مقالات

ايمن كبوش يكتب : هلال مريخ.. لقاء البوح بالاسرار.. !!

ما بين رحلة السويس.. ومعسكر حرس الحدود.. هبط الهلال للمرة الثالثة ارض مصر في ظرف ربع عام من عمر الزمان.. جاء الهلال لمواجهة المريخ في الجولة الثالثة لمجموعات ابطال افريقيا.. وقد اكمل الفريق كافة استعداداته من ام درمان بتدريبات ساخنة وليس امامه اي خيار غير العودة بالعلامة الكاملة من لقاء الجمعة.. صحيح ان الكرة ستكون في الملعب حتى الجولات اللاحقة.. إلا أن الجولة الثالثة التي ستطلق صافرتها بلقاء الهلال والمريخ وصنداونز والاهلي المصري.. تستحق أن تكون هي جولة “البوح بالاسرار” او بعضها على اقل تقدير.. القمة السودانية لن تترافق الى الدور التالي على اي حال.. وسيقصي احدهما الاخر.. لذلك تمثل الجولتين الثالثة والرابعة جولتي تنفس الصعداء بالنسبة لصنداونز او الاصابة بالانهيار الكامل..

مازال المشوار طويلا ومحفوفا بالعديد من الاخطار.. ولكن دعونا نتمسك بما يقوله أولئك الذين يرهنون أحلامهم وطموحاتهم لشعار “من يطلب الحسناء لن يقلّها المهر” .. لذلك لابد من التعامل مع الوضع الصعب الذي نعيشه اليوم بـ(فقه المتاح) واستخدام (فن الممكن) لتجاوز عقبة المريخ (رايح جاي).. لان المريخ سيتمسك بآخر (قشه) يمكن ان تعوضه عن ما حاق به في عقر داره بملعب السلام امام صنداونز..

اعود واقول ان مباراة القمة تمثل مباراة حصاد بلا أدنى شك.. يؤديها كل فريق بمبدأ أن يكون أو لا يكون.. لذلك يجب أن يستغلها الهلال كمحطة مهمة.. بل اهم محطة في طريق الحصول على مكسب الانتصار خارج الارض.. ولكن هذا لن يتأتى.. ما لم يغادر لاعبو الهلال ابتداء محطة التعادل مع الاهلي والتعامل مع المواجهة القادمة التي ستصنع (ربيع الهلال) كنهائي مبكر يستلزم تقديم الغالي والنفيس من أجل هدف وحيد هو انتصار ازرق السودان.

امام الجهاز الفني بقيادة الكابتن (جواو موتا) تحد حقيقي وصعب.. يبدأ باختيار (تشكيلة المهمات الخاصة).. تلك التشكيلة التي تخوض المباراة على اساس انها مباراة انتحارية تستطيع ان (تخلص الماتش) وتنجز المهمة بسلاح الانتباه الكامل والتركيز الشديد وعدم التفريط.. لأن المريخ الذي خسر بالتعادل امام الجنوب افريقي.. لن يفرط في لقاء الجمعة بتلك السهولة التي يتحدث بها البعض.. الهلال يبدو.. على الورق.. في وضع افضل ولكن في كل الاحوال تبدو دوافع الفريقين واحدة وفرصهما متساوية في المباراة.. طالما ان بطاقتي العبور حائرتين بين الاثنين وثالثهما الأهلي المصري ثم صن داونز.

نعلم ان حجم الضغوط في الهلال اكثر والمطالب لا تقبل انصاف الحلول.. ولكنها معادلة طبيعية لفريق خلق ليكون مقاتلا باسم البلد التي يشح فيه الفرح وتقل فيه الانتصارات.. ليظل الرهان على الهلال الذي صنع لنفسه شخصية مختلفة وقاعدة جماهيرية عريضة وممتدة مع امتدادات اي رقعة يتواجد فيها السودانيون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى