مداد وحروف

محمد فضل الله يكتب : عبارات نثار في كورونا

مللنا الشائعات الكاذبة حول الوباء، فلا الكورونا مصدره غاز السارين ولا أبراج إتصالات الجيل الخامس، سئمنا خرافات العلاج بالتوابل، وتعبنا من تناقضات المرجعيات الصحية حول إنتقال المرض بالهواء أو عدمه، وإرتباط إنحساره بالحرارة أو التعقيم، ووجوب الحجر أو العودة للعمل.
الحقيقة الوحيدة والماثلة أمامنا هي أن الدول العظمى، تملك مايفيض من أدوات القتل والموت، ولا تملك ما يكفي من أجهزة الحياة، تحولت الإمبراطوريات العظمى، إلى قراصنة في الجو، تسطو على الكمامات والمعقمات.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أكثر صدقا وصراحة من غيره، يقولها كما هي: نحتاح إلى الأقنعة، ولا نريد للآخرين أن يحصلوا عليها، بإمكانكم أن تسموا هذا إنتقاما، ولكن إن لم نحصل على ما نحتاجه، سنكون قساة جدا.
لماذا يكون ترامب “كيوت” فاتنا بهذا الكلام؟، ويكون يحى السنوار قائد حماس في غزة، إرهابيا، عندما يهدد محتله، ومحاصره، وقاتله، وسجانه، بقطع أنفاسه، إذا قطع عن شعبه، أجهزة التنفس؟.
الشفاء من كورونا ممكنا، حتى بعد التسعين، والأمثله كثيرة، حيث هناك مسنا إسباني ناهز الثالثة بعد التسعين عاما، خرج من المستشفى معافا. كذلك جينيفيا وود، أمريكية، تخطت التسعين من عمرها والكوورنا من صدرها، وصارت حكاية سعيدة لأحفادها. كذلك التركية رسمية إشق، رسميا هزمت كورونا، بسنواتها الست والثمانين، رغم مرض قلبها المسكون بالخير للناس.
إن بحثنا عن إيجابيات المرحلة، سنتفاجأ بكثرتها، فمن كان يصدق أن السوريين، سيعتقلون في دمشق، لأسباب صحية غير سياسية؟.
الأمريكيون نظموا مسيرة شكر، أمام منزل الطبيب الباكستاني الأصل سعود أنور، بعد إختراعه وصلة لجهاز التنفس، تمكنه من خدمة سبعة مرضى في آن واحد، ونحن في الوطن العربي، لازلنا نفكر في توصيلة سبعة آراجيل “شيشه” مع بعض.
الباكستاني أنور هذا، لو ولد ومات في دولة عربية، لبقي غريبا طول حياته، لكنه الآن أمريكيا، ولكنه سيبيع الدول العربية إختراعه المفيد.
وليس ببعيدا عن هذه المفارقات، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، زار مدينة مارسليا، قبل أسابيع قلائل، لتفقد فريقا طبيا هناك، معنيا بدراسات وأبحاثا عن كورونا، فوجد أمامه مجموعة من باحثين عرب وأفارقة، “لبنان، مالي، بوركينافاسو، السنغال، ليبيا، الجزائر، المغرب، تونس، نبذتهم بلدانهم التي ينحدرون منها، فهجروها.
آخير نقول.. أتى شهر الصوم والتواصل هذا العام حزينا، بإقفال المساجد، والتباعد الإجتماعي الوقائي من كورونا، وأتى رمضان سعيدا هذا العام، بالإلتحام الأسري، الذي أعاد لنا ذكريات الطفولة، ونحن نترقب مع الأهل صوت الآذان.
المساجد مقفلة، بفتوى من دور الإفتاء، وبأمر من الهيئات الصحية، لكن الله من علينا، بفنانات وفنانين مجاهدين، يرابطون عند خطوط الدفاع الأولى، يخاطرون بحياتهم، لأجل إفساد شهر رمضان، بإجماع مشايخ الأمة، على إختلاف مشاربهم، توجهاتهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى