مجرد رأي

وائل عبدالخالق يكتب : مليونية 30 يونيو

توقفت في الفترة السابقة عن الكتابة متعمدا حتى لا تتسبب ارائي ولو بنسبة بسيطة في التأثير سلبا على مواكب ومليونيات ٣٠ يونيو..

وقد استطلعني العديد من الأصدقاء عن توقعاتي حول ٣٠ يونيو في سابق الايام وقد اجبت عليهم جميعا نفس الإجابة، وللأسف صدقت توقعاتي.. ولم تصدق توقعاتي لاني اعلم الغيب او اقرا الطالع، وايضا ليس بسبب نبوغي أو امتلاك قدرات تحليلية افضل من غيري، وإنما ببساطة صدقت توقعاتي لمعرفتي الاكيدة ومتابعتي لواقعنا السياسي ومكوناته بشكل لصيق فضلا عن اني كنت من ضمن المنتسبين والعاملين بالعمل السياسي لردح من الزمن ليس بيسير..

وكما العادة والعهد كانت الشوارع حاضرة
شابات وشباب الثورة
نساء ورجال السودان
في كل المدن والاصقاع
اثبت شعبنا انه شجاع وباسل وتواق للحرية والانعتاق
وكما كان في كل التحديات يؤكد الشعب السوداني انه متقدم على ساسته وقيادات الصدفة بسنين ضوئية
ولجان المقاومة تقود وتنظم وتستبسل كعادتها
والشهداء يقدمون أرواحهم قربانا لهذا الوطن
قربانا للحكم المدني
تضحية باقدس الحقوق حق الحياة التي يتاجر بها الساسة

كل هذا لم يشفع لوطننا وشعبنا أمام ساسة العبث واحزاب الهلام السياسي لتتنازل عن نرجسيتها واجنداتها وصراعاتها..
كل هذا لم يتعلم منه احزابنا بعد أن كلمة السر ومفتاح التغيير هو ايقاف انقساماتهم وخطاباتهم الاقصائية والنزول عند رغبة الشوارع في تقديم خطاب جديد للتغيير وقادة جدد يستطيعون توحيد قوى الثورة سياسيا واجتماعيا مرة أخرى..

كان رأيي ان ٣٠ يونيو سيكون مهيبا وقويا وعصيبا على العسكر وحلفائهم تمومة جرتق الانقلاب ولكن لن يكون له أثر يذكر على مجريات الأحداث السياسية.. لماذا ؟
لان القيادة السياسية أو من يفترض بهم ان يكون قادة سياسيين ليسوا بحجم ولا قدر المسؤولية الجسيمة..

ثم لم ينقضي يوم ال ٣٠ يونيو بعد
ولم تجف دماء شهدائنا ودموع الاهالي
ولم يبرد حشا الأمهات بعد
الا وفوجئنا ببيان اقل ما يوصف به انه مثير للرثاء من الحزب الشيوعي، قابله بيان اخر من المؤتمر السوداني..

اي عبث واي عقم سياسي هذا يا هداكم الله

ثم تاتوا لتحدثوننا بعد ذلك عن وحدة قوى الثورة وتريدون منا ان نصدقكم!!

كنت وما زلت على قناعة شخصية بأن احزابنا جميعها وبلا استثناء ليست لديها ما تقدمه لهذه الثورة وهذا الوطن وهذا الشعب، بل ان وجودها ضمن اي حل لن يعطي الا فرص جديدة لقوى الردة للانقضاض على ثورة وتغيير شعبنا…

وان كان لا بد من رأي
فإن على لجان المقاومة الشروع فورا في وضع نفسها ومنسوبيها في وضع الاستعداد لتكون هي القيادة السياسية البديلة لهذا العوار والعبث الذي يسمى مجازا باحزاب.. فمهما كانت الخبرة والقدرات السياسية للجان المقاومة وقيادتها بسيطة فهي لن تكون أسوأ او اكثر سلبية من النماذج التي يقدمها أحزاب وساسة السودان جميعهم..

وان كان لا بد من نصيحة
فإن على اللجان ان تنأى بنفسها وتبتعد عن الاحزاب كليا

فلا خير في قوى ح ت او الحزب الشيوعي
فجميعهم في الفشل وانعدام الرؤية سيان

وائل عبدالخالق مالك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى