مقالات

حمور زيادة : اتهام الإطاري بالتسبب في الحرب مضحك

كتب : حمور زيادة

اتهام الاتفاق الإطاري انو سبب الحرب ده اتهام لا تعرف تصفه بالغريب لا بالمضحك.
لو كانت الحرب قامت بين طرف قابل بالاطاري وطرف رافض، كان ممكن ده يكون مفهوم. طرف زي الناظر ترك الهدد بقفل الشرق اذا تم توقيع الاطاري، لو شال سلاح فحنقول الاطاري هو السبب، ونجي بعد داك نشوف التفاصيل هل الاطاري ده فعلا كعب ولازم يتواجه بالسلاح وله الشال السلاح ده متحيل ساي.
لكن الجيش والدعم السريع الاتنين وقعوا على الاطاري ووافقوا عليهو. وما عندهم اي اعتراض على كل نقاطو.
الاختلاف حصل في نقطة توحيد الجيوش.
ودي نقطة الاطاري طرحها. والجيش متمسك بيها فلو انت شايف الاطاري هو سبب الحرب، يبقى حتلوم الجيش زاتو الوقع الاطاري، وتمسك بتوحيد الجيوش الموجود في الاطاري.

طيب هو شنو الخلاف في توحيد الجيوش:
١- القيادة.
الجيش عاوز الدعم السريع يكون تابع لقائد الجيش.
بينما الدعم السريع منذ قانونه سنة ٢٠١٧ تابع لرئيس الجمهورية. وفي فترة المجلس العسكري البرهان رقى حميدتي بقاهو فريق اول، وعينو نائب رئيس المجلس العسكري، وجات الوثيقة الدستورية حافظت على نفس الوضع وجعلت “مجلس السيادة” كله هو القائد الاعلى البيتبع ليهو القائد العام للجيش، ويتبع ليهو قائد الدعم السريع.
اذن عمر الدعم ما كان تحت قيادة الجيش. وده وضع خطأ، ومشوه، عملوهو الكيزان والعساكر، واستمر بعد الوثيقة. ولازم الوضع ده يتغير.
طيب الاطاري اتعامل مع الوضع السيء ده كيف؟
بنفس طريقة الوثيقة. الدعم السريع لغاية ما يدمج يكون تابع لرأس الدولة المدني، سواء كان رئيس مدني او مجلس سيادة مدني. وده الوضع الكان قابل بيهو الجيش زمن البشير، وزمن الوثيقة. الاضافة الوحيدة هي انو ده وضع مؤقت لحين انتهاء الدمج.
الجيش رفض، وبدأت مفاوضات للوصول لحل وسط، زي هيئة قيادة مشتركة وغيرها من مقترحات.
٢- مدة الدمج.
الجيش طالب بدمج كامل خلال ٦ شهور. والدعم ادلع وقال لا انا عاوز ٢٢ سنة. الوسطاء الدوليون قالو حسب تجارب مشابهة لو اتوفر التمويل وكل شي مشى تمام الدمج بيحتاج ٣٦ شهر. يعني ٣ سنين. وهي نفس المدة لدمج جيوش حركات سلام جوبا. والجيش وافق على المدة دي للحركات. لكن جا عند الدعم السريع الاكبر والاشرس وقال ٦ شهور بس!
المهم التفاوض وصل لمرحلة ١٠ سنوات ينتهي فيها الدمج. يعني يبدأ الان، ويمشي ممرحل لحدي ما يخلص تماما في السنة العاشرة.
شخصيا ده كان مزعج لي. وقلت انو ١٠ سنوات مدة طويلة جدا، وحتحصل فيها متغيرات ممكن كل شي يجوط.
الان مع الحاصل ده اظن مستعد اقبل انو الدمج يكون ممرحل، كل يوم يدمجو جندي واحد بس من الدعم السريع، لغاية ما ال ١٠٠ الف يدمجوا في ٢٧٣ سنة. اذا كان ده حيعصم دماء الناس ويوقف الحرب.

الخلاصة انو وضع الدعم السريع المشوه والخاطئ ده ما جديد. ويحتاج معالجة. فالجيش ما من حقو بعد كل ده يجي يعمل متحمس وقضية الدمج دي قضيتو ويزايد بانو ما ممكن البلد يكون فيها جيشين. بينما احنا عندنا جيشين من ايام الدفاع الشعبي.
تغيير الوضع الخاطئ ده كان ماشي بالتفاوض. وكان ممكن الوصول لحل وسط بدون دم وحروب.
الكان بيخوف في الاتفاق الاطاري هو “العساكر ما حيلتزمو بيهو”. بينما نظريا الاطاري كان بيقدم مخرج امن من الوضع ده بدون حرب.
انا شخصيا كتبت كتير عن “هل اي اتفاق مع البرهان وحميدتي يمكن ان يصل نهايته؟”.
وكنت بنتقد الاطاري لانو اتفاق مراهن على التزام الجيش والدعم السريع.
فالان بعد الحرب افتكر بقى واضح انو المشكلة ما كانت الاطاري، انما هي جدية الطرفين المتحاربين. الاطاري ما فتنم في بعض. الاطاري كان بيحاول يصل لنقطة الدمج بدون نقطة دم.
البرهان بيقول عاوز دمج بالحرب.
وحميدتي بيقول عاوز حكم مدني بالحرب.
والنقطتين الاطاري كان عاوز يجيبم بالتفاوض.
فالزول الشايف الاطاري كعب كلو كلو، ما صاح يحاول يحملو عيوب ما فيهو. والا يبقى كلام ساي. الاطاري مليان عيوب. لكن ده ما مبرر تشيل وتكب فيهو اي مصيبة تقابلك.
الحرب العبثية دي يتحمل مسئوليتها الجيش والدعم. الرفضوا الوصول لحلول عبر التفاوض.
كنا هسه بدل بنعد الضحايا، والناس بتنزح، نكون قاعدين في امان نكتب عن عيوب الاطاري ونشتم الحرية والتغيير ونقرا صحيفة القوات المسلحة، لغاية ما التفاوض يوصل لنتيجة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى