سياسة محلية

تصدعات داخل الكتلة الديمقراطية : سودان توادي تكشف عن أسباب إقالة اردول والبرهان يضعه تحت المراقبة

بورتسودان : أنس عبدالوهاب / Sudan2day

لم يَكن قرار إقالة مبارك اردول من منصبه والمفصول من التحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية ، قراراً عادياً تم اتخاذه من قبل قائد القوات المسلحة الفريق أول عبدالفتاح البرهان ، هذا القرار لديه تداعياتهِ السابقة والتي كان أحد أهم أسبابه التسريبات التي وصف فيها قائد الجيش بـ( الكلب ) ، وعلى مايبدو فإن غضبة البرهان من أردول لم تنتهي سيما بعد إنكارهِ خبر موقع الموجز السوداني عن أنه كتب اعتذاراً خطياً ووسط رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال مالك عقار حتى يلتقي البرهان .
ووفقاً لما تحصلت عليه ( سودان توادي ) فإن البرهان كان يريد رد اعتبارهِ في المقام الأول ، ضرب عدة عصافيرٍ بحجر واحد ، تخلص من اردول كشخص أساء له ، وأيضاً من محاولاتهِ احداث فتنةٍ بين مكونات شرق السودان بولاية كسلا وفتح جبهاتٍ جديدة للبرهان ، وأيضاً بداية التخلص من الكتلة الديمقراطية ، وهو ماحدث بتوجيهاتِ البرهان المباشرة للناظر ترك بالتوقيع على وثيقة المصالحة والتعايش السلمي بالشرق ضمن نظاراتِ الإقليم .

تقارير (Sudan2day)

وبناءً على إفاداتٍ خاصة لـ ( سودان توداي ) من مصدرٍ عسكري رفيع فإن تقارير ( سودان توادي ) التي كشفت معلوماتٍ مهمة عن شبكاتِ المصالح المرتبطة بالذهب والتي تربط بين مبارك اردول ومصلح نصار القزايزي و أشقاء البرهان والناظر ترك ووزير المعادن بشير أبونمو ونور الدائم طه قد جعلت كلاً من الاستخباراتِ العسكرية والمخابرات العامة تطلب اجتماعاتٍ مستمرة مع القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبدالفتاح البرهان لإتخاذ اجراءاتٍ عاجلة لإقالة مبارك اردول وضبط تحركاتِ الناظر ترك في الإقليم ، إضافةً إلى كشف تقارير ( سودان توادي ) تلاعب اردول ومجموعة الكتلة الديمقراطية بالبرهان ومحاولاتِ توريطهِ في أزماتٍ جديدة .
نور الدائم طه
وذكر المصدر العسكري – فضل حجب اسمه – أن البرهان وجه كلاً من الاستخباراتِ العسكرية والمخابرات العامة بوضع مبارك اردول تحت المراقبة وتقييد حركتهِ والبحث في ملفات الشركة السودانية للموارد المعدنية والكشف عن الصفقات التي عقدها لوحده دون استشارة البرهان شخصياً طيلة الفترة الماضية ، وأضاف المصدر : لدى الاستخبارات العسكرية معلومات مؤكدة عن صراعٍ بين مبارك اردول ونور الدائم طه الذي تحدث مراراً إلى رئيس حركة جيش تحرير السودان مني اركو مناوي عن دعمه لمبارك اردول وتجاهله وعدم منحه منصباً تنفيذياً طيلة الفترة التي تلت انقلاب 25 أكتوبر ، وأن الصراع بين اردول ونور الدائم طه بدأ بعد تسريب الأخير تسجيلات لمحادثاتٍ خاصة في القاهرة بينه واردول وعبدالوهاب جميل والتي وصف فيها قائد الجيش بالكلب .

مصلح نصار القزايزي
وعلمت ( سودان توادي ) أن قرار إقالة اردول قد أحدث ربكةً وانزعاجاً كبيراً وسط مجموعة مصلح نصار القزايزي و الكتلة الديمقراطية ، وكما هو معلوم فإن مصلح نصار القزايزي يستحوذ على أعمال الذهب الخاصة بأشقاء البرهان ، ولديه تعاملات وصلات وعمل مشترك مع مبارك اردول في ما يخص التنقيب عن الذهب في مناطق ولاية نهر النيل ، وهو الأمر الذي جعل مبارك اردول طيلة الأسبوعيين الماضيين قبل إقالتهِ متواجداً بولاية نهر النيل لإنشاء ما اسماه بورصة الذهب لإحكام مزيدٍ من السيطرة والفساد على قطاع التعدين .
وتشير معلومات ( سودان توادي ) إلى أن مصلح نصار القزايزي اجرى إتصالاتٍ بالبرهان عقب قرار اقالة اردول للتوسط لإعادته ولكن البرهان أغلق أمامه الباب فوراً وزجره بعدم تكرار هذا التصرف ، يذكر أن مصلح نصار القزايزي ظل يذكر على الدوام في المجالس الخاصة أن قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان ( في جيبه الخلفي ) كنايةً عن تحكمهِ في قراراتهِ وتقديمه التسهيلات له كونه يدير أعمال أشقائه في قطاع الذهب .
تحالف الميرغني ومناوي
تأثيرات قرار إقالة اردول ستمتد إلى الكتلة الديمقراطية والتي يشغل فيها الأمين العام ، والحقيقة أنه يتولى إدارة مصالح قيادات الكتلة الديمقراطية في قطاع الذهب والتعدين ، خاصةً جعفر الميرغني والذي سبق أن أساء إليه اردول أيضاً في التسجيلاتِ الشهيرة التي ظهرت في شهر أغسطس الماضي ، وكشف المصدر العسكري لـ ( سودان توادي ) أن جعفر الميرغني اجرى اتصالاتٍ في وقتٍ سابق مع الفريق أول عبدالفتاح البرهان قبيل مغادرتهِ الخرطوم إلى بورتسودان طالبه فيها بمعاقبة اردول مشيراً إلى وجود تحالفٍ خفي داخل الكتلة الديمقراطية بين حركة جيش تحرير السودان بقيادة مني اركو مناوي و الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل بقيادة جعفر الميرغني ضد مبارك اردول بعد تلك التسجيلات والتي وزع فيها الاساءات للجميع .
تصدع الكتلة الديمقراطية
وكشف المصدر العسكري لـ ( Sudan2day ) وجود تصدعاتٍ داخل الكتلة الديمقراطية بسبب اردول واحداثهِ انقسامات داخلها ومحاولاتهِ للسيطرة عليها ولعبه أدوار سيئة – على حد وصفه – داخل التحالف بغرض تفكيكه وفقاً للمعلومات والتقارير التي تحصلنا عليها ، مشيراً إلى أن الفريق أول عبدالفتاح البرهان فقد الثقة في الكتلة الديمقراطية تماماً بعد ظهور ضعفها السياسي والجماهيري وعدم عملها كغطاءٍ سياسي يدعم مواقف البرهان والإسلاميين داخل القوات المسلحة والمخابرات العامة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى