مقالات

بدر الدين أحمد يكتب : مدرسة الفن الكروي

▪︎لكرة القدم شغف وترف ، وموسيقى هادئة تعزف أوتارها في كل حين ، حتى أن بابلوا أسكوبار في عز هياجه الصاخب في ممارسة تجارة المخدرات ، وملاحقته عبر ال(سي أي ايه) والأجهزة الاستخباراتية كان يتسلل للاستمتاع بكرة القدم ،وبعد سقوطه قتيلًا كان يرتدي حذاؤها..
▪︎هي معشوقة فاتنة ساحرة تزينت في ليل بهيج ،وفاح عطرها الفضاح ، وهي تنادي همسًا همسًا من يداعبني هذا المساء بعطف وحنان ،وعذوبة لنغني على رائعة الشجي عليه رحمة الله صديق عباس “تعال نحلم في وش الزمان القاسي ..قاسي ونتبسم وما نشيل هم، جميل الدنيا لما الناس تحاول تنسى آلاما ،وتمشي علي البعيد وبعيد تكون آمالا قداما” !!
▪︎على حس هذا النغم نبني الحلم ونتناسى كل آلام الحياة وصراعاتها ،عندما نتكئ على كرسي قصي في المقبرة الزرقاء كي نستمتع بمعشوق الحسان يداعب عشيقته المتمردة في مدخل ليالي الشتاء الصاخب ،وهو ينازل الأمل العطبراوي ،لقاء محلي بنكهة أفريقية بعد وداع الأخير وتطلع المعشوق لآمال أفريقية أمامه..
▪︎كان لهذه الليلة عريس نحيل طويل أسمر يحمل سحنة الجمال ،تمرد من تلال كسلا الوريفة وسرق تلك الريشة التي رسم بها الحلنقي صدحًا جميلًا “أرض الحبايب يا رمز المحنة في واديك ولدنا ضقنا حنان أهلنا سكانك اطايب عامرين بالأماني ألحانك تملك نشوة وأغاني يسعد في حبور راح ريدم حواني
لو ما فيك و لدتا كان الهم طواني..

وقفة أولى :

▪︎نزار حامد الماكوك بوغبا أفريقيا والشرق الأوسط هو الذي عنيته بهذه المقدمة لعطائه ومجهوده الكبير في رسم البصمة الجمالية وزرع الورد في محيانا وعلى جنبات المقبرة الزرقاء ،والملاعب الخضراء ..
▪︎نزار حامد الذي صمد في وجه الأعاصير من سهام الهتيفة التي لا تفهم في كرة القدم إلا القليل وظلت تعبث بكل ماهو جميل بالهلال بسهام صدئة قتلت بها بشة التشة في عز عطائه وصولجانه ، لكن ابو النيز نغمة أخرى في عالم السحر والطرب .
▪︎صمد نزار (بوغبا أفريقيا) وقت أن قصمت الإصابة ظهره وباتت تترصده ، وفك طلاسم عقد وعراقيل عصر العهر الكاردينالي وفتياته ، تجاوز طبنجات النقر التي ترصدته ، ووخز بثقة في نفسه وفقع عين الهتيفة التي كانت تنادي بشطبه في التسجيلات الماضية ،والآن هو يصول ويجول ويقدم الدرر والحلول ، بذات السمات الملمحية في مهام وحركة بوغبا اليونايتد دفاعًا وهجومًا ،وهذا ما يجهله الكثيرون ظنًا منهم أن نزار لاعب ارتكاز رفقة أبوعاقلة ،وهما في الأساس محاور بمهام هجومية ودفاعية ،والارتكاز الوحيد هو الشغيل .

وقفة أخيرة :

▪︎مدرسة الفن الكروي تتجسد كذلك في القيصر المهاري فالفيردي أفريقيا أبوعاقلة عبدالله صاحب الرئات السبعة ،والماكينة التي لا تتوقف هو الآخر يقدم السحر في ملاعبنا (المهترئة) شكلًا ومضمونًا ..
▪︎التمييز ما بين لاعب الارتكاز والمحور تحتاج لبعد نظر فني فليس لاعب الارتكاز محور ،فالارتكاز هو اللاعب الذي تتوقف عنده الهجمات وتتكسر ،ويعمل على تعطيل هجمات الخصوم وإغلاق المساحات ،بمهام دفاعية بحته ، مع ومضات قليلة جدًا هجومية من دون تكليف مثل كاسميرو ،كانتي…
▪︎أما المحور فهو ضابط الايقاع والمتحكم في رتم الملعب، يعمل على ربط الخطوط وتنويع اللعب بدقة وذكاء وسرعة في اتخاذ القرار ،بمهام دفاعية أقل من الارتكاز ومهام هجومية مثل مودريتش وفالفيردي وتوني كروس،وهذه الميزه غير متوفرة إلا في نزار وأبوعاقلة ونوعًا ما مجاهد فاروق .

*وأخيرًا جدًا :

يكفي أن قوات الدفاع في الجسم
كريات بيضاء..!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى