سياسة محلية

4 شهداء يسلمون راية المدنية لرفاقهم في مليونية 30 ديسمبر!!

الخرطوم: نقلا عن صحيفة الجريدة

سجل الثوار اليوم ملحمة جديدة تضاف الى تلك البسالات التي مثلوا عنوانها في كل معارك الصمود التي واجهوا فيها رصاص العسكر بصدورهم العارية، واليوم وبينما خاتمة مطاف سنة 2021 قد دنت وتبقت لها ساعات ، رسم الشباب الثائر لوحة جديدة للصمود والتمسك بالمبادئ والحكم المدني الكامل محتسبين اربعة شهداء في بيض سنيهم وعمرهم الغض اليافع ، ليثبتوا عبر دماءهم الطاهرة أن التأريخ سجل شهادة عدل في حقهم أنهم ما لانوا ولا تراجعوا في مواجهة الآلة العسكرية الباطشة والقمع الفظ والعار الذي لم يتوقف على المتظاهرين العزل وإنما طال الاعلاميين ومكاتب قنوات العربية والحدث واالشرق.

مواكب الخرطوم

أستيقظت الخرطوم أمس لتجد نفسها مطوقة بالاغلاق المحكم في جسورها بعد ابتداع وسائل جديدة للاغلاق بـ(الحاويات) فضلاً عن الانتشار الامني الكثيف ، ورغم العنف المفرط التي بدأت به القوة الامنية وهي تحاول تفريق المتظاهرين بموقف شروني حيث اطلقت قنابل الغاز بكثافة لتتصاعد سحب الدخان واطلقت القنابل الصوتية والرصاص المطاطي واستمر ذلك منذ الساعة الواحدة والنصف ظهرا حتى الرابعة إلا ان الثوار كانوا يتجمعون بعد كل حالة كر وفر لينتهي بتراجع القوات ليتقدم الثوار نحو شارع القصر ، مرددين ذات الهتافات (مدنياااو – العسكر للثكنات) ، وبالقرب من فندق (المريديان) حاولت القوات تفريقهم مرة أخرى مستخدمة كثير من الحيل ومستغلة حتى الاسعاف ليفتح لها الطريق لتختفي خلفه ، وكل ذلك لم يفت عزيمة الثوار في الوصول الى هدفهم وسقوط بعضهم نتيجة الاختناق بقنابل الغاز ، وفي الغروب كان الموعد الاخير مع القمع الوحشي حيث لاحقت القوات الثوار وهم يتأهبون للعودة واعتقلت بعضهم واعتدت عليه بالضرب كما قامت بمداهمة قناة العربية والحدث، فضلاً عن اثارة الهلع والرعب وسط المواطنين في ضاحية الخرطوم2.

بيان الحرية والتغيير

من جهته أصدر المكتب التنفيذي لقوى الحرية والتغيير بيانا عقابيل مواكب الثلاثين من ديسمبر 2012م واصفا ما حدث من الأجهزة الامنية تجاه المتظاهرين الثوار بأنه قمع وعنف مفرط صاحبه ارتكاب مجزرة أخرى في أمدرمانوذلك بإطلاق الرصاص الحي على المواكب السلمية للثوار المتظاهرين في أمدرمان حي بانت، مما أدى الى قتل وإستشهاد عدد من الثوار السلميين مع سبق الإصرار والترصد ، وإصابة أكثر من عشرين منهم حتى لحظة صدور هذا البيان، وحمل المكتب التنفيذي لقوى الحرية والتغيير قادة الإنقلاب مسؤلية هذة الجرائم وأضاف بأنها لن تسقط بالتقادم مضاف إليها جرائمهم الممتدة منذ لحظة إنقلابهم الفاشل في ٢٥ أكتوبر الماضي .
وادان البيان قيام السلطات بقطع الطرقات والجسور وشبكات الإتصالات والانترنت ،وكذلك إنتهاكاتها لحرية الصحافة والإعلام والإعتداء على المراسلين ووسائل الإعلام وإعاقة عملهم وإقتحام مكاتبهم كما حدث لقناتي الشرق والعربية الحدث. وأكد المكتب التنفيذي لقوى الحرية والتغيير وقوفه مع الشعب والنضال حتى هزيمة الإنقلاب ودعا المجتمعين الإقليمي والدولي وكافة منظمات حقوق الإنسان لإدانة الإنقلابيين وإنتهاكاتهم واتخاذ خطوات فعلية لدعم نضال الشعب السوداني ومعاقبة قادة الإنقلاب كذلك دعا الممثل المقيم للأمين العام للأمم المتحدة لمطالبة مجلس الأمن لتكوين لجنة دولية مستقلة للتحقيق في قتل ما يزيد عن خمسين من الثوار السلميين بالرصاص الحي للإنقلابيين والعمل على حماية المدنيين في وسط الإنتهاكات الواسعة التي يشهدها إقليمي دارفور وجنوب كردفان جبال النوبة.!!

أمدرمان: 4 شهداء

شهدت شوارع الخرطوم وبحري وام درمان تدفق الالاف من الثوار الذين خرجوا تنديدا باجراءات القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان والمطالبة بتسليم السلطة للمدنيين ، وتجمعت مواكب ام درمان في صينية (تجاني الماحي ) ، وجاءت الى نقطة التجمع من العباسبة وامبدة وام درمان جنوب والمربعات وصالحة والشقلة، وفي محطة سنادة التحم ثوار امبدة مع ثوار الاربعين مرددين هتافات” يا مكنات امبدة جات، وكل القوة يا برهان جاياك جوة،” ثم هتف ثوار الاربعين وامبدة بصوت عال ” نحن اولاد ام در جايين لشنو جايين للسلطة، وثوار احرار حنكمل المشوار، والثورة ثورة شعب والسلطة سلطة شعب والعسكر للثكنات والشارع للمكنات والجنجويد يتحل”.
وفي مشهد لافت وقف عدد من الثوار وظلوا يرددون يا ثوار عاجل بيان هام ثم احتشد المشاركين وظلوا في صمت للاستماع الى البيان الهام ثم قالوا بصوت عالي” البيان الهام لا للانقلابات العسكرية ونعم للسلطة المدنية” وردد المشاركون “مدنياوااا” وسط زغاريد الكنداكات، وانطلق الموكب الى محطة الجوازات بهتافات تشق عنان السماء” الشعب اقوى اقوى والردة مستحيلة، ويابرهان ثكناتك اولى مافي مليشيا بتحكم دولة، ويابرهان ارجع ثكناتك ولمم شركاتك، والشعب يريد اسقاط البرهان، و130 المشتقة بس، وعلقوا لينا مشانق عايزين اعدام رصاص لكل القتلة والشهداء البوزنو فوق في الرأس” وتم حرق الاطارات، وحمل المشاركون الاعلام و صور الشهداء ولافتات تندد بالانقلاب كتب عليها قوتنا في وحدتنا، ولا مساومة لا شراكة، لا شرعية”، واطلقت القوات النظامية الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي لتفريق المتظاهرين مما ادى الى استشهاد اربعة شهداء و إصابة ٢٩ ثائرا تم نقلهم الى مستشفى الاربعين.
وشارك عدد من مصابي فض الاعتصام في التظاهرات بشارع الاربعين، وقال : احد مصابي فض اعتصام القيادة العامة لـ”الجريدة” نعمل في فريق الاسعافات الاولية ، واكد على ان العيادة الميدانية بها الادوية التي يحتاجها المصابون كاسعافات اولية بما فيها المشارط، الا انه عاد واستدرك قائلا: لكن نشتكى من عدم توفر الدربات.

استمرار الاجهزة القمعية:

واستنكر عدد من المحامين استخدام القوات النظامية والاجهزة الامنية القوة ضد المتظاهرين السلميين، والتضييق على حرية التعبير باغلاق الجسور واطلاق الغاز المسيل للدموع، واطلاق الرصاص الحي، وقطع الاتصالات والانترنت، واوضح المحامي احمد عبد الرحمن ان مليونية 30 هي امتداد لثورة ديسمبر المجيدة، ليوصل الشعب رسالته للمكون العسكري بأنه متمسك بمدنية الدولة كاملة الدسم، وقال الانقلابيون ظلوا يواصلون القمع للشعب السوداني، واضاف: اما فيما يخص عودة مهام جهاز الامن لمهامه في قمع المتظاهرين قال :جربنا كل الاجهزة القمعية المتمثلة في جهاز امن البشير، بجانب كتائب الظل على الرغم من ذلك استمرت الثورة الى ان اسقطت نظام الدكتاتور عمر البشير، واكد على ان الثورة ستسمر في ذات النهج الى ان يتم اسقاط اللجنة الامنية.

صراع محور الشر:

وقال المحامي فتح الرحمن نحن مازلنا في بداية المشوار وسنظل نقاتل من اجل الدولة السودانية التي نبتغيها ونسود فيها “الحرية، العدل، والمساواة” دولة القانون واوضح: الان شكل الصراع يتمثل في اننا نصارع ديكتاتور محورالشر الذي يهزم في الدولة السودانية، واردف: فليذهب كل الطغاة الى الجحيم، وكشف عن اعتقال عدد كبير من اعضاء لجان مقاومة ام درمان، الخرطوم، بحري، واكد أنهم مازلوا رهن الاعتقال.

لجنة تحقيق دولية:

وفي ذات السياق تمسك المحامي علي سليمان بالدولة المدنية، لانها تقوم على المؤسسات والسلطات الواضحة مع وجود الجهاز الرقابي “البوليس الاداري” لمراقبة مؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية، مع الاخذ في الاعتبار عدم العودة الى اخطاء الماضي خاصة من الاحزاب السياسية بممارساتها لسياسة الاقصاء والتهميش والتكسب السياسي في الهامش، وقال علي لـ”الجريدة” هذا ما لاحظته عقب انتصار ثورة ديسمبر المجيدة واعتلاء قوى الحرية والتغيير مع المكون العسكري المشهد السياسي في الخرطوم وفشلهما معا في تحقيق شعارات واهداف الثورة المتمثلة في”الحرية، السلام، والعدالة”، فضلا عن عدم تقبلهم للكيانات السياسية الاخرى، واكد على انهم مازلوا يمارسون ذات سياسات الاقصاء، ودلل على ذلك في مؤتمرهم الصحفي الاخير في مقر دار المؤتمر السوداني وهم يدغدغون مشاعر جماهير الهامش، واستنكر الانتهاكات التي ظلت تمارسها القوات الحكومية منذ سبتمبر 2013م مرورا بفض الاعتصام بجانب الانتهاكات الاخيرة عقب الاجراءات التي البرهان في الخامس والعشرون من اكتوبر الماضي الانتهاكات ضد المتظاهريين السلميين، وطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية واشترط ان تكون مقيدة بقيد زمني محدد لاحالة المجرمين للعدالة، بجانب عدم مشاركة سلطات واسعة في التحقيق والاستدعاءات، كما اشترط ان يتم التحقيق دون قيد او شرط للحصانات الاجرائية او الموضوعية التي يتمتع بها قيادات الدولة طوال فترة توليهم مناصبهم القيادية، وشدد على ضرورة دمج الحركات المسلحة، وقوات الدعم السريع في القوات المسلحة السودانية، والعمل على هيكلتها، بجانب رد المظالم وتحقيق العدالة للنازحين، والاسراع في عملية اجراءات نزع السلاح، .ورأى المحامي خالد محمد زين بان الوضع السياسي الراهن لايقود البلاد للتحول المدني الديمقراطي بل هو استنساخ للفترة السابقة المتمثلة في النظام البائد بصورة مماثلة لما تم في جمهورية مصر مع الاختلاف بأن الجيش واحد، لافتا الى ان السودان يوجد به اكثر من سبعة جيوش جميع قياداتها ممثلة كاعضاء في مجلس السيادة ولهم قوات عسكرية، واعتبر ان ذلك تكريس واضح للسلطة لايمكن ان يتم تسلمها الا عن طربق القوة العسكرية وليس عن طريق الطريق الديمقراطي، ودعا الشعب السوداني للمواصلة في مسيرة الضغط من اجل تحقيق اهداف الثورة والوصول للتحول المدني الديمقراطي عبر مؤسسات الدولة المدنية ولاجل تحقيق شعارات الثروة السلام، التنمية، العدالة”.

مدني و بورتسودان والابيض وعطبرة

خرج الآلاف في مدينة ودمدني أمس مشاركين في مليونية الثلاثين من ديسمبر الرافضة للانقلاب العسكري ، ووجدت التظاهرة تجاوبا كبيراً من المواطنين الذين انخرطوا في الموكب على طول خط سير التظاهرة لتزلزل الحشود ارجاء المدينة بهتافها المدوي (ثوار احرار حنكمل المشوار … مدنية وي وي وي وي عسكرية آه وين يا … ما تدي قفاك للعسكر العسكر ما بصونك بس أدى قفاك للشارع الشارع ما بخونك) وغيرها من الشعارات الثورية ، وشارك كبار السن المتظاهرين مليونيتهم وهم يلاحقونهم ربنا يحميكم، فيما ردد آخرين: (مافي جيش اقوى من ده) فى اشارة للمتظاهرين وهم يحملون لافتات رافضة للانقلاب العسكري واخرى تطالب بالقصاص لشهداء الثورة فيما كتب على لافتات اخرى الرفض القاطع لاغتصاب الفتيات.
وتحرك موكب مليونية الثلاثين من ديسمبر في تمام الواحدة والربع ظهرا من امام صيدلية الخير مرورا بشارع المستشفى ثم شارع الدكاترة الى ميدان المولد قبل مروره بشارع النيل بودمدني، وامام مباني حكومة ولاية الجزيرة اشعل المتظاهرون الاطارات وهم يرددون الشعارات الثوري.
وفي السياق ذاته تظاهرت عدد من الولايات مسجلة اسمها في دفتر الحضور الثوري ، حيث خرجت تظاهرات ضخمة في مدن (عطبرة و الدامر والقضارف و كسلا و بورتسودان والجنينة و نيالا وزالنجي والأبيض وكوستي و الدويم وسنار)..!!

الاعتداء على طاقم مكتب قناتي “العربية” و”الحدث” في الخرطوم

قامت قوة أمنية مشتركة امس بالاعتداء على طاقم مكتب قناتي “العربية” و”الحدث” في الخرطوم وبتلف في المعدات والاعتداء على المكتب الاعلاميين والمصورين والمنتجين.وقالت مدير مكتب القناة بالخرطوم لينا يعقوب إن عناصر الأمن السوداني اطلقوا قنابل الغاز المسيل للدموع داخل المكتب بعد اقتحامه والاعتداء عليها بالضرب هي وزميلها نزار بقداوي.وكشفت لينا عن وقوع اصابات وسط طاقمها بجانب الاعتداء الجسدي والنفسي الذي تعرضت له مع الزملاء نزار بقداوي والمنتجين في المكتب .

لجنة أطباء السودان” المركزية تعلن عن ارتقاء اربعه شهداء

اعلنت “لجنة أطباء السودان” المركزية امس، ارتفاع عدد القتلى الذين سقطوا في مظاهرة 30 ديسمبر امس بمدينة أمدرمان إلى 4 أشخاص.وقالت اللجنة في بيان لها ارتقى عدد اربعه شهداء برصاص السلطة الانقلابية ليرتفع عدد شهداء مجزرة 30 ديسمبرإلى 4 شهداء جميعهم برصاص حي”.ولفتت إلى أنه بعد مقتل المتظاهرين الأربعة “ارتفع عدد الشهداء إلى 52، بينهم 10 بعد الاتفاق مع رئيس الوزراء (عبدالله حمدوك) ورئيس مجلس السيادة الفريق عبدالفتاح البرهان).

تجمع المهنيين : ماحدث في امدرمان مجزرة

وصف تجمع المهنيين ماقامت به القوات التابعة للمجلس العسكري الانقلابي وغطائه المدني في امدرمان بالمجزرة جديدة استخدمت فيها أبشع الوسائل من إطلاق الرصاص الحي والقنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع بكثافة في مواجهة الثائرات والثوار السلميين العزل، مما ادى الى سقوط اربعة شهداء جراء الانتهاكات الواسعة ، واشار الى وقوع أعداد كبيرة من الإصابات البليغة والخطرة وسط الثوار.
ونوه الى ان القوات التي وصفتها بالمأجورة اعاقت حركة الفرق الطبية وسيارات الإسعاف ومنعتها من الوصول للمصابين والجرحى، واختطفت سيارات الإسعاف بمن فيها من المصابين وفرق المسعفين، كما داهمت المستشفيات بأم درمان واختطفت مصابين وفرق طبية، واستنكر ذلك ووصفته بانه جريمة بشعة تخالف القوانين والأخلاق والمواثيق السودانية والدولية.

حزب الأمة يدين

ادان حزب الأمة القومي استخدام قوات الامن القوة المفرطة في مواجهة المتظاهرين السلميين في أمدرمان وبحري ، واستنكر الاعتداء على قناتي الحدث والعربية والاعتداء على طاقم العربية والمصور بالوكالة الأوروبية محمد حسن وطالب بالتحقيق الفوري في مثل هذه الاعتداءات واحترام حرية العمل الإعلامي وحماية الصحفيين ونوه حزب الأمة في بيان له امس إلى أن قوات الامن اعتقلت عددا كبيراً من الثوار والثائرات على رأسهم رئيس لجنة السياسات بالمكتب السياسي للحزب الباشمهندس إمام الحلو وعضو أمانة الأطباء رندا الصادق وطالب باطلاق سراح كافة المعتقلين فوراً.وحث كافة القوى الثورة والتغيير ولجان المقاومة لتوحيد الصفوف لإسقاط الإجراءات الانقلابية وتحقيق المصلحة الوطنية واستعادة الشرعية الدستورية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى