مقالات

مصعب مضوي يكتب : فايروس الأحزاب

يحسب لتجمع المهنيين السودانيين انه قادة ثورة ديسمبر المجيدة حتى إسقاط نظام المؤتمر الوطني بكل حنكة واقتدار وألتف حوله كل الشعب السوداني بكل ثقة وأصبحت بوستات التجمع على مواقع التواصل الأجتماعي هي المحرك للشارع متى ما دعى التجمع لموكب قال الشعب سمع وطاعة لم يكن اتباع الشعب للتجمع صدفة إنما لسبب رئيس وهو أن التجمع ليس حزب سياسي بل تجمع نقابي يرى فيه الشعب الحيادية لكفر الشباب بالأحزاب السياسية الانتهازية التي ظلت تأكل مع نظام المؤتمر الوطني في قدح واحد طيلة سنوات حكمه وأخرى عقائدية ليس لديها أي مشروع وطني يلتف حوله الشباب ويلبي تطلعاتهم بسودان متطور موحد خالي من العنصرية والمصالح الضيقة، إن الأحزاب السياسية الموقعة على إعلان الحرية والتغيير ماكانت لتحلم بحكم البلاد لو كانت هي في واجهة الثورة لعلمهم بأن الشباب لن يقبلوا بهم في مستقبل السودان الذي يريدون لذا تدثروا كلهم خلف تجمع المهنيين السودانيين ونجح التجمع في قيادة الثورة حتى النجاح في إسقاط البشير وحكمه ثم ظهرت الأحزاب على السطح تتهافت علي المناصب وتتقاتل في ما بينها لأجل ذلك وانتقل الصراع إلى داخل تجمع المهنيين السودانيين الذي يكون بذلك قد فقد أهم أسباب نجاحه وجماهيريته الكبيرة لو تمكنت الأحزاب منه…
الحزب الشيوعي عُرف بمواقفه القوية أثناء التفاوض مع المجلس العسكري وبعد تكوين الحكومة إلا أنه سعي جاهداً للسيطرة على التجمع وقد فعل وظهر ذلك جلياً في بيان التجمع حول علمانية الحكم وهو ما عجل بالخلاف مع المجموعات الأخرى باعتبار أن التجمع جسم نقابي لا يبت في أمور مصيرية في حكم البلاد وليس من أختصاصه ذلك وظهرت على السطح الخلافات بصورة صارخة عبر مؤتمر صحفي للدكتور محمد ناجي الاصم وآخرين…

الخلافات داخل التجمع تعد انتصار كبير لأنصار النظام السابق وهم يحتفلون بذلك في مجموعاتهم المختلفة كون التجمع ظل البعبع الذي يؤرق منامهم والجسم الذي وحد كل السودانيين لإسقاط نظام المؤتمر الوطني المخلوع، نستطع القول الان أن الأحزاب السياسية السودانية التي فشلت في أسقاط النظام السابق طيلة فترة حمكه ولم تقدم أي مشروع وطني مقنع هاهي الان تسقط الجسم الذي أسقط البشر وحكمه بنفس الأنتهازية واللا وطنية والتعصب الحزبي المريض، كان بالإمكان المحافظة على التجمع بعيد من كل ذلك كنقطة قوية تجمع الجميع دون أستثناء ومواصلة معاركهم الخاسرة في ما بينهم خارج التجمع لكن كما يقولون (مرمي الله مابترفع).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى