تقارير سياسية

حكومة البرهان (الزاحفة )… الحرب بوجه آخر

بورتسودان : الفاضل يوسف / Sudan2day
التغييرات في هياكل الدولة التنفيذية التي يجريها القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبدالفتاح البرهان ،امتداداً لذاتِ مساراته التي ظل يتبعها منذ انقلاب 25 أكتوبر 2021 ، لا تقرأ إلا في سياقٍ واحد وفقاً لمحللين ومراقبين سياسين للمشهد السوداني المُعقد بسبب الحرب التي انتجت فوضى خلاقة في البلاد وفتحت أبواب للفساد في الجهاز التنفيذي .
مطالباتُ فلول النظام البائد وواجهاتهِ والإسلاميين علاوةً على ماتسمى الكتلة الديمقراطية بتكوين حكومةٍ وتجاهل البرهان لهذه المطالبات ثم السير في تنفيذها ، فتح أبوابٍ للتساؤلات ، هل هذه إرادة قائد الجيش أم هي قراراتُ الإسلاميين؟
،ووصف المراقبون هذا المسار بأنه ( حكومة البرهان الزاحفة ).
توسيع الحرب
ورغم أن مسألة تكوين حكومةٍ بذات رؤية ومنطق الإسلاميين لأجل وضع اليد على البلاد والانفراد بالسلطةِ كما خططوا وتوسيع دائرة الحرب وإعادة نموذج حرب الجنوب التي افضت إلى انفصال البلاد سنة 2011 ، قد وجدت رداً من قائد قوات الدعم السريع بأن اتخاذ هذه الخطوات سيجعلهم يشكلون حكومةٍ في مناطق سيطرتهم. ومع ذلك واصل البرهان في اجراء تغييراتٍ وصلت حد إعفاء عضو مجلس السيادة الانتقالي الهادي إدريس من منصبه واسقاط عضويته تأسيساً على توصياتٍ قدمها حلفائه في الكتلة الديمقراطية وعلى وجه التحديد التوم هجو ومحمد سيدأحمد الجكومي ، وهما حلفاء الإسلاميين ومخططي انقلاب 25 أكتوبر .
رفض المدنيين
القوى المدنية والسياسية وعلى رأسها قوى الحرية والتغيير في أغسطس الماضي ، رفضت هذه التحركات وردود الأفعال من الطرفين وحذرت في بياناتٍ وتصريحاتٍ صحفية لمتحدثيها أن هذه الخطوة ستقود إلى تفتيت وتقسيم البلاد ، وهو الموقف الذي انبنت عليه مواقف الجبهة المدنية لإيقاف الحرب والتي انتهت إلى ( تقدم ) بضرورة انهاء الحرب كضرورةٍ انسانيةٍ واجتماعية واقتصادية وسياسية ثم النظر في وضع لبنات التأسيس لمرحلة ما بعد الحرب ، وهو مايحاول الإسلاميون قطعه بإستلام السلطة عبر وضع اليد مستفيدين من حالة الحرب وتحالفاتهم مع الكتلة الديمقراطية والقائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبدالفتاح البرهان .
التخطيط لتشكيل حكومة
حكومة البرهان الزاحفة ، بدأ التخطيط لها منذ يوليو الماضي وقبل خروجه من القيادة العامة عبر تسهيلاتٍ وتفاهماتٍ قادها المدنيون والوساطة السعودية – الأمريكية حتى يستطيع اكمال مهام التفاوض وإيقاف الحرب ، وصار التمهيد لها اعلامياً والنقاش حولها حتى ظهور مبادرة عضوة مجلس السيادة الانتقالي المستقيلة من منصبها عائشة موسى بسبب سيطرة العسكر كما بررت موقفها ، والتي اتخذت موقفاً مؤيداً لفلول النظام البائد بتشكيل حكومة رغم خطورة الأمر سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وعلى الأمن القومي ووحدة البلاد وسيادتها.

دور التوم هجو والجكومي

اللمسات الأخيرة لهذه الحكومة ظهرت في اجتماعات اطراف العملية السلمية بعاصمة دولة جنوب السودان – جوبا – والتي تكتلت فيها مجموعة الكتلة الديمقراطية بقيادة التوم هجو واتفقت على مواصلةِ مخططاتهم الانقلابية والتي بدأت منذ 25 أكتوبر 2021 ، وذلك بإستبعاد عضو مجلس السيادة الهادي إدريس من منصبه عبر جمع توقيعاتٍ من أطراف العملية السلمية الموجودين داخل الكتلة الديمقراطية وهو ماتم التملص منه من قبل حركتي جبريل إبراهيم ومني اركو مناوي ، هذه الخطوة تعد دليلاً على سعي كلٍ من التوم هجو ومحمد سيدأحمد الجكومي ، لدخول مجلس السيادة وهو المخطط الذي ظل ينسقه التوم هجو عبر تحركاتٍ مع مجموعات الإسلاميين والكتلة الديمقراطية مدعوماً منهم بصورةٍ كاملة حتى يصلوا إلى هدفهم الأساسي بتشكيل حكومةٍ تضمن عودتهم كلياً إلى السلطة على حساب وحدة البلاد وسيادتها .
تعيين الإسلاميين
ومن الواضح أن القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبدالفتاح البرهان بدأ الإستجابة الفعلية لمشروع الإسلاميين في تكوين حكومة ( حربٍ ) تمنحهم مزيداً من السيطرة والتحكم في البلاد وقرار إيقاف الحرب وانهائها ومنحهم وجوداً يستمرون به في السلطة التي عادوا إليها بعد انقلاب 25 أكتوبر ، وهذه التعديلات شبه اليومية وتعيين وزراء وتنفيذين هي الخطوة الأولى وفقاً لمراقبين وسيعقبها خطوة تالية هي تغيير جميع الولاة وهو بدأ فعلياً بتسربِ اخبار عبر مجموعات الإسلاميين الإعلامية عن اعفاء عددٍ من الولاة واستبدالهم باخرين ، وتشير المعلومات أن ترتيب بدلاء الولاة يتم بإشرافٍ مباشر من مجموعات الإسلاميين المتحكمة في جهاز الدولة حالياً بحمايةٍ من البرهان ، سيما وأن جميع الذين تم تعيينهم في مناصب الوزراء والجهاز التنفيذي هم من الإسلاميين والكوادر الإخوانية المعروفة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى