تقارير سياسية

سودان توداي تكشف خبايا اجتماع جوبا

التوم هجو يطالب بدخول السيادي .. غضب سلفاكير .. تملص جبريل ومناوي من البيان التتابعي


بورتسودان : أنس عبدالوهاب / خاص Sudan2day
تأكيداً لما نشرته ( Sudan2day ) في تقارير سابقة عن تصدعاتٍ في الكتلة الديمقراطية وانهيارها والمضي نحو حلها لإختلاف المصالح وتضاربها ، كشف مصدرٌ من داخل الكتلة الديمقراطية لـ ( Sudan2day ) عن أن اجتماع جوبا لأطراف العملية السلمية التي تشمل الحركات المسلحة ومجموعاتٍ داخلها تم فيه إطلاق رصاصة الرحمة على التحالف على حد وصفه ، وأن الخلافات بين مكوناتها وصلت درجة بعيد لحدِ تبادل الاتهامات بالخيانة والبحث عن مصالح مالية واستثماراتٍ أثناء الحرب وتسابق قياداتهِ لنيل أكبر قدرٍ من المكاسب قبل انتهاء الحرب وكانت الدعوة لهذا الاجتماع جاءت من دولة جنوب السودان بإعتبارها الوساطة التي افضت إلى تحقيق اتفاق جوبا لسلام السودان .
غضب سلفاكير


وأثار البيان الذي أصدرته مجموعة الكتلة الديمقراطية داخل أطراف العملية السلمية بعد العودة إلى بورتسودان غضب الرئاسة الجنوب سودانية وهو البيان الذي تم تسميته بـ ( البيان التتابعي لأطراف العملية السلمية ) والمذيل بتوقيعاتٍ من الحركة الشعبية – الجبهة الثورية ، حركة جيش تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي وحركة العدل والمساواة والتحالف السوداني وكيان الشمال والحزب الاتحادي الديمقراطي الجبهة الثورية والجبهة الثالثة تمازج وحركة جيش تحرير السودان المجلس القيادي وحركة تحرير السودان بقيادة مصطفى تمبور ، أثار هذا البيان غضب دولة جنوب السودان ورئيسها سلفاكير ميارديت لأنه ليس الموقف المتفق عليه والنتيجة التي تم التوصل إليها بدعم منبر جدة ووقف الحرب وفك الإرتباط بالتحالف مع الإسلاميين .
تحالف السلطة والمال


وكشف المصدر السياسي داخل الكتلة الديمقراطية أن يد الأمين العام للكتلة مبارك اردول كانت ظاهرة بصورةٍ واضحة في ترتيب بروز هذه الخلافات بصورةٍ حادة ، ومن المعروف أن الكتلة الديمقراطية تضم كل من الحركة الشعبية لتحرير السودان الجبهة الثورية ،وحركة جيش تحرير السودان بقيادة مني اركو مناوي وحركة العدل والمساواة والتحالف السوداني وكيان الشمال والحزب الاتحادي الديمقراطي الجبهة الثورية والجبهة الثالثة تمازج وحركة تحرير السودان بقيادة مصطفى تمبور ، وهي كياناتٌ وحركاتٌ انقسمت على نفسها أكثر من مرة ولا تملك مشروعاً سياسياً ولا برنامجاً اقتصادياً وإنما خطط ذات طابع قائم على الاستفادة من الانقلاب والحرب في تحقيق المكاسب الذاتية ، إضافةً إلى مبارك اردول الذي يشغل المنصب الأمين العام للكتلة الديمقراطية بلا حزبٍ أوكتلة حيث أكد رئيس التحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية أسامة حسن حسين في مقابلاتٍ صحفية أنه وعلي عسكوري واخرين تم فصلهم لدعمهم الحرب ومخالفتهم للنظام الأساسي واللوائح الداخلية .

اتهامات وخلافات


وتحصلت ( Sudan2day ) على معلوماتٍ مهمةٍ بشأن اجتماع جوبا الذي ضم الحركات المسلحة والكيانات بالكتلة الديمقراطية ضمن اطراف العملية السياسية ، حيث تم تبادل الاتهامات بين أطراف الكتلة الديمقراطية والحديث عن أن مواقفهم تحمل خيانةً للجيش وليست بالقدر المطلوب من وجهة نظرهم خاصة التوم هجو ومحمد سيد أحمد الجكومي ، وزادت حدة الخلافات بين جبريل إبراهيم والتوم هجو من جهة ومصطفى تمبور من جهة واللذان تحدثا عن وجود خيانةٍ من قبل جبريل إبراهيم ومني اركو مناوي وأنهم لم يدعموا مواقف البرهان بشكلٍ كافي ، ودافع كل من جبريل ومناوي عن موقفهما أن وضعهما العسكري على الأرض ليس كما يصوره الإعلام وليس لديهم قوات كافية وأن دخولها القتال يعني نهاية حركتهما ، واتهمهما مصطفى تمبور بعدم حماية الممتلكات العامة في الفاشر ونيالا وهنا رد عليه مناوي : أنت يامصطفى عندك قوة إن شاء الله سرية ؟ – حسب ما أشار المصدر الذي مد ( Sudan2day) بالمعلومات .
التوم هجو يهدد


الاجتماع الذي دعت إليه الوساطة الجنوب سودانية بطلبٍ خاص من رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت لأطراف العملية السلمية ضم كلٍ من الهادي إدريس والطاهر حجر عضوا مجلس السيادة الانتقالي ، وشن كلٌ من التوم هجو ومحمد سيدأحمد الجكومي و مصطفى تمبور ومني اركو مناوي وجبريل إبراهيم هجوما واتهاماتٍ لهم بسبب مواقفهم الداعمة لإنهاء الحرب ومنبر جدة ومواقفهم المبنية على أهداف ثورة ديسمبر المجيدة ، حيث هدد التوم هجو عضوا مجلس السيادة انهما نالا منصبيهما على أساس اتفاق جوبا وأنه سيفتح الأمر داخل الكتلة الديمقراطية بغرض سحبهما وترشيح نفسه إضافة إلى محمد سيد أحمد الجكومي مكانهما وسحب ممثليهم في الوزارات والهيئات الحكومية ، وهو ما تم الرد عليه من قبل الهادي إدريس والطاهر حجر بموضوعيةٍ جعلت التوم هجو يخرج عن الكياسة وسانده كل من مني أركو مناوي وجبريل إبراهيم ومصطفى تمبور ، وأكد المصدر أن هذا التصرف الصادر عن التوم هجو الذي لا يتناسب مع الظرف الذي تمر به البلاد والبحث عن حلولٍ لإنهاء الحرب يؤكد أن الكتلة الديمقراطية هي تجمعٌ انتهازي باحث عن السلطة والمال حسب وصفه .

التملص من البيان التتابعي


وعقب العودة إلى بورتسودان ،تملصت (حركة العدل والمساواة – جبريل إبراهيم) و(حركة جيش تحرير السودان – مناوي)، من البيان الختامي لاجتماع جوبا الذي ضم عدد من الحركات الموقعة على اتفاق سلام جوبا، حيث وصف البيان الجماعي، الدعم السريع بـ “المليشيا المتمردة” ووجه لها إدانات واسعة وحمّلها تصفية والي غرب دارفور؛ خميس أبكر.
وأصدرت حركتا العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم وحركة جيش تحرير السودان بياناً مشتركاً نفيا مشاركتهم في صياغة التتابعي لأطراف العملية السلمية وأنه لم يتم مناقشته وتطويره بواسطة جميع التنظيمات التي وردت أسمائه فيها ، وأنه لايدعم مساعي حل الأزمة الوطنية وصدر في وقتٍ غير مناسب ، وهو مايعني عملياً انهيار الكتلة الديمقراطية بشكل ٍ متسارع .
اقتراب تفتت الكتلة
الأوضاع داخل الكتلة الديمقراطية تمضي نحو تفتت هذه الكتلة تماماً ، حيث يقود كل من مبارك اردول والناظر ترك تحالفاً تحت اسم الجبهة الوطنية السودانية ، ويقود كل من التوم هجو ومحمد سيد أحمد الجكومي تحالفاً خاصاً باسم كيان الشمال والحزب الاتحادي الديمقراطي الجبهة الثورية ولديهم تنسيق مع الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل برئاسة جعفر الميرغني وهو الذي يحركهما ومن المتوقع خروجهم من الكتلة والإنضمام أو الاستيلاء على الكتلة وابعاد مجموعة ترك واردول والإبقاء على مصطفى تمبور معهم ، بينما الأمور تبدو سيئةً لرئيس حركة جيش تحرير السودان مني اركو مناوي الذي أصبح يبحث عن ترتيب أوراقه وفقاً للمتغيرات على الأرض بإقليم دارفور ، أما رئيس حركة العدل والمساواة جبريل وضعه السياسي سيئ جداً فقد أصبح بلا قوات تمثله على الأرض ولا قدرة على فرض نفسه في التحالفات خاصة بعد المتغيرات التي حصلت في الحركة واختيار رئيس جديد لها هو سليمان صندل حقار وتغير موقف الحركة ، حيث أصبح جبريل إبراهيم ممسكاً بمنصبه فقط للإستفادة من السلطة والمال ، والإنتظار حتى إشعارٍ أخرى يحدد من خلاله موقفه .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى