ رقيق الملامح كان يعمل قبل الحرب ببيع الأواني المنزليةِ الأمر الذي يجعل معظم زبائنه من الجنس الناعم لأن من عاداتِ أهل السودان المتوارثة ترك أمر تجهيز المطبخ للسيداتِ وفق أذواقهن .

الشاب الرقيق كثيرُ البكاء والذي يعمل في بيع الأواني المنزلية ظهر منذ اليوم الأول في الإعلام كأنه قائدٌ لما تسمى كتيبة البراء بن مالك وأدعى إصابته في معركة دون أن تُحدد طبيعة الإصابة وأي معركةٍ حدثت بها ثم ذهب للإستشفاء في مدينة عطبرة وفي تلك الأثناء زاره القائد العام للجيش وكبار الضباط والمسؤولين الحكوميين ورموز المجتمع من أجل خلق هالة حول البطل الذي يقود كتائب الإسلاميين ، وبعد عدة أشهر من الاستلقاء على سرير المرض نهض الشاب الرقيق ليقوم ببعض الجولات للقرى والمدن يُقدم واجب العزاء ويخطب في الناس ويهيئ الشباب للحرب دون أن يحمل بندقيته ويعود إلى الميدان ، بوصفه قائد لكتائب ذات طبيعةٍ عقائدية ينشد منسوبوها نيل الشهادة لأن شعارهم دائماً وأبداً : لا لدنيا قد عملنا نحن للدين فداء !!.

من عطبرة إلى قُرى نهر النيل حط المصباح رحالهُ في مدينةِ ود مدني متجاوزاً كل النقاط الساخنة مدعياً الإصابة حتى أصبح مصدر سخريةٍ لعدد من الشباب المناصرين للحرب حيث يعتمد المصباح في قيادته للكتائب على صفحةٍ نشطة على فيس بوك مهتمة بالتوثيق وإرسال الرسائل المُحرضة على القتال ونشر نعي رفاقه المقاتلين الذين سقطوا في أرض المعركة .

الراجح أن تصديق جموع السودانيين أن بائع الأواني المنزلية هو القائد الفعلي للكتائب المقاتلة هو ماتريده جماعة الإسلاميين بالضبط و هو تكنيكٌ قديم قائم على التعمية ولفت الأنظار عن القيادة الحقيقية وللمفارقة أنه ظل ينجح بإستمرار وسط جموع السودانيين منذ انقلاب 1989 والمقولة المشهورة لعراب الإسلاميين يومها : إذهب للقصر رئيساً وسأذهب إلى السجن حبيساً ، البحث عن كتائب الإسلاميين المقاتلة يجب أن يكون بعيداً عن هذا الشاب الرقيق الذي تكشف سيرته القريبة ، أنه أقرب “للعبط ” ، حيث تداولت مواقع التواصل الاجتماعي صوراً عديدة له في مناسباتٍ مختلفة وهو يقف مع قيادات سياسية ثم يخرج لهم لسانه من زاوية غير منظورة وهو سلوك إذا قبلناه فهو أقرب للشقاوة الطلابية التي تنتهي عند الإنسان مع ختام الدراسة الثانوية .

الذي يريدنا أن نصدق أن المصباح هو قائد كتائب الإسلاميين يريد أن يخفي القائد الحقيقي ليحميه ، هل نعَي الدرس ؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى