تقارير سياسية

( لَزيم) ترك ..خليفةً لـ ( اردول )


علي أحمد / Sudan2day
خَلف مبارك اردول على كرسي إدارة الشركة السودانية للموارد المعدنية ، محمد الطاهر عمر محمد وهو الكرسي الأكثر إثارة و( إسالة ) للعاب في الوقت وفساد فترة الحرب هذه ، فمن أجل هذه الكرسي خسر اردول كل حليفٍ له وخان مبادئ ثورة ديسمبر المجيدة التي أتت به محمولاً على اجنحة التغيير وهو الذي قذف به أرباب نعمته العسكر مربوطاً في بطن طائرةٍ عسكرية رمته في مطار جوبا لا يلوي علي شيئ مجرداً من ثيابه حتى .


كال اردول السِباب وفاحش القول وبذئ الكلام وأصبح صوت انقلاب 25 أكتوبر الأول وتصدى لجموع السودانيين الراغبين في دولة العدالة والحرية والسلام بالآراء المبررة لقتل المتظاهرين السلميين وداعماً للحرب وبل مخططاً لها ونادماً على أنه لم يكن بصف قائد قوات الدعم السريع كما فضحته التسجيلات التي ظهرت في شهر أغسطس الماضي واصفاً قائد القوات المسلحة بـ (الكلب)صار اردول أكثر شخصية مكروهة في التأريخ السوداني الحديث .
رغم خدماتهِ الجليلةِ هذه اختفى كرسي الشركة السودانية للموارد المعدنية ، ذاهباً إلى محمد الطاهر عمر محمد وللرجل قصة سنأتي عليها في متن المقال هذا ، ذهب كرسي الشركة الذي بذل اردول لأجله الكثير من الخدمات للعسكر ولبرهان شخصياً وشمس الدين كباشي وياسر العطا وإبراهيم جابر وآخرين وفي وقتٍ مضى تودد إلى قائد الدعم السريع لأجل تسهيلاتٍ يريد أن يقدمها لخاصته ومن يريدون مربعات الذهب بالإلتفاف على القانون ، اتهم اردول رفيقه وصديقه نور الدائم طه القيادي بحركة جيش تحرير السودان بقيادة مني اركو مناوي أنه يريد مكانه ، وأنه من سرب التسجيل الذي سب فيه البرهان وأنه كان السبب في الإطاحة به ، رد عليه نور الدائم طه بأنه لم يسرب التسجيل ولم يطمح إلى كرسي اردول بحسب تصريحاته لوسائل الإعلام ذاكراً أن الأيام ستثبت عكس ذلك ، صدق وهو الكذوب فقد أثبتت الأيام صدقه هذه المرة .
أعتقد اردول أن تحالفه غير المعلن واتفاقه الكامل بشكل علني مع الناظر محمد الأمين ترك هو منجاته لإيجاد موطئ قدم ٍ جديد عبر الجبهة الوطنية السودانية والتي يريدانها بديلاً جديداً للكتلة الديمقراطية ، اعتقد اردول أنه تودده للناظر ترك سيمنحه رصيداً جماهيرياً ويصنع له قاعدة في الشرق مستفيداً من الأوضاع القابلة للإنفجار واشعال حريقٍ جديد بين مكونات الإقليم ليطرح نفسه شخص ذو أهمية ، لكن ترك تناوله في الفطور قبل أن يُفكر اردول في الغداء بهم لأجل مكاسبه الشخصية ، صدقت أحاديث نور الدائم طه ، ظهرت الحقيقة ، فالكرسي الذي قاتل اردول لأجله وخسر الجميع اختطفه منه حليفه الأقرب الناظر ترك داخل الكتلة الديمقراطية لأحد أعوانه وهو محمد الطاهر عمر ، ترك الذي عمد اردول ناظراً في الشرق واصطحبه إلى كل مكانٍ ذهب إليه يجوب معه المحليات مرتدياً ( السواكنية ) حيناً و ( الورسة ) حيناً و ( الشُقة ) حيناً وهي أنواع الجلاليب في شرق السودان طبعاً ، لاعباً بالسيف مرةً وملوحاً بـ (الشوتال) مرةً كشرقاوي ومع ذلك ركله بدهاءٍ و لكن داخل الكتلة الديمقراطية ( مافيش يمة ارحميني ) دحرجه ترك بكل سهولة واخذ مقعده الذهبي لأحد أتباعه الخُلص .

لماذا ذهب المقعد إلى الشرق ؟

يبرز هذا السؤال والإجابة أنه بعد نضوب النفط والذي كان المورد الأول للسودان ، اتجه نظام الإنقاذ إلى الذهب وسرعان ما أنشأ نظام البشير الشركة السودانية للموارد المعدنية للسيطرة على الذهب وكان نظام الإنقاذ نظام ريعي بإمتياز وبجانب الكادر الفني دفع به البشير ونظامه في قطاع الذهب والشركة ، دفع بكوادر امنية قوية لإدارتها مثل أمين المنظمات بالحزب المحلول عمار باشري وعقب ثورة ديسمبر ارتكب قوى الثورة ورئيس وزارائها خطأ قاتل بتجاهل هذه الشركة تارةً واستهسال التعيين فيها تارةً أخرى وهي المركز المالي الأكثر أهمية في دولةٍ فقيرة مثل السودان تم نهبها بالكامل .
في ظل هذا التجاهل قفز اردول إلى كرسي إدارة الشركة ثم وظف كل إمكانيات الشركة لخدمة مشروعه السياسي الشخصي ومن أجل الاحتفاظ بمقعده أصبح حليفاً للعسكر والإنقلاب وصوته الأعلى ، وحالياً بعد خلو مقعده عَرف البرهان أهمية كرسي إدارة الشركة السودانية للموارد المعدنية وهاهو يحاول أن يلعب ذات اللعبة القديمة بإسترضاء الشرق بالمقعد الذهبي ولا سيما أن الشرق أصبح هو مقره بعد خروجه من أرض المعركة .
بروز الصوت العالي في الشرق والذي ظل يسأل عن نصيبه في الوظائف ، والذي عبر عنه شيبة ضرار الذي كان معتمداً سابقاً ولديه مجموعة عسكرية من أشخاصٍ ( يهوش ) بها جعل البرهان يتجه إلى تعيين محمد الطاهر محمد عمر عضو المجلس الأعلى لنظارات البجا والذي أصدر بياناً يرحب ويهنئ بتعيينه ،وهو المجلس الذي يقف على رأسه الناظر ترك أيضاً ، فهل اكتشف اردول الحقيقة ومن كان يتلاعب به للحصول على مقعده ؟ وهل ياترى عاود الإتصال بـ ( نور الدائم طه ) معتذراً له ؟
ولكن من هو مدير الشركة السودانية للموارد المعدنية الجديد ؟
هو محمد الطاهر عمر محمد ، هو أعضاء حزب المؤتمر الوطني المحلول بشرق السودان عمل معتمداً لمحلية شمال الدلتا – وقر – منذ 2014 وكان أحد قيادات حملة ترشيح البشير في انتخابات 2015 وهو أحد أعضاء المجلس الأعلى للنظارات المستقلة و ( لزيماً ) للناظر ترك في حله وترحاله ، هذه المحلية التي تمثل الثقل الاجتماعي والسياسي للناظر ترك ، ومحمد الطاهر عمر محمد فصلته لجنة تفكيك نظام 30 يونيو 1989 واسترداد الأموال العامة لإنتمائه للحزب المحلول وهاهو البرهان يعيد منسوبي النظام البائد الواحد تلو الاخر إلى السلطة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى