مقالات

غادة الترابي تكتب : عبرتها بالخواتيم


علمتنا الرياضة التي نفتخر انها المدرسة الأولى نحو عالم الحرف والكتابة أن ختام الهجمة هو المهم أكثر من التحضير لذا ظل المعلق التونسي الأشهر في عالم كرة القدم عصام الشوالي يردد دائما عبارة عبرتها بالخواتيم وهي عنوان المقال اليوم .
لم يحسن السودان البدايات في اكسبو دبي ٢٠٢٠ وهي حقائق لا نملك ان ننكرها لكن بالواقع الراهن ما كان للبداية في ذلك الوقت إلا ان تكون كما كانت فالوضع العام في بلد خرج من ثورة تغيير لنظام قضى على أخضر السودان ويابسه لثلاثون عاما تجعل أمر مشاركاته الخارجية في كف عفريت ان لم تكن كالغول والعنقاء والخل الوفي لكنه رغم شح الامكانيات أعلن تواجده في الحدث العالمي وهي محمدة بطبيعة الحال يستحق عليها أصحاب القرار بالمشاركة الشكر، لذلك أعتقد أن البدايات الصعبة كانت تتناسب تماما مع الوضع العام في السودان.
وعبرنا مرحلة البدايات والسهر والحمى إلى مرحلة الاصلاحات المفترضة لتطبيق الشعار الجميل الذي اختاره السودان لمشاركته في اكسبو دبي وهو عنوان السودان أرض الفرص اللامتناهية لذا كان لازما علينا أن نتسامى فوق المواجع وأن نقدم للعالم فرصا حقيقية وإلى حد ما أوفى السودان لشعاره وقدم فرصه الاستثمارية في الزراعة والتعدين والسياحة وقدم للعالم ابتكارات مميزة كما تناول ثقافاته الممتدة في أسابيعه في الستة أشهر عمر المشاركة.
تبادل المسؤولين الزيارات من الوزارات والدوائر الحكومية ورغم أن الولايات لم تسجل حضورا إلا أن ولاية البحر الأحمر مثلت الولايات الأخرى ببعثة قدمت إضافات كبيرة لمشاركة السودان بما لديها من فرص اسثمارية وتراث تمثل في فنان الشرق محمد البدري وفرقة السماكة.
ومع تقدم عمر اكسبو واقترابه من الوداع كان حضور رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان وهو يمثل أعلى سلطة في الدولة مما جعل المشاركة تأخذ أهميتها من حرص المسؤولين على زيارة الجناح وبالأخص السلطة العليا في الدولة حاليا .
كان يوم السودان والذي تأخر من موعده لظروف الأوضاع السياسية ووقوع شهداء ودماء غالية على قلوب الشعب السوداني فكان من الواجب ألا يكون الفرح هنا والموت والحزن هناك لذلك كان التأجيل بأسباب مقنعة وعندما خفت الأوضاع وقبل الختام بأيام شارك العالم في اكسبو دبي السودان في يومه فكان الحضور مميزا من وزير الثقافة جراهام من الجانب السوداني ووزيرة الثقافة والشباب نورة بنت محمد الكعبي من الجانب الاماراتي وعدد من الوزراء على رأسهم وزير الاتصالات والتحول الرقمي عادل حسن ووزير الزراعة دكتور أبو بكر والدبلوماسين القائم بالأعمال بسفارة أبوظبي إبراهيم الحاج وقنصل السودان بدبي والإمارات الشمالية الوزير المفوض أحمد عبد الرحمن وممثلي الجالية السودانية والإعلاميين والمفوضيين العاميين للدول والمفوض العام لجناح السودان نبوية محجوب فكان يوما لا ينسى وسيتذكر العالم أن السودان رفع علمه في ساحة الوصل بمعرض اكسبو إلى جانب علم الدولة المستضيفة دولة الإمارات وردد النشيد الوطني السوداني واسمع العالم كله ترنيمة الخلود (نحن جند الله جند الوطن) .
انفرادات متفرقة:
اتصال هاتفي تلقيته من إعلام مجلس السيادة عقب زيارة البرهان أكد لي فيه اشادة القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مجلس السيادة بالجناح وان ماراه كان عكس ما تناوله الإعلام واختتم حديثه بالقول (ما كان بالامكان أفضل مما كان) .
التقيت وزير الزراعة ووزير الاتصالات والتحول الرقمي بمقر اقامتهما فكان حديث وزير الزراعة أن زراعة مليون فدان من القطن تجعلنا نطمئن أن الزراعة في السودان بخير ولا خوف على الموسم الزراعي الجديد بينما أكد وزير الاتصالات والتحول الرقمي اتجاه السودان نحو التحول الرقمي الكامل وحرصه شخصيا على ذلك لتيسير وتبسيط الإجراءات عبر الأنظمة الالكترونية التي اجتاحت العالم واعتبر أن دبي نموذجا للتقدم الرقمي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى