مقالات

اسامة الشيخ يكتب : السفارات السودانية والجبايات

لفت نظري في هذه الأيام الحركة الدؤوبة لتنظيم المهرجانات او ما يسمي بالايفنتات او البازرات لدعم رجال الأعمال والمستثمرين السودانيين بالخارج او في الخارج ما عارف أيهما أصح ، الفكرة من حيث المبدأ جميله جدا جدا وفيها تشجيع للشباب ول سيدات ورجال الأعمال السودانيين . خصوصا ان الاستثمار في السودان حاليا أصبح غير آمن ولذلك الجميع سوف يفكر بنقل اعماله للخارج .
اثار دهشتي بوستر الإعلان للمؤتمر او التجمع المقام في السعودية الرياض ، مكتوب (بتشريف السفارة السودانية )
و سألت نفسي هل دور السفارة السودانية هو تشريف وحضور !!! ؟ كيف؟ وهؤلاء الحاضرين او المستثمرين هم رعاياها ومن باب أولي ان يكون المهرجان بتنظيم من السفارة وتقديم الدعم الفني والقانوني وتسهيل مهامهم مع الجهات زات الصلة بالبلد .
ولكن للأسف دور السفارات السودانية في الخارج لا يختلف كثيرا عن موظفي المحليات داخل السودان (تنحصر كل اعمالهم في كيفية تحصيل الجبايات من المواطنين ) وما هي اكتر المحليات اقصد السفارات إيرادات لخزينة الدولة . وعليه يقاس نجاحها ومجهوداتها .
لا أظن أن الخارجيه السودانيه لا سابقا ولا حاليا تجتهد كثيرا في تدريب كوادرها علي كيفية جلب الاستثمارات للداخل او رعاية المستثمرين السودانيين بالخارج او عمل مؤامرات لتبادل الخبرات .
في العهد البائد كان اي فريق جيش او شرطة تريد الإنقاذ ان تتخلص منه او تبعده عن العمل التنفيذي او العسكري تحوله الي سفير وكأنما وظيفة سفير بالنسبة لها منفي او أبعاد !!!!
والامثله علي ذلك كثيره جدا من العوض محمد الحسن عليه رحمة الله من واليا للجزيرة الي سفير وكذلك المرحوم عبد الرحمن سر الختم ووووالخ .
هذا غير إلحاق ضباط جهاز الأمن والمخابرات بالبعثات الدبلوماسية .
وهذا يؤكد ان الدولة و الخارجيه السودانيه لا تطلب من هذه البعثات سوي الإيرادات ومراقبة السودانيين بالخارج فقط .
والدليل ان سفارتنا بالرياض الآن دورها تشريف مهرجان هو من صميم عملها .
لا ابالغ ان قلت انا لا ألوم هذه البعثات وطاقمها لأن ما يقومون به تكليف تتم ترقيتهم ومحاسبتهم عليه . لذلك يركزون كل جهدهم فقط في (الإيرادات والمراقبة) .

دقائق صفاء :
كان أملنا كبير جدا جدا في الحكومه المدنيه (ده اذا كانت فعلا مدنية ) التي ركزت كل جهدها في تفكيك نظام الثلاثون او الثلاثين من يونيو ٨٩ ان يترافق مع هذا التفكيك تدريب وتغيير ثقافة البعثات الدبلوماسية من ثقافة الجبايات والمراقبة الي الرعاية وجلب الاستثمار وعمل مؤامرات وتبادل خبرات مع الدول التي يمكن أن يستفيد منها السودان في كل المجالات . ولكن خاب ظننا .

كنت اتمني صادقا ان تكون هذه التجمعات او المؤتمرات من السفارات السودانية بالخارج وتكون هي الاساس وليس حضور تشريفي وان يكون دور الاعلاميات السودانيات هو تقديم المؤتمر

لك الله يا وطني ….

أسامة الشيخ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى