تقارير سياسية

توقعات بإقالته .. بوادر تباعد في المواقف بين البرهان والإسلاميين بسبب تصريحات علي الصادق

بورتسودان : الفاضل يوسف / Sudan2day

بعد إقالةِ وكيل وزارة الخارجية المنتمي إلى حزب المؤتمر الوطني المحلول والحركة الإسلامية السابق دفع الله الحاج، أثارت تصريحاتُ وزير الخارجية المكلف علي الصادق سخريةَ كثيرٍ من متابعي مواقع التواصل الاجتماعي ، وأيضاً سخرية المراقبين والسياسيين ، إضافةً إلى نظرائهِ من الدول المجاورة للسودان ومنظمة الإيقاد والاتحاد الإفريقي .

تساؤلات وسخرية
تصريحاتُ وبياناتُ وزارة الخارجية وتعليقاتها على مخرجات قمة الايقاد كان محل تساؤلاتٍ ساخرة للغاية ، خاصةً أن وزير الخارجية المكلف علي الصادق كان متواجداً ضمن الوفد الذي ترأسه القائد العام للقوات المسلحة عبدالفتاح البرهان ، ومشاركته في أعمال سكرتارية القمة ولكن هل كان البيان الذي تم رَفض فيه مخرجاتِ القمة صادراً عن وزارة الخارجية حقاً ؟ أم من المؤتمر الوطني المحلول والإسلاميين ؟

بدون علم البرهان
كشف مصدرٌ عسكري لـ ( سودان توداي ) أن البيان الذي صدر عن وزارة الخارجية لم يكن بعلمِ كلٍ من القائد العام للقوات المسلحة ووزير الخارجية المكلف منذ انقلاب 25 أكتوبر 2021 علي الصادق وأن وكيل وزارة الخارجية السابق دفع الله الحاج أصدره منفرداً بناء على اتصالٍ جمعه بالبرهان والذي أبدى استيائه من مخرجات القمة الصريحة والتي كان جزءً من صياغتها والموافقةِ عليها ، وأضاف المصدر العسكري : لم يكن البرهان رافضاً للمخرجات كليةً ولكنه كان مستاءً من أنها جاءت صريحةً ومباشرة وهو جعله في موقفٍ صعب أمام حلفائهِ الإسلاميين ، مضيفاً : مؤكد أن القائد العام وفقاً لتصريحاتهِ الأخيرة بكلٍ من ولايتي القضارف والجزيرة يريد تحسين موقفهِ داخل القوات المسلحة من جهة ومناورةِ الإسلاميين من جهةٍ أخرى وكسب الوقت أمام الوساطةِ في منبر جدة والإيقاد وقوى الحرية والتغيير والقوى المدنية والسياسية الساعية إلى انهاء الحرب واستعادة المسار الديمقراطي ، واغضبه تصرف دفع الله الحاج المنفرد دون مشاورتهِ

الإسلاميين
وأوضح المصدر العسكري أن البرهان أصبح يشعر أن الإسلاميين يحركونه أكثر من كونهِ قائداً للقوات المسلحة وصاحب الكلمة العليا بصفتهِ رئيس مجلس السيادة بسلطةِ الأمر الواقع ، وأضاف : نتابع في القوات المسلحة طريقة البرهان ومرواغاتهِ السياسية والتي أدخلت المؤسسة العسكرية والأمنية في صدامٍ مسلح يهدد بتفككها تماماً وبالضرورة قدمنا نصحنا بالمضي في منبر جدة والعمل على الإيفاء بما ينهي الحرب .
اتصال ياسر العطا
وذكرت مصادر لـ ( سودان توداي ) أن وزير الخارجية المكلف علي الصادق أصدر تصريحاتهِ الأخيرة رداً على موقف دولةِ تشاد ومطالبتها بالإعتذار تحت ضغطٍ من قياداتِ المؤتمر الوطني المحلول وعبر اتصالٍ مباشر من مساعد القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ياسر العطا ، والذي ادلى بالتصريحات تجاهِ عددٍ من الدول من ضمنها ” تشاد” ، وبحسب المصادر فإن العطا اتصل بوزير الخارجيةِ المكلف علي الصادق واخبره أن يرد على تصريحاتِ الحكومة التشادية وأن يرفض الاعتذار وأن يشير إلى ذلك صراحةً وألا يحاول احراجه مطلقاً .
مناورات ومرواغة
تصريحاتُ وزير الخارجية المكلف علي الصادق عن أن القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبدالفتاح البرهان قد وافق على الجلوس مع قائد قوات الدعم السريع شريطة الخروج من منازل المواطنيين والمواقع الحكومية وتجميع القوات في نقاطٍ متفقٍ عليها ثم وقف شامل لوقف اطلاق النار ، فتحت أبواباً من السخريةِ وأيضاً تحليل لها ، واتجهت الآراء إلى أن القائد العام للقوات المسلحة ذاهبٌ إلى لقاء قائد قوات الدعم السريع والسير في ما تم الاتفاق عليه في قمة الايقاد ، وأن مسألة المنازل هي مجرد مبررات لإمتصاص رد فعل الأصوات الرافضةِ لإنهاء الحرب ، وأشارت تحليلاتٌ أخرى أن وزير الخارجية المكلف علي الصادق أصبح يعمل منفرداً كعادتهِ تحت إمرة الإسلاميين مباشرةً وإصدار مواقف عكس ما يريده البرهان سراً ولا يعلن عنه وهو المضي في اتفاق لإنهاء الحرب ولكن بما يضمن له وجوداً في المشهد السياسي المقبل والحفاظ على موقعه كقائدٍ للجيش كأقل سقفٍ ممكن أن يحصل عليه من خلال التفاوض .

الإقالة
وذكرت مصادر من داخل وزارة الخارجية لـ ( سودان توداي ) أن لديهم معلوماتٍ شبه مؤكدة بمغادرة علي الصادق لموقعهِ قريباً ليلحق بوكيل الوزارة دفع الله الحاج ، وأفادت المصادر أن مغادرته أصبحت أمراً ممكناً كونه يعمل دون مشاورة القائد العام للقوات المسلحة ويتحرك مع الإسلاميين أكثر منه متجاوزا إياه .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى